آخر المواضيع

الانخفاض وصل لـ50%.. تراجع كبير في مبيعات الصناعات التقنية لدى إسرائيل ومسؤول يكشف السبب


 قال موقع Calcalist الإسرائيلي، في تقرير نشره يوم الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنه رغم أن الحالة الحقيقية لصناعة التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية تبدو مهمة للاحتلال، لأنه يعتمد على هذه الصناعة في أنها تمثل نصف الصادرات وربع عائدات الضرائب، فإن هناك تناقضاً كبيراً بين الصورة المأخوذة عن تفوق تل أبيب في هذا المجال، وحجم المبيعات الكبير الذي شهد تراجعاً واضحاً في الأشهر الماضية.

فعلى جانب، تسطع عمليات جمع رأس المال هنا وهناك، بل وبقدر كبير مثل جمع 265 مليون دولار لشركة Next Insurance، أو توسيع جمع تمويلات شركة AI21 بـ53 مليون دولار ليصير الإجمالي 208 ملايين دولار، وفي ظل وجود أسماء شركات كبرى مثل Intel Capital و Comcast.

لكن على جانبٍ آخر، كشفت التقارير المحاسبية التي نشرتها شركة PwC في إسرائيل، قبل أيام، عن عمق ضعف عمليات البيع وإصدارات الأسهم لدى الشركات الإسرائيلية. 

فقد كان هناك تراجع بأكثر من 50% مقارنة بالعام 2022، بمستوى انخفاض غير مسبوق منذ عقد زمني. فضلاً عن أن إغلاق شركة VEEV بمنتجاتها الفريدة في مجال تصميمات المنازل الحديثة، لا يبشر بأي تفاؤل. بعد أن كانت صناعة نشطة ومفتوحة أمام الفرص، صارت صناعة التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية "صناعة خندق". 

ففي كل شركة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، يُستدعى نحو خمس الموظفين في الشركة بموجب أمر الطوارئ (8)، ولا يزال الغموض يكتنف موعد عودة الأمور إلى الوضع الطبيعي. ونتيجة لذلك، صارت الصناعة تعمل في الخفاء: فعلى جانب، يعمل الجميع بجهد أكبر في محاولة للوفاء بما وُعد به العملاء، وعلى جانب آخر يحاول الجميع المحافظة على السلام الصناعي؛ كي لا يثير الأمر العملاء، سواء كانوا من العملاء الحاليين، أو من العملاء والمستثمرين المستقبليين على وجه الخصوص.

الحرب تعرقل صادرات إسرائيل من الصناعات التقنية

يقول مسؤول إسرائيلي بارز في مجال صناديق رأس المال الاستثماري الإسرائيلي: "عمليات جمع رؤوس الأموال التي نشهدها الآن هي حالة شاذة، وليست الموقف الطبيعي في اللحظة الراهنة". 

أوضح هذا المسؤول أن المستثمرين، لا سيما الأجانب الذين لا يملكون ممثلين دائمين هنا، يخشون من تبعات استدعاء الموظفين بموجب الأمر (8)، وأنهم سوف يستثمرون في الشركات الأوروبية والأمريكية الناشئة التي شهدت صحوة بعد عام ونصف العام من الصعوبات.

أضاف: "الشيء المحزن أن صناعة التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية كان من الممكن أن تحقق (نمواً قدره) 7.10% في موقف مختلف تماماً. أعددنا أنفسنا لعام صعب في 2023 بسبب الموقف السياسي، ولكن كان من الممكن أن نصير الأفضل بين الجميع. ما انهار في عام 2022 هو التطبيقات ذات النزعة الاستهلاكية، في حين أن التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية، المتخصصة في التكنولوجيا العميقة، استمرت في الحصول على الصفقات والتوظيف. كنا سنحافظ على هذه المكانة الخاصة، ولكن جاء بعد ذلك الانقلاب (القضائي)، وأعقبته الحرب، وهذا أعطى الصناعة ضربة قاضية مزدوجة".

أحد أكبر المخاوف التي تُقلق الصناعة الآن في إسرائيل، هو الفجوة السلبية بينها وبين الولايات المتحدة وأوروبا، على صعيد القيمة وأيضاً وبصورة محددة على صعيد النشاط في العموم. بدأت هذه الفجوة في منتصف العام الحالي، عندما فقدت إسرائيل مركزها الخامس في مؤشر مستويات التوظيف بالنسبة لشركات التقنية الفائقة، وصارت تحتل المركز العاشر، وحلت محلها دول أخرى، مثل ألمانيا وفرنسا. في النصف الأول من العام، تراجعت عمليات زيادة رؤوس الأموال في إسرائيل بنسبة 75%، وفي الربع الثالث من العام كان هناك نوعٌ من الاستقرار في شدة هذا الانهيار. 

لكن لا يريد أي شخص أن يطّلع على الأرقام الخاصة بالربع الرابع من العام في ظل الحرب. إذ إن عام 2023 يبدو كما لو أنه عام مفقود بالنسبة لصناعة التكنولوجيا الفائقة سواء عالمياً أو في إسرائيل، ويُعزى هذا بصورة أساسية إلى رياح الانقلاب القضائي. يشير كثير من المستثمرين في الخارج إلى الخطر المتمثل في تغيير النظام بإسرائيل، والذي يرونه أشد تهديداً من خطر الحرب.

تأجيل صفقات الشراء لما بعد الحرب

يعتقد جيل جيتر، أحد الشركاء في شركة IBEX Investors الاستثمارية الأمريكية، أن المشكلة لا تتمثل في استعدادية الصناديق للاستثمار، بل في أداء الشركات التي تدهورت بدرجة كبيرة. ويوضح جيتر: "في الوقت الحالي، يعد الاستثمار في الشركات الأمريكية أرخص من الاستثمار في نظيرتها الإسرائيلية".

ويضيف: "نواصل الاستثمار كالمعتاد، ونتابع الأمر أيضاً مع المستثمرين الآخرين، فالخطر يُنظر إليه على أنه قصير الأجل. وربما حتى مع نظرة أبعد، ثمة توقع بأن إسرائيل سوف تصير بلداً أكثر استقراراً سياسياً وجيوسياسياً. نرى عدم وجود تأثير على مشتريات شركة Palo Alto الأمريكية من شركتين سيبرانيتين إسرائيليتين خلال الحرب". 

يشير إلى أن هذا يُعزى إلى جودة الفريق الإسرائيلي لدى الشركتين، الذي يعرف المنطقة تماماً. وأوضح أن الأمر نفسه ينطبق على شركات أخرى مثل سيسكو ومايكروسوفت، اللتين تعملان في إسرائيل منذ وقت طويل. لكنه أوضح أن تقييم المخاطر بالنسبة للآخرين غير المستقرين في إسرائيل بشكل دائم، يكون أصعب، ولذلك فإنهم يفضلون تأجيل العمليات إلى ما بعد الحرب.

في حين يشير جيتر إلى تأثير آخر بين المستثمرين، لا سيما الأجانب، ويتعلق باستمرارية العمل في شركات التقنية الأصغر، حيث تغيب نسبةٌ حرجةٌ من الموظفين بسبب استدعائهم لأداء الخدمة الاحتياطية في الحرب. ويقول: "المستثمرون والعملاء يبدأون في طرح تساؤلات على الشركات، وتجيب الأغلبية الكبرى من (هذه الشركات) بأنه ليست هناك مخاوف حول مستقبلها، لكن هذه التساؤلات تبرز، وطرحها من الأساس، لا سيما عن طريق العملاء، يعد شيئاً خطيراً. في اللحظة الحالية، ليس هناك ضرر على مستوى الأعمال وهي تركز في الأساس على التنمية، لأن ذلك هو المكان الذي تتركز فيه غالبية الطاقات البشرية الخاصة بالشركات الناشئة في إسرائيل".

تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا