شارك الآلاف من أهالي مدينة باقة الغربية ومنطقة المثلث ومناطق 48، اليوم الجمعة، في مظاهرة قطرية ضدّ استفحال جرائم القتل في المجتمع العربيّ.
وتأتي المظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وذلك قي قرار اتُّخذ في ختام اجتماع واسع، بالمشاركة مع المجلس العام للجنة القطرية للرؤساء، في باقة الغربية، والذي تحول إلى اجتماع شعبي بحضور المئات، ردا على جريمة قتل المربي زياد أبو مخ.
وبقتل المربي أبو مخ، ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في باقة الغربية منذ مطلع العام الجاري إلى 10، وارتُكبت معظم جرائم القتل بواسطة إطلاق النار. وبات المواطن في المدينة يخشى على حياته في ظل استمرار جرائم القتل.
وانطلقت المظاهرة الاحتجاجية من المدخل البلديّ، حتى وسط مدينة باقة الغربية، حيث انتهت المسيرة الاحتجاجيّة هناك.
كما كُتبت على بعض اللافتات:" الشرطة تحمي العصابات"، و"الشرطة مستفيدة من قتل العرب"، و"بدنا نعيش بأمان".
وقال رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة، خلال المظاهرة:" لن نتوقف هنا، وسنكمل حتى إنهاء الجريمة في المدينة، وسنتخذ خطوات تصاعدية وبجعبتنا الكثير، فقد حاولنا قبل الآن، أن نحلّ المشكلة عبر كل القنوات، ومن خلال التوجّه إلى كل المؤسسات، ولكن بدون نتيجة".
وأضاف أن: "هذا النضال سيبقى مستمرًا سيبقى متواصل من خلال قادتنا الرائعين، ومن خلال أهلنا والمشاركين في هذه المسيرة وجميع أهالينا في الداخل، سنواصل النضال".
واختتم دقة حديثه بالقول، إن "النتائج سوف تكون عن طريق الخطوات قريبة المدى وبعيدة المدى، وهذه الخطوات مكمّلة لبعضها، ومن المهم أن نكمل هذا النضال".
بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة: "نحن شعب طبيعي ويمكن أن نختلف على قضايا معينة، ولكن الآن حياتنا وبيوتنا مهددة، وشعبنا في غزة يباد، ونحن نباد هنا من قِبل العصابات، ولا يمكن أن نستمر دون خطوات تصعيدية".
وأضاف بركة: "لا يمكن أن لا نكون إلى جانب القدس والمسجد الأقصى، وهذه الدولة تريد أن تُخرجنا من التاريخ، وتريد محو الشعب الفلسطيني".
وعن خطوات احتجاجية مرتقَبة، قال بركة: "غدًا ستُنظَّم وقفة على الدوار الأول في مدينة أم الفحم، وبعد غد الأحد، سيكون إضراب في المجتمع العربي في الداخل، ويوم الجمعة المقبل، ستُنظَّم مسيرة كبيرة في مدينة أم الفحم".
من جانبه، قال رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة لـ"عرب 48": "في ظلّ المعاناة التي تسبّبها عصابات الإجرام للمجتمع العربي، يخرج أمل من هذه المسيرة الجبارة في باقة الغربية، حيث أننا ضد العنف بكل أشكاله، ونشكر كل أبناء شعبنا الذين شاركوا اليوم في المسيرة ضد العنف والجريمة".
وأضاف أبو شحادة: "الاستمرارية ضرورية ومهمة جدًا، ومن خلال عدة مسارات لمجتمعنا وداخلنا"، مشددا على أنه "من المهم أن نفهم أننا قادرون على القضاء على الجريمة في مجتمعنا".
وتابع في ما يتعلّق "بالمؤسسة الإسرائيلية، فإننا نعلم من يقف وراء الجريمة، ونحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تقاعسها على مكافحة الجريمة".
وقد سبقت المظاهرة، مشاركة الآلاف في صلاة الجمعة التي أُقيمت في الملعب البلدي في المدينة، احتجاجا على استمرار استفحال جرائم القتل.
وشهدت مدينة باقة الغربية، أمس الخميس، إضرابا عاما ردا على الجريمة، وحراكا على مستوى الهيئات الشعبية الوحدوية للجماهير العربية، حيث عقد بداية اجتماع سكرتارية لجنة المتابعة الدوري، في مقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثم عقد اجتماع آخر لسكرتارية المتابعة مع المجلس العام للجنة القطرية للرؤساء، وبحضور شعبي ضم المئات من باقة الغربية وخارجها.
196 قتيلا في المجتمع العربي منذ مطلع العام
وأتت جريمة قتل المربي أبو مخ في وقت يشهد المجتمع العربي تصاعدا خطيرا في جرائم القتل، في ظل تواطؤ الشرطة الإسرائيلية، وغياب الخطط الحكومية لمكافحة هذه الظاهرة.
ومنذ مطلع العام، قتل 196 مواطنا في المجتمع العربي، بينهم نساء وفتيان دون سن 18 عاما، في جرائم مختلفة، تشمل إطلاق نار وطعن وتفجير مركبات.
وسجل العام الماضي، حصيلة غير مسبوقة في جرائم القتل، بلغت 228 قتيلا، بينهم 16 امرأة، في ظل عدم تقديم جناة للمحاكمة في معظم الملفات.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات