كشفت وكالة "Bloomberg" الأمريكية أن المسؤولين الإسرائيليين عازمون على المُضي قُدماً في إجلاء الفلسطينيين من رفح، على الرغم من أنهم يقرّون سراً بأنهم "ليست لديهم استراتيجية محددة لكيفية القيام بذلك".
كما أضافت الوكالة، في تقرير لها الخميس 22 فبراير/شباط 2024، أن المسؤولين الإسرائيليين: "لا يعرفون المدة التي سيستغرقها أمر إجلاء الفلسطينيين، ولا الوجهة التي يفترض أن يذهب الناس إليها بعد إجلائهم من مدينة رفح".
كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة هاتفية مع وكالة Bloomberg الأمريكية، الأربعاء 21 فبراير/شباط، إنه أمر الجيش الإسرائيلي بوضعِ خطة لإجلاء المدنيين، وينتظر عرض هذه الخطة عليه.
فيما انقطعت السبل بسكان غزة الذين اشتدت عليهم معاناة الحرب، وصار كثير منهم يعيشون في الخيام وفي الشوارع، ويواجهون ضراوة الجوع والمرض.
بينما تذهب تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى أن إجبار النازحين في رفح على العودة إلى مناطقهم المدمرة سيزيد من عدد القتلى الذي تجاوز بالفعل 29 ألف قتيل في 4 أشهر.
مع ذلك يرى القادة الإسرائيليون أن اجتياح رفح محطة مهمة لها ما بعدها في مسار الحرب، ويرون أنهم يقتربون بهذه الخطوة اقتراباً كبيراً من تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس، والعثور على المحتجزين المئة المتبقين.
حيث يزعمون أن هذه الأهداف لا يمكن بلوغها إلا باجتياح رفح، إذ يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن المدينة بها ما بين 5 إلى 8 آلاف من مقاتلي حماس وقادتها، وأنهم يحتمون في الأنفاق مع المحتجزين الإسرائيليين.
كما قالت مصادر مطلعة للوكالة إن المسؤولين في إسرائيل عازمون على تنفيذ العملية العسكرية في رفح مهما حدث. وتظهر استطلاعات الرأي أن كثيراً من الإسرائيليين يؤيدون نتنياهو في عزمه على شنِّ عملية عسكرية في رفح.
حيث قال مسؤولون إسرائيليون إن حلول رمضان لن يعيقهم عن السعي لبلوغ أهدافهم العسكرية. ويؤكدون أنه كلما اقترب إعلان النصر على حماس بدأ المواطنون في الشعور بالأمان مرة أخرى، وأصبح من الممكن أن تبدأ المناقشات بشأن خطط الأمن الإقليمي.
كما زعم الجيش الإسرائيلي أن لحماس خمسة ألوية مقاتلة في غزة، وأنه كسر شوكة لواءين منها في محافظتي غزة والشمال، ولواء ثالث في المناطق المحيطة بمدينة خان يونس جنوبي غزة، وأن اللواء الرابع والخامس قد جمعا معظم ما تبقى لهما من قوات في رفح.
بينما قال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق: "لقد وصلنا إلى نهاية البداية"، و"استكمال العمليات في خان يونس سيستغرق أسبوعاً آخر. ثم ستنتقل قواتنا إلى رفح في مارس/آذار، لنقاتل هناك حتى نهاية أبريل/نيسان. ويُمكننا بعد ذلك الانتقال إلى تشكيل قوات أصغر كما هو الحال في الشمال". وتوقع أن يستمر القتال بوتيرة منخفضة لبقية العام.
"خطة" إجلاء الفلسطينيين من رفح
يأتي ذلك بينما كشفت صحيفة "WashingtonPost" الأمريكية ما قالت إنها تفاصيل "خطة الإخلاء" التي جهّزتها السلطات الإسرائيليه من أجل إجلاء الفلسطينيين من رفح قبل الهجوم البري الذي تخطط إسرائيل لتنفيذه في المدينة بجنوب قطاع غزة.
الصحيفة الأمريكية نقلت، الخميس 15 فبراير/شباط، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن عملية التخطيط لإخلاء مدينة رفح من النازحين الفلسطينيين، الذين فاق عددهم مليوناً وثلاثمائة ألف، "جارية ولم يتم بعد الموافقة على خطة نهائية".
كما نقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن اقتراح إسرائيل إنشاء سلسلة مخيمات على ساحل البحر في غزة لم ينجح في تهدئة المنتقدين، في إشارة إلى الانتقادات الموجهة للاحتلال والتحذير من كارثة إنسانية في حال اجتياح رفح عسكرياً.
بينما أوضح المصدر الإسرائيلي للصحيفة الأمريكية أن خطة إخلاء مدينة رفح تتضمن إنشاء 15 مخيماً على شاطئ البحر في كل منها 25 ألف خيمة، سيتم نقل مئات آلاف النازحين الفلسطينيين من مدينة رفح إليها قبل شن العملية العسكرية.
من جهة أخرى، قال محللون عسكريون للصحيفة الأمريكية، إن إسرائيل تعتزم طلب المساعدة من مصر في توفير الرعاية الصحية وغيرها من المساعدات في المخيمات، وإن موقعها يفتح إمكانية تقديم المساعدات من البحر.
بينما نقلت الصحيفة عن المصدر الإسرائيلي قوله، إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي عارض مقترحاً يسمح بانتقال النازحين الفلسطينيين في رفح إلى شمال قطاع غزة قبل العملية العسكرية في رفح، رغم انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المنطقة.
فيما تستعد إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية برية في رفح، تواصلت الأصوات المطالبة بوقفها، وحذّر برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من أن "توسع الأعمال العدائية بمدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة يهدد بكارثة إنسانية، وعرقلة عمليات الإغاثة".
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات