توقع خبراء ومختصون أن تكون عملية اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت، ضربة لجهود الوسطاء من أجل التوصل لتهدئة في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.
وجاءت عملية الاغتيال بالتزامن مع حراك مكثف يبذله الوسطاء للتوصل لاتفاق تهدئة يتضمن تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 3 شهور.
تصعيد للمواجهة
وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، إن "من المؤكد أن أول تداعيات اغتيال العاروري وقف حماس لأي حديث عن تهدئة أو إطلاق سراح أسرى لديها".
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن "حركة حماس وحزب الله والمنطقة ككل الآن تستعد لتدخل مرحلة جديدة في الحرب بعد الاغتيال، والحديث الآن يدور حول تصعيد للمواجهة وليس تهدئة".
وتابع: "إسرائيل من خلال الاغتيال اختارت التصعيد وليس التهدئة والحوار، واغتيال قائد بحجم العاروري بدل من دخول حالة من التفاوض حول الأسرى يعني بالضرورة اختيار التصعيد".
وأردف: "بالتالي إسرائيل فجرت الأوضاع ليس فقط مع حماس وحزب الله، وإنما فجرت الأوضاع أيضاً مع جمهورها الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى لدى حماس وليس الاغتيالات".
واستطرد: "مع عملية الاغتيال سندخل مرحلة جديدة من الحرب في قطاع غزة، لأن عملية بهذا الحجم قد تستدعي ردود أفعال مختلفة من أطراف عدة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة رقعة التوتر والصراع إلى ما هو أكبر من قطاع غزة".
خطوات متوقعة
بدوره يرى المحلل السياسي نزار نزال، أن "اغتيال إسرائيل لصالح العاروري سيكون بمثابة رصاصة الرحمة لمفاوضات التوصل لتهدئة بين حماس وإسرائيل، خلال الوقت الحالي على الأقل".
وقال نزال لـ"إرم نيوز" إن "أي مفاوضات اليوم ستموت ولن يكتب لها النجاح، وحماس اليوم وبعد اغتيال صالح العاروري سيكون لها المبرر الكافي للانسحاب من أي مفاوضات لها علاقة بإطلاق سراح أسرى أو بوقف إطلاق للنار".
وأضاف: "أعتقد أن الحرب ستستمر في غزة وسيتوسع نطاق المواجهات، وأن حادثة اغتيال العاروري سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة".
وأوضح أن "التوقعات تشير الآن إلى توسيع رقعة الحرب، وتوسيع رقعة الأحداث، ما يعني أن عدوى الحرب قد تنتقل إلى بقعة أخرى متوترة أصلاً مثل لبنان".
وقال إن "الحكومة الأمريكية حاولت الضغط على الحكومة الإسرائيلية وجنرالات الحرب لتخفيف العنف في غزة، وكان هناك توافق بين الأمريكيين والإسرائيليين حول تحويل الصراع في الأفق إلى اختيار أحداث محددة للصراع داخل قطاع غزة، والاكتفاء بذلك".