توجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض بشأن ترتيب لوقف إطلاق النار في لبنان، قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، الأحد، قولهم إن حكومة بنيامين نتنياهو تدرس بجدية إمكانية التوصل إلى اتفاق محدود زمنياً لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية مع "حزب الله".
وسادت خلال الأسبوع الماضي نبرة تفاؤل حذرة في الدوائر السياسية والعسكرية بإسرائيل بشأن فرص التوصل إلى تسوية سياسية مع "حزب الله"، على الرغم من أن الشروط المطلوبة لتوقيع اتفاق ملزم بين الطرفين لم تنضج حتى الآن.
وكانت مصادر دبلوماسية أميركية أكدت، السبت، إحراز تقدم في المحادثات لوقف القتال بين إسرائيل و"حزب الله"، وقالوا إن "فرص التوصل إلى ترتيب في لبنان بقيادة عاموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، وبدعم من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، آخذة في الازدياد".
ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر إسرائيلية، وصفتها بأنها "رفيعة"، تأكيدها إحراز تقدم مؤخراً في المفاوضات، مع إحراز تقدم رئيسي من قبل إسرائيل في مواجهة الأميركيين.
بحسب المصادر، تعتقد إسرائيل أن من الممكن جداً أن تنضج التسوية ويتم التوصل إليها قبل دخول ترمب إلى البيت الأبيض بعد 70 يوماً. ومع ذلك قالت المصادر إن ذلك يستلزم حصول الأميركيين الآن على موافقة الجانب الآخر، أي "حزب الله"، وهو أمر لا يزال غير قريب بالنظر إلى الفجوات بين الشروط التي وضعتها إسرائيل والتنظيم الموالي لإيران.
خوف إسرائيل من قرار مجلس الأمن
وذكرت القناة 12 بالتليفزيون الإسرائيلي أن سعي إسرائيل إلى بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق على الجبهة اللبنانية يأتي على خلفية مخاوف عميقة بين صناع القرار في تل أبيب بشأن قرار محتمل لمجلس الأمن الدولي يمكن أن يحد بشكل كبير من حرية الجيش الإسرائيلي على الصعيد العسكري في ميادين القتال.
بحسب القناة، تثير التقييمات التي تتشكل في إسرائيل احتمال أن يقدم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قريباً قراراً دراماتيكياً يدعو إلى وقف فوري للقتال في قطاع غزة أو فرض قيود صارمة على نشاط الجيش الإسرائيلي في جميع المجالات.
ويزداد الخوف في حكومة نتنياهو من قرار دولي كهذا بشكل خاص في ظل الضغط السياسي غير المسبوق الذي مارسته إدارة بايدن على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، من أجل منع المزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ونقلت "القناة 12" عن مسؤولين كبار في إسرائيل قلقهم من أن الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، ستمتنع عن استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع قرار ضد حكومة نتنياهو في مجلس الأمن. علاوة على ذلك، فإن التقييم بين كبار المسؤولين الإسرائيليين أن التعقيد السياسي والضغوط الدولية من المحتمل أن تستمر بل وتكثف حتى بعد تغيير الإدارة الأميركية ودخول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين في إسرائيل تقديرهم أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نهاية المطاف، فإن إسرائيل ستحافظ على حقها وقدرتها العملياتية على الرد بقوة في حالة حدوث انتهاكات من قبل "حزب الله".
وتعتقد المؤسسة العسكرية في إسرائيل أنها تقترب من تحقيق الأهداف التي حددها مجلس الحرب الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية. وتعتقد المصادر، التي تحدثت إليها القناة، أن من الصواب الآن تجسيد إنجازات الجيش الإسرائيلي عبر ترتيب سياسي يعيد سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم. ومع ذلك، هناك من يجادل بين وزراء حكومة نتنياهو بأن الإنجاز في جنوب لبنان يجب أن يتعمق الآن.
ديرمر إلى البيت الأبيض
وتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن لبحث تفاصيل الترتيب المنتظر لوقف إطلاق النار في لبنان، وذكرت القناة 12 بالتليفزيون الإسرائيلي أن ديرمر سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في البيت البيض لبحث الأوضاع على الجبهة اللبنانية.
من جانبها، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ديرمر زار روسيا سراً، الأسبوع الماضي، مضيفة أن من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في وقف إطلاق النار إذا تم تنفيذه من أجل إعادة ترتيب الأوضاع في لبنان ومنع "حزب الله" من تسليح نفسه.
ولفتت الإذاعة إلى أن الزيارة السرية إلى روسيا تمت بعد أيام قليلة من الهجوم الإسرائيلي على إيران.
ووصفت القناة ديرمر بأنه من يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المفاوضات الجارية مع الأميركيين بشأن ترتيب في الشمال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات