قال خبراء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يستهدف إفراغ قطاع غزة من عدد كبير من سكانه، بعد الحرب الإسرائيلية، وإنهاء أي وجود لحركة حماس هناك، مشيرين، في تصريحات له، إلى أن ترامب يريد بعد ذلك السير في مخطط إعادة تأهيل القطاع بالشكل الذي يخدم مصلحة إسرائيل وأمنها.
وأوضح الخبراء أن رؤية ترامب لقطاع غزة تذهب إلى العمل على إنهاء وجود حركة حماس نهائيا، ليس فقط عسكريا ولكن في كافة الصور الأخرى سواء سياسيا أو اجتماعيا؛ لأنه يرى في وجود فكر ومنهج الحركة خطورة دائمة على إسرائيل.
ولفت الخبراء إلى أن ما نسب مؤخرا لمبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن، آدم بوهلر، بأنه يتعين على مصر والأردن تقديم بديل بعد رفضهما فكرة استقبال الفلسطينيين، هدفه ممارسة المزيد من الضغوط على البلدين.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، أن "الرؤية التي يتبناها ترامب تجاه غزة تقوم في المقام الأول على ضرورة إفراغ القطاع من عدد كبير من سكانه وتغييب حركة حماس نهائيا من هناك، ومن ثم السير في مخطط إعادة تأهيل غزة بالشكل الذي يخدم بالأساس، مصلحة إسرائيل وأمنها".
وبين السبايلة أن "ما يطرحه ترامب هو ما قامت إسرائيل بالتجهيز والتخطيط له من خلال عدوانها على مدار الـ 15 شهرا الماضية، والقيام بشكل رئيسي بتدمير القطاع ومحو البنية التحتية نهائيا وخلق أزمة إنسانية كبيرة، يكون من الصعب التعامل معها".
وأضاف السبايلة أن "ترامب يتبنى دائما وجهة النظر الإسرائيلية في الموضوع المتعلق بغزة وفرض واقع جديد هناك، ما يُشكَل بالفعل الآن في القطاع، في ظل عدم وجود سبل الحياة نهائيا".
وأوضح أن "ما يتحدث به الرئيس الجمهوري، يحمل جانبا من التغليف التجميلي، بأن أهل غزة من حقهم العيش بحياة كريمة وأن ذلك لا يحدث في ظل الهدم القائم، وهو ما يتطلب عملية ".
ولكن، بحسب السبايلة، فإن "طريقة حديث ترامب عن عملية إعادة الإعمار، ووضع عراقيل أمامها، بأن يكون ذلك دون حركة حماس وألا تكون هناك هذه الكتلة السكانية الكبيرة ليتم بناء ما هدم مجددا، ترويج لصورة غير صحيحة ولها أهداف أخرى وواضحة".
وذكر أن "تصريحات مبعوث ترامب، حول أنه يتعين على مصر والأردن تقديم خيار بديل عن طرح استقبال الفلسطينيين، يُرى من زاويتين، الأولى أنه لا يمكن البقاء على الوضع الحالي في غزة، أما الثانية فأنه يلقي الكرة في الملعب الأردني والمصري، ما يعكس فكرة أن البلدين ما زالا في مخيلة إدارة ترامب على أنهما جزء من الحل".
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم رشدي، إن "ما يريده ترامب في قطاع غزة، يذهب بشكل كبير إلى تنفيذ مخطط التوسع الإسرائيلي الذي يكرر وعوده حوله أو على الأقل تقليل ما يراه من خلال الإسرائيليين حول إنهاء أي تهديد موجه من القطاع إلى الداخل الإسرائيلي".
وأضاف: "ينطلق ذلك بالعمل على إنهاء وجود حركة حماس نهائيا، مشيرا إلى أن تهديدات ترامب ومبعوثه تحمل جانبا من الضغوط على القاهرة وعمان".
وقال إن "ذلك يأتي بهدف الذهاب إلى إنهاء وجود حماس في القطاع، وأيضا عدم تحمل تل أبيب أو واشنطن أي عدوان مستقبلي تجاه القطاع أو عمليات إعادة الإعمار وإدخال المساعدات، على أساس أن واشنطن قدمت الحل بطرح تهجير الفلسطينيين لحماية سكان القطاع من التعامل مع المخاطر القائمة داخله، التي تهدد إسرائيل، بحسب ما يسوق له ترامب ويردده بكثافة، وهي سياسة قائمة على تشويه الواقع".
وفسر رشدي ذلك بالقول إن "ترامب أراد السير في هذا الطرح لممارسة جانب أكبر من الضغط وتخفيف وجود حماس عسكريا كمرحلة أولى في هذا التوقيت داخل القطاع، ومن ثم بحث صفقة يتم التعامل من خلالها لإنهاء الوجود المجتمعي والسياسي للحركة الذي يراه مهددا لأمن إسرائيل".
وأشار رشدي إلى أن "ترامب سيربط إعادة الإعمار وإدخال المساعدات بشكل مستدام، بعدة مسارات معقدة على الأطراف والوسطاء، يكون هدفها عدم وجود أي دور لحركة حماس في حكم غزة خلال الفترة المقبلة، وسيكون جادا في ذلك، حتى يزيد من حالة الغضب من سكان القطاع على حماس والعمل على ربط وجود الحركة في ذهن الأهالي والسكان، بالحرب والدمار للقطاع وتجويعهم".