حذّر مختصون في الشؤون الإغاثية والصحية من مخاطر عودة شبح المجاعة إلىقطاع غزّة إثر القرار الإسرائيلي المتعلق بإغلاق معابر القطاع، ومنع إدخال المساعدات والاغاثة الانسانية لمختلف القطاعات، وقطع الكهرباء عن محطات تحلية المياه.
وعلى إثر انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والأسرى بين حركه حماس واسرائيل ، قررت الأخيرة إغلاق جميع معابر غزة، ومنع إدخال المساعدات والوقود، وهو ما خلق أزمة إنسانية في القطاع.
ومنذ الحرب التي اندلعت، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2023، أصبح سكان غزة جميعهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، فيما تمنع إسرائيل إدخال معظم البضائع التجارية، وتسمح بكميات مقننة منها، ما تسبب بارتفاع أسعارها.
وقال مدير عام شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، إن "جميع سكان غزة يعتمدون بشكل أساس على المساعدات الإنسانية بأشكالها المختلفة"، مشيرًا إلى أن استمرار إغلاق المعابر سيزيد من سوء الأوضاع في غزة.
وأوضح الشوا، لـ"إرم نيوز"، أن "المخاوف تزداد من سوء الأوضاع وانتشار المجاعة في قطاع غزة، خاصة أن الإغلاق سيؤثر على المستويات جميعها"، مشددًا على أن هناك خطرًا يتعلق بتوقف محطات المياه والآبار.
وأشار إلى أن "المرحلة الأولى من التهدئة لم تؤدِ لتحسين الأوضاع في غزة، كما أن عدم توافر الوقود وبعض الاحتياجات الضرورية، حال دون ذلك"، مشددًا على أن القطاع الصحي من القطاعات التي تواجه خطرًا كبيرًا.
وأضاف: "هناك حاجة لكميات كبيرة من الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الطاقة في المستشفيات، ونحن أمام أيام صعبة وستزداد سوءًا خلال فترة قليلة جدًا"، متابعًا: "نحذّر من المساس بالفئات الأكثر هشاشة خاصة الجرحى وكبار السن".
ولفت إلى أن "مشهد المجاعة الذي وقع خلال الأيام الماضية لا يزال ماثلًا أمام أعين الجميع لتدارك الموقف، وأن هناك تواصلًا مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية لحثها على التحرك على كل الجهات".
وأكد أن الجهود الدولية والإقليمية والفلسطينية تواجه رفض إسرائيل لإعادة فتح المعابر، وإدخال المساعدات، قائلًا: "حتى اللحظة إسرائيل ترفض إدخال أي شكل من أشكال المساعدات ما ينذر بكارثة في غزة".
وقال خليل الدقران، متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن "إسرائيل وبعد أن دمرت خلال الحرب المنظومة الصحية في قطاع غزة، تعمل على إخراجها عن الخدمة بمنع دخول المساعدات الطبية والأغذية اللازمة للقطاع الصحي".
وأوضح الدقران، لـ"إرم نيوز"، أن "ذلك يفاقم من الكارثة الصحية في غزة، وذلك بعد تدمير أكثر من 85% من المرافق الصحية في قطاع غزة"، متابعًا: "إغلاق المعابر يفاقم الوضع الصحي، ويمثل حكمًا بالموت على آلاف المرضى والجرحى، وإعدام المنظومة الصحية المنهارة أساسًا".
وأضاف، أن "منع إدخال مستلزمات الإيواء المؤقت لحوالي مليون ونصف إنسان يعيشون بلا مأوى وفي ظروف صعبة للغاية، يهدد بانتشار الأمراض المعدية، وزيادة عدد المرضى"، مبينًا أنه منذ بداية التهدئة يتجاهل الاحتلال الإسرائيلي إدخال المستلزمات الطبية الأساسية لغزة.
وأردف، بأن "إسرائيل تسمح بإدخال المستلزمات الطبية غير الأساسية لقطاع غزة، وتتجاهل الاحتياجات الرئيسة للسكان"، لافتًا إلى أن "الوضع الصحي في قطاع غزة مازال صعبًا، وهناك عدم التزام بالبروتوكول الإنساني الذي يتعلّق بالعلاج بالخارج".
وأوضح، أنه "منذ الأول من فبراير/ شباط، لم تسمح السلطات الإسرائيلية سوى بخروج 1800 مريض، ولدينا 25 ألفًا من المرضى الذين يحتاجون للعلاج بالخارج"، محذرًا من عودة أمراض سوء التغذية عند الأطفال حال استمر إغلاق المعابر.