نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا ركزت فيه على جوانب الضعف في خطاب حسن نصر الله، ومدى حرصه على إرضاء دافعي الرواتب في إيران غير الراغبين في مزيد من التصعيد؛ تحقيقًا لبعض المكاسب لهم وللحزب لاحقًا.
وقال التقرير إن الخطاب، الذي حظي بانتظار وترقب غير مسبوق في الشرق الأوسط، هدف إلى إبعاد نصر الله نفسه وميليشيا حزب الله، والأهم من ذلك إيران، عن أية علاقة بهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، مؤكدا أن العملية الكبيرة والواسعة النطاق كانت نتيجة تخطيط وتنفيذ فلسطيني 100%، وتم التخطيط لها بسرية تامة.
وبرز أن نصر الله، الذي كان واعياً إلى أن الشارع العربي كان معلقاً على كل كلمة يقولها، ونجح في التغلب على ذلك من خلال التصريحات الخطابية التي ادعى فيها أنه ومقاتلي ميليشيا حزب الله شاركوا في الحرب منذ اليوم الثاني، بدا أكثر قلقاً بشأن منع توجيه ضربة استباقية ضد ميليشيا حزب الله في لبنان، وهو الأمر الذي تحدث عنه البعض في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية علناً بمجرد انتهاء الحرب في غزة.
وأضاف التقرير أن نصر الله تخلص من الإحراج والتسبب بالإحباط لمحور المقاومة بذكاء، مشيرًا إلى عدم الحاجة لتدخل ميليشيا حزب الله لأن إسرائيل لا يمكن أن تفوز بهذه الحرب، بحسب سيما شاين، المتخصصة في الشأن الإيراني وضابط المخابرات السابق في الموساد.
وأوضحت شاين: " إيران لا تريد أن تخسر أكبر وأقوى أصولها في المنطقة، خشية أن تُترك دون نفوذ جيوسياسي ورادع عسكري ضد إسرائيل. لدى إيران العديد من الوكلاء في المنطقة، لكن ميليشيا حزب الله هو خيارهم النووي".
ولفت التقرير إلى أن الجانب الإسرائيلي سارع بعد خطاب نصر الله إلى تجديد تهديداته لميليشيا حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان من خطأ تصعيد الحرب والكلفة الباهظة التي ستعود عليهم، رافضًا الموافقة على أية هدنة مؤقتة دون إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
واختتم التقرير بأن نصر الله لديه وجهة نظر مُتعقلة استطاع قراءتها واستخلاصها مما حدث في غزة من دمار وسقوط للقتلى المدنيين، كما أنه ترك الباب مواربًا حتى لا يتنفس الجميع الصعداء.
المصدر: صحيفة التلغراف البريطانية
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات