أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2024، عن إصابة 5 جنود إسرائيليين بجروح خطيرة، فيما أشار متخصصون إلى أن عدد الجرحى غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، ومن ثم يقتضي التعامل مع هذا الأمر استعداداً مختلفاً عن ذي قبل.
فيما قال موقع Ynet الإسرائيلي إن البيانات الرسمية للجيش الإسرائيلي تشير إلى أن عدد جرحى الجيش هو 2300 جندي، إلا أن أشخاصاً مطلعين ممن يعملون طوال الوقت في ساحات استقبال الجرحى والمصابين، مثل العاملين بالمستشفيات والمسؤولين الطبيين في الميدان والمسؤولين في أقسام إعادة التأهيل ومصادر في جمعية المعاقين التابعة للجيش الإسرائيلي، أجمعوا على أن مآل الأمور أكثر كآبة من البيانات الرسمية بكثير.
توقعات صادمة لإسرائيل!
واستأجرت وزارة الدفاع الإسرائيلية شركة خارجية للتحري عن التوقعات بشأن عدد الجرحى والمصابين بناء على بيانات العمليات العسكرية والحروب السابقة، ولتقدير عدد الجنود الذين سينضمون إلى قوائم المعاقين في قسم إعادة التأهيل بالجيش الإسرائيلي في عام 2024.
وجاءت النتيجة صادمة، إذ توقعت الشركة أن يبلغ عدد الجنود الذين سيُدرجهم الجيش في قوائم المعاقين 12500 جندي. وأشارت الشركة إلى أنها تحرَّت التحفظ والحذر الشديد في هذه التقديرات، وتوقعت أن يصل نطاق طلبات التأهيل بأقسام المعاقين إلى 20 ألف طلب.
ويبلغ العدد الإجمالي للمعاقين الذين يتولى قسم إعادة التأهيل بالجيش معالجتهم حالياً 60 ألف شخص، وهؤلاء هم الجرحى الذين أقرَّ الجيش الإسرائيلي بأن نسبة الإعاقة المترتبة على إصابتهم تزيد على 20%.
أدرج الجيش الإسرائيلي 5 آلاف مصاب آخرين إلى قوائم المعاقين بقسمِ إعادة التأهيل في عام 2023. وبلغ عدد المعاقين الجدد في القسم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 3400 معاق. وجدير بالذكر أن هذه البيانات لا تشمل المدنيين الذين أصيبوا منذ بداية المعركة في النقب، ولا في الشمال، ولا في الهجمات الفردية التي شنها مقاومون فلسطينيون في أنحاء مختلفة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الأمر لا يقتضي أن تكون خبيراً لكي تدرك أن القتال في غزة تسبب في إصابة عدد لا يُحصى من الجنود بإصابات خطيرة في الأطراف. ومن ثم يقول الخبراء إن إسرائيل تحتاج إلى طائفة واسعة من برامج إعادة التأهيل، تشمل برامج دعم الملحقات الطبية، والسكن الميسر، وتوفير المركبات المناسبة للتنقل، والدعم الاجتماعي والعقلي، وغير ذلك من علاجات إعادة التأهيل باهظة الأسعار، إذ إن الطرف الصناعي الواحد قد يبلغ ثمنه عشرات الآلاف من الشواكل.
وقال مسؤولون في قسم إعادة التأهيل بالجيش الإسرائيلي، إن القسم يحتاج عاجلاً إلى مئات المتخصصين الاجتماعيين، والعاملين في مجال الصحة العقلية، والعاملين الإداريين لتسلُّم طلبات الإحالات الطبية للمصابين والمعاقين.
وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع إلى أن التعامل مع الزيادة الكبيرة في ضحايا هذه الحرب يقتضي إخراج ميزانية إعادة تأهيل المصابين باضطراب ما بعد الصدمة من الوزارة، وتوسيع نطاقها لتشمل هيئات أخرى، لأن مخصصات الحروب السابقة لن تكون إلا قطرة من بحر نفقات الإصابات الناجمة عن هذه الحرب.
كما حذر المسؤولون بوزارة الدفاع لدى الجيش الإسرائيلي من أنه "إذا لم يتوافر متخصصون محترفون على الفور، فإن إسرائيل ستشهد حوادث عديدة مثل حادثة الجندي إتسيك سعيديان"، الذي أضرم النار في نفسه في عام 2021 احتجاجاً على التخلي عنه بعد إصابته بأزمات نفسية من جراء مشاركته في معركة حي الشجاعية بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014.
وعلى الرغم من أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أعلن عن برنامج مساعدة لجنود الاحتياط بمبلغ تسعة مليارات شيكل (نحو 2.5 مليار دولار)، فإن الخزانة االإسرائيليه لم تجد حتى الآن مصدراً لهذه الموازنة، ولم توافق الحكومة عليها بعد، وتلقى المتصلون بالخط الساخن الذي قدمته الوزارة رسائل مفادها أن الإعانات "لم تصدر الموافقة النهائية عليها بعد".
وقال رئيس جمعية المعاقين في الجيش الإسرائيلي، عيدان كاليمان، إنه من الواضح أن جميع الأطراف تدرك ما يتعين عليها فعله، إلا أن تنفيذ هذه الخطط كلها يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، و"ما أعلنت عنه الحكومة حتى الآن يظهر حسن النية، لكنه لم يتجسد بعد في إجراءات عملية".
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات