أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنّ قوات مقاتلة من لواء جفعاتي انضمت إلى توسيع العملية العسكرية للفرقة 162 في منطقة مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، وذلك في وقت يستمرّ الحصار الإسرائيلي لمناطق شمال غزة لليوم الـ13 على التوالي، وسط ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجازر بحق المدنيين، وحصار السكان والمستشفيات وتفخيخ المنازل، وقصف مراكز الإيواء على من فيها.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له: "ليلاً انضم لواء جفعاتي إلى توسيع نشاطات الفرقة 162 في منطقة جباليا"، وزعم أنّ "قوات الفرقة وطائرات سلاح الجو قتلت في اليوم الأخير عشرات المقاومين في اشتباكات وقصف من الجو، ودمرت بنى تحتية عسكرية في المنطقة. كما هاجمت قوات من الفرقة 252 في وسط القطاع، مبنى زعم الجيش الإسرائيلي أنه يُستخدم لأغراض عسكرية". وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء الفرقة 162 باجتياح شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
وأمس الخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد 28 شخصاً، وإصابة 160 في مجزرة وحشية ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصفه مدرسة "أبو حسين" للنازحين في جباليا، والتي تضم آلاف النازحين من الأطفال والنساء الذين شرّدهم الجيش الإسرائيلي من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية. من جهته، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في بيان مساء الأربعاء، أن 200 ألف مواطن في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، يعيشون دون طعام أو شراب أو دواء، منذ السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يقصف وينسف مباني وبنية تحتية في محافظة شمال القطاع". وتابع: "عشرات الشهداء قتلهم الجيش الإسرائيلي ولا يزالون تحت الأنقاض وعلى الطرقات دون القدرة على انتشالهم في ظل العملية العسكرية، واستهداف الجيش أي جسم متحرك". ولفت إلى أن "جباليا تُباد وتتعرض للموت الممنهج".
وقال شهود عيان ، في وقت سابق، إن قوات الجيش الإسرائيلي تقوم بعمليات دهم وتفتيش في كل المناطق المحيطة بمخيم جباليا، وتطبق بشكل كامل حصارها، وتمنع عبر الطائرات المسيّرة أي تحركات داخل الأحياء المحيطة في جباليا وبيت لاهيا. ويأتي هذا في وقت يروّج عدد من قادة الجيش الإسرائيلي السابقين لـ"خطة الجنرالات"، والتي تقوم على تنفيذ عملية عسكرية واسعة شمالي القطاع، بالإضافة إلى تجويع السكان، واتّباع كافة الأساليب الهادفة لتهجيرهم نحو وسط وجنوبي القطاع، والتعامل مع من تبقّوا على أنهم "مقاتلون".
ورغم الإعلان الإسرائيلي المتكرر أن العملية تستهدف بنية عسكرية لحركة حماس في المنطقة، والتي كان آخرها تصريح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تحدث عن أن هدف العملية استهداف معاقل الحركة وذراعها العسكرية، إلا أن مراقبين يربطون بين ما يجري وبين "خطة الجنرالات"، التي وضعها اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند. وبموجب هذه الخطة فإن أولئك الذين يختارون البقاء في الشمال في ظل الحصار والتجويع وتدمير المنازل، سيتم اعتبارهم ناشطين في حركة حماس، وسيكون بالإمكان المساس بهم.
ويخشى السكان في شمال غزة، من أن يكون تنفيذ هذه الخطة مقدمة لتمريرها على مختلف مناطق القطاع، بعد فشل مخطط التهجير في العام الأول من الحرب، في ظل التسريبات حينها بشأن مقترحات إسرائيلية وأميركية بتهجير الفلسطينيين من القطاع جنوباً إلى سيناء المصرية، وسط رفض السلطات المصرية لهذا المقترحات بشكل قاطع، باعتبارها مساساً بالأمن القومي المصري.