يحلّ عيد الأم هذا العام في فلسطين، بينما تتواصل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ خمسة أشهر، التي أدت إلى استشهاد آلاف الأمهات، في حين تعاني نظيراتهن في الضفة الغربية من الانتهاكات اليومية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، فيما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطينيّ أنّ 28 أسيرة من الأمهات من بين 67 يقبعنَ في السجون الإسرائيليه، محرومات من عائلاتهنّ وأبنائهنّ.
وتأتي هذه الأرقام في الوقت الذي يحيي فيه العالم، اليوم الخميس، الموافق لـ21 مارس/ آذار عيد الأم، تكريماً للأمهات واعترافاً بالأدوار التي يلعبنها في المجتمع. غير أنه يأتي هذا العام في زمن الإبادة الجماعية المتواصلة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، والتي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأمهات والأطفال، وحرمان الآلاف من الأبناء والأطفال من أمهاتهنّ كما حُرمت الآلاف من الأمهات من أطفالهنّ.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في تدوينة على منصة إكس، أنه في الوقت الذي تحتفل به دول العالم العربي بعيد الأم، هناك 37 أمّاً يُستشهدن يومياً في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
من جهتها، أوضحت الهيئة ونادي الأسير أنه من بين الأسيرات أمهات وزوجات وشقيقات أسرى وأسيرات سابقات أمضين سنوات في السجون الإسرائيليه إضافة إلى أم شهيد هي الأسيرة فاطمة الشمالي، والجريحة رنا عيد.
وأضافت الهيئة والنادي، في بيان مشترك، اليوم الخميس، أنه عدا عن الأسيرات الأمهات من غزة والمعتقلات في المعسكرات الإسرائيليّة، "يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّهنّ، علماً أنّه بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، نفّذ اعتقالات جماعية واسعة بحقّ النساء في غزة، وكان من بينهنّ أمهات وجدّات، واليوم من بين الأسيرات في سجن الدامون 4 من غزة منهنّ أسيرتان ووالدتهما".
وقالت الهيئة والنادي: "في ضوء الجرائم المروّعة التي تعيشها الأم الفلسطينية، فإنّ هذا اليوم يشكّل محطة ليس فقط للاحتفاء بتضحيات الأم الفلسطينية الاستثنائية، التي تواجه القتل والتّشريد والاعتقال والتّهديد بشكلٍ ممنهج منذ عقود طويلة، وعلى مرأى من العالم، بل هو محطة لعكس مستوى جرائم الجيش الإسرائيلي غير المسبوقة بكثافتها بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والتي يواصل تنفيذها بدعم قوى دولية، وذلك في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بعيد الأم بطريقته، ويستثني الأم الفلسطينية، في ظل انعدام إرادة عالمية حقيقية لإنهاء الجيش الإسرائيلي ووقف جرائمه المتصاعدة".
في عيد الأم.. تعذيب وانتهاكات واعتداءات بحق الأسيرات
وبيّنت الهيئة والنادي أنّ السلطات الإسرائيليه "كثّفت كذلك من الجرائم وعمليات التّعذيب والاعتداءات بمختلف مستوياتها بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات، والتي عكستها عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، إضافة إلى الشّهادات التي نقلتها الطواقم القانونية على مدار الفترة الماضية، حيث تحتجز السلطات الإسرائيله غالبية الأسيرات، ومنهنّ الأمهات في سجن الدامون".
وأوضحت أنّ "الجرائم والانتهاكات التي نفّذها الجيش الإسرائيليّ بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات بعد السابع من أكتوبر، تصاعدت بشكل غير مسبوق، وكانت من أبرز الجرائم التي وثقتها المؤسسات اعتقال الأمهات كرهائن للضغط على أزواجهنّ أو أبنائهنّ المستهدفين من قبل الجيش الإسرائيلي ، واحتجازهنّ في ظروف قاسية وصعبة جدًا، هذا عدا عن عشرات الأمهات اللواتي اعْتُدِي عليهنّ في منازلهنّ خلال عمليات الاقتحام والاعتقالات التي تمت لأفراد من أسرهنّ، وإخضاعهنّ لتحقيقات ميدانية. وإلى جانب كل ذلك فقد صعّد الجيش الإسرائيلي من الاعتداءات الجنسية بحقّهنّ، أبرزها التّفتيش العاري، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي تنفّذ بحق الأسيرات المريضات منهنّ".
وتابعت الهيئة والنادي أنّ "غالبية الأسيرات الأمهات معتقلات بتهم تتعلق بالتحريض أو رهنّ الاعتقال الإداريّ، ومنهنّ نساء فاعلات على عدة مستويات حقوقية، وشعبية، واجتماعية".
وفي هذا الإطار، قالت الهيئة والنادي إنّه "وعلى الرغم من نداءاتنا المتكررة التي وجهناها على مدار عقود طويلة لوقف جرائم الجيش الإسرائيلي الممنهجة والمتواصلة حتّى اليوم، فإنها لم تلق آذاناً صاغية، إلا أننا نجدد هذا النداء ونطالب المؤسسات والحركات النسوية العالمية وكل أحرار العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية أمام الجرائم المروّعة التي تواجهها النساء الفلسطينيات، ومنهنّ الأسيرات في السجون الإسرائيلي ومعسكراته".
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات