ذكرت وكالة وكالة "أسوشيتد بريس" الأمريكية، الخميس 1 فبراير/شباط 2024، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن الجيش الإسرائيلي بدأ ينشئ المنطقة العازلة في قطاع غزة، على الرغم من المعارضة الشديدة للمجتمع الدولي، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي جرائمه في القطاع، واشتداد المعارك في محاور عدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، فيما عبرت قطر عن تفاؤلها بخصوص "هدنة طويلة الأمد".
[
ونقلت الوكالة الأمريكية، عن خبراء وتحليل صور أقمار صناعية أن هناك عمليات هدم بعمق كيلومتر على طول حدود غزة مع إسرائيل كمنطقة عازلة محتملة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد قالت إن الجيش بدأ بهدم مبانٍ في بعض الأماكن لإنشاء "منطقة عازلة" على امتداد حدود غزة.
بينما رفضت دول المنطقة الفكرة، كما أعربت الإدارة الأمريكية أيضاً عن معارضتها لأي خطة محتملة تؤدي لتقليص أراضي غزة.
الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، قالت الإدارة الأمريكية إنها لا تؤيد فكرة إسرائيل إنشاء "منطقة عازلة" في غزة، وإنه ينبغي الحفاظ على حدود غزة، وذلك على لسان منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمره الصحفي اليومي.
كما أكد كيربي أن واشنطن لا تؤيد خطة إسرائيل لإنشاء "منطقة عازلة" حول غزة. وقال: "وجهة نظرنا بشأن هذه القضية لم تتغير، لا نريد أن نرى تقليص أراضي غزة بأي شكل من الأشكال، ولا نؤيد ذلك".
وذكر كيربي أنهم تحدثوا مع الجانب الإسرائيلي حول هذه القضية، سواء في اجتماعات مفتوحة أو مغلقة، وأعربوا عن موقفهم هذا بوضوح في اجتماعات مفتوحة للصحافة.
شهداء وجثث متحللة
على الصعيد الميداني، استمر الطيران الحربي الإسرائيلي في شن غارات على مناطق مختلفة من القطاع، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، فيما أفادت شهادات بالعثور على جثث متحللة لعدد من الشهداء ملقاة على الأرض.
حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون، مساء الخميس، في قصف لطيران الحربي الإسرائيلي استهدف منزلاً على رؤوس ساكنيه شرق رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية باستشهاد 4 مواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة الديري في حي النصر شرق رفح.
كما استشهدت مواطنة وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على مدرسة الأمل التي تؤوي نازحين غرب خان يونس جنوب القطاع. كما أصيب 13 مواطناً في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً بالقرب من مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غرب خان يونس.
ودفن المواطنون جثامين خمسة شهداء في ساحة مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر في خان يونس، ليرتفع عدد جثامين الشهداء التي تم دفنها في ساحة المستشفى إلى 15، في ظل الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على المستشفى، واجتياحه البري لمحافظة خان يونس.
في السياق، قالت مصادر طبية إن أكثر من 30 ألف نازح في المدارس القريبة لمجمع ناصر الطبي في خان يونس، يفتقدون الماء والطعام وحليب الأطفال والأدوية المطلوبة لآلاف الحالات المرضية والمزمنة.
وفي سياق متصل، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها وبتنسيق من خلال الأمم المتحدة، انتشلت جثامين 6 شهداء من منطقة شمال مخيم البريج، عند الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي يفصل بين محافظتي غزة والوسطى، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
كذلك، استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، بعد أن استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في مدرجات ملعب في مدينة غزة، عندما كانوا يحاولون التقاط إرسال الاتصالات والإنترنت.
مدفعية الجيش الإسرائيلي ، قصفت شرق مخيم البريج وسط القطاع، كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات في محيط منطقة الشيخ زايد وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وعثر مواطنون على جثث متحللة شمال غرب مدينة غزة، عقب انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المكان. ولا يزال عدد من الشهداء تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الجيش الإسرائيلي طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم لانتشالهم.
تجدد الاشتباكات
في وقت سابق الخميس، نشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مشاهد من تصدي مقاتليها للتوغل الإسرائيلي في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة.
وباغت أحد عناصر كتائب "القسام"، جندياً من جنود الجيش الإسرائيلي يقود جرافة، ووجد نفسه أمامه وجهاً لوجه، قبل أن يصيبه صاروخ بشكل مباشرة.
وأظهرت المشاهد التي نشرتها "القسام" على قناتها على "تليغرام" اللحظة التي تقابل فيها المقاوم مع الجندي الإسرائيلي الذي يقود الجرافة ويجرف ركام المنازل التي أمامه (الدقيقة 1:48)، وما هي إلا ثوانٍ حتى أصابه صاروخ نفذه مقاوم ثانٍ، يبدو أنه كان يتربّص به هو أيضاً.
وفق ما أكدته القسام، فإن المشاهد تعود لمعارك ومواجهات مباشرة بين الكتائب والجيش الإسرائيلي غرب مدينة خان يونس، تشمل استهداف آليات واستدراج قوات الجيش الإسرائيلي إلى مواقع معينة.
في بيانات سابقة الخميس، قالت كتائب القسام إن مجاهديها استهدفوا "آليات صهيونية بقذائف الياسين 105 على تخوم حي الشيخ رضوان بمدينة غزة"
وأضافت في بيان آخر: "استولينا على 3 طائرات مسيّرة جنوب حي الزيتون، جنوب مدينة غزة".
في بيان ثالث قالت "القسام": "قمنا بدكّ تحشدات العدو غرب مدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
من جانبها، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي إنها: قصفت "بقذائف الهاون تموضعاً لجنود وآليات العدو شرق حي الزيتون بمدينة غزة".
دعوة لزيادة عاجلة للمساعدات
أمام هذا الوضع المتدهور، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، "بشكل عاجل إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بسبب الجوع الشديد والنزوح الجماعي وانهيار النظام الإنساني".
وكتب غوتيريش، في تدوينة على حسابه عبر منصة "إكس"، "أدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وموسع ومستدام إلى أنحاء غزة".
كما أضاف أن "الجميع في غزة يتضورون جوعاً، وتم تهجير 1.7 مليون شخص، والنظام الإنساني ينهار"، مسلطاً الضوء على الوضع الحرج.
تفاؤل قطري بشأن صفقة جديدة
على المستوى السياسي، أبدى متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الخميس "تفاؤلا" في أن يقود العمل الحالي على إبرام صفقة لتحرير المحتجزين الإسرائيليين في غزة، إلى "هدنة مطولة" بين حركة حماس وإسرائيل، وذلك في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، خلال تواجده في واشنطن، في إطار زيارة غير محددة المدة بدأها الإثنين، مع رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث سبل إبرام "هدنة مطولة" في قطاع غزة.
قال الأنصاري إنه "عندما نتمكن من التوصل إلى هدنة مطولة، فإن احتمالية إنهاء الصراع تزداد بالتأكيد". وأضاف أنه "متفائل جداً" في أن يقود إطار العمل الحالي لصفقة المحتجزين إلى "هدنة مطولة".
تعد قطر ركناً أساسياً في الحراك الدولي لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، والمفاوضات غير المباشرة الجارية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس".
يشار إلى أن وساطة قطرية أمريكية مصرية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مكنت من التوصل إلى هدنة استمرت 7 أيام، أطلق خلالها سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
رداً على سؤال بشأن إمكانية موافقة "حماس" على مقترح الإطار المبدئي الخاص بتبادل الأسرى واحتمال وقف إطلاق النار، قال متحدث الخارجية القطري: "عملنا مع كلا الطرفين ومع الولايات المتحدة للخروج بهذا المقترح الذي هو الآن بيد حماس، وعادة يستغرق الأمر من 3 إلى 4 أيام لنتلقى رداً منهم بشأنه".
كما صرح بأنه "متفائل جداً لأن الكثير من صيغة هذا المقترح تمت مناقشته في الماضي خلال الوساطة وهو في إطار ما تم الاتفاق عليه". وتابع: "متفائلون جداً بأن هذه الوثيقة (المقترح) ستعطينا الفرصة لمواصلة الوساطة والخوض في تفاصيل أعمق".
ثم زاد: "ما لدينا الآن هو إطار عام لمقترح نأمل أن يقود إلى هدنة مطولة، وهذه الهدنة ستسمح لنا بالتفاوض بشأن بقية المسائل والتي نأمل أن تؤدي إلى إنهاء الحرب".
في جهته، قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الخميس، إن الحركة تلقت اقتراحاً بشأن هدنة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، لكنها لم ترد بعد على أي من الأطراف.
النونو، صرح لـ"رويترز" قائلاً: "لقد تلقينا بالفعل المقترح الذي تم التوصل إليه في باريس، ولكننا لم نسلم حتى الآن أي رد لأي جهة؛ وهو قيد الدراسة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الخميس "27 ألفاً و19 شهيداً و66 ألفاً و139 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات