نسفت حادثة استهداف مستشفى المعمداني وسط قطاع غزة والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، مشروع القمة الرباعية التي كان من المزمع عقدها، اليوم الأربعاء، بين قادة أمريكا ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية في عمّان.
وبينما كان الأردن يتحضر للقمة بعد أن وصل العاهل الأردني إلى عمّان عائدًا من جولته الأوروبية، وبعد وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى عمّان، أُعلن عن تأجيل القمة دون تحديد موعد آخر ووسط صدمة عربية وعالمية بسبب الحادثة.
اليوم بعد كل هذه الأحداث وما كان يعول عليه الإقليم والعالم من القمة، خاصة فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، ووقف القتال حتى ولو لبضع ساعات، السؤال الذي يُطرح على الطاولة، ماذا بعد إلغاء القمة الرباعية في الأردن؟.
الحل العسكري على الأرض
أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية الدكتور بدر الماضي قال، إن إلغاء القمة يعني أن الأمور تتجه نحو الحل العسكري الإجرامي على الأرض من قبل إسرائيل، بهدف التخلص تمامًا من حركة حماس والجهاد الإسلامي وكافة حركات المقاومة في قطاع غزة.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن التقديرات الأردنية وصلت إلى حالة بأنه لا يمكن التغيير في القرار الإسرائيلي أو حتى التأثير عليه، إضافة إلى أن مصداقية صانع القرار أمام الشارع العربي والعالمي كانت تحتم إلغاء المباحثات والمفاوضات في الوقت الحالي، طالما أن إسرائيل متعنتة في حربها ولا تستمع لأحد.
ورجح الماضي، عقب الانتهاء من "الحركات الإرهابية" بحسب وصف تل أبيب، إعادة البناء السياسي الجديد في المنطقة بإنشاء منطقة عازلة تفصل جنوب غزة عن إسرائيل على سبيل المثال.
الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل
من جانبه، أكد المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، أن الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، أثر سلبًا على مساعي انعقاد القمة الرباعية، فيما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية ووقف استهداف المدنيين على أقل تقدير.
وأوضح الحوارات في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الأردن والدول العربية وصلت إلى قناعة بأن الساسة الأمريكيين لا يضغطون باتجاه وقف التصعيد، خاصة أن الرد الإسرائيلي لا يتناسب مع طبيعة الحالة.
ورجَّح أن الأمور تتجه نحو التصعيد العسكري والحسم على الأرض، لإعادة هيبة إسرائيل وتأكيد أنها قادرة على الردع وهزيمة حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل وأمريكا جزءًا من منظومة إرهابية في المنطقة.
يذكر أن العديد من عواصم العالم شهدت وقفات احتجاجية تشجب وتستنكر استهداف مستشفى المعمداني والذي خلَّف مئات القتلى والجرحى، وسط حالة من الترقب لِما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات