"الوضع كارثي وخارج عن السيطرة".. إطلاق نداءات استغاثة من أجل ليبيا
يتوقّع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات في شرق ليبيا بشكل هائل في ظل وجود 10 آلاف مفقود، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الثلاثاء.
وقال المسؤول في المنظمة تامر رمضان للصحافيين في جنيف "لا نملك أرقاما نهائية" لعدد القتلى حاليا لكنه أوضح أن "حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف"، فيما أكد أن "عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص". وأعرب عن أمله في التوصل إلى أرقام أكثر دقة في وقت لاحق الثلاثاء.
ولاحقا أشارت أجهزة الطوارئ في ليبيا إلى أكثر من 2300 قتيل في مدينة درنة شرق البلاد جراء الفيضانات.
وقال رمضان متحدثا من تونس إن "الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط إمكانيات الصليب الأحمر الليبي وإمكانيات الحكومة".
وتابع أنه "لهذا السبب أطلقت الحكومة في الشرق نداء للحصول على مساعدات دولية وسنطلق نحن نداء عاجلا قريبا أيضا".
من جانب آخر، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مقتل ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي أثناء مساعدتهم ضحايا الفيضانات في ليبيا.
وضربت العاصفة "دانيال" شرق ليبيا بعد ظهر الأحد، خصوصا بلدات الجبل الأخضر الساحلية (شمال شرق) إلى جانب بنغازي حيث تم الإعلان عن حظر للتجول وإغلاق المدارس.
ووصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه "كارثة مأساوية".
وفي الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى اختفاء "أحياء بأكملها" في درنة حيث "جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة".
ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضا أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلا على الأقل بأنها "شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة".
وأعلنت حكومة حمّاد المنافسة للحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا والمدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، درنة "منطقة منكوبة" الاثنين.
في رابع أيام كارثة زلزال المغرب..الأمل يتلاشي في العثور على ناجين
تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب، الثلاثاء، للعثور على ناجين، وتقديم المساعدة لمن فقدوا منازلهم، رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل. فيما زار الملك محمد السادس مصابين بالمستشفى الجامعي في مراكش وتبرع بالدم تضامناً معهم.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيل، إضافة إلى 5530 جريحاً، وفق آخر حصيلة معلنة. وأكدت السلطات مواصلة جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، فضلاً عن «فتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال».
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين تسريع عمليات البحث، وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.
وأفادت وكالة الأنباء المغربية أن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، «حيث تفقد الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال الأليم». وأضافت «بهذه المناسبة تفضل فتبرع بالدم»، تضامناً مع الضحايا.
وأقيم مستشفى ميداني عسكري في دائرة تفنغولت بإقليم تارودانت (جنوب مراكش)، ثاني أكثر إقليم تضرراً بعد الحوز.
- «نخشى الأسوأ»
ويستعجل الناجون في القرى الجبلية النائية تأمين ملاجئ لهم، بعدما فقدوا بيوتهم. وكان القلق بادياً على وجوه بعضهم، الذين تدبروا ملاجئ بوسائلهم المتواضعة، في قرية دوزرو المدمرة على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب مراكش، وسط البلاد.
وقال القروي إسماعيل أوبلا (36 عاماً): «نحتاج إلى التكفل بنا، لا يمكننا البقاء طويلاً في العراء، الظروف المناخية قاسية، ونخشى الأسوأ مع اقتراب الشتاء». وفقد إسماعيل ثلاثة من أطفاله لا يتجاوز عمرهم 8 أعوام، وزوجته الحامل ووالدته.
وقال حسين بنحمو (61 عاماً) الذي فقد تسعة من أفراد عائلته: «نريد أن تعالج الأمور في أسرع وقت، فقدنا كل شيء حتى الماشية والأموات أخرجناهم بأيدينا».
وفي الأثناء، وصلت إلى القرية وحدة تضم 20 من رجال الإنقاذ البريطانيين. وقال رئيسها ستيف ويليت: «تدبر السكان أمر موتاهم، لكن سنستعين بالكلاب لنرى ما إذا كان ثمة شيء آخر».
من جانبه، أبدي لحسن أوحمان (68 عاماً) قلقاً من احتمال سقوط الأمطار «التي يمكن أن تقطع الطريق غير المعبد، ونواجه بالتالي خطر الموت جوعاً».
وتقع القرية الجبلية في إقليم الحوز، حيث مركز الزلزال، وهو ممتد على جبال الأطلس الكبير، حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.وسقط في الإقليم أكثر من نصف القتلى، بينما لم تسجل الثلاثاء وفيات جديدة في باقي للمناطق التي ضربها الزلزال، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية، التي أكدت دفن معظم القتلى.
- «فقدنا كل شيء»
وفي بلدة أمزميز، تجمع عشرات الناجين الثلاثاء حول شاحنة لاستلام مساعدات غذائية جاء بها متطوعون.
وتساءلت فاطمة (39 عاماً) «فقدنا كل شيء. ماذا سنفعل عندما يتوقف الناس عن مساعدتنا؟».
في جنيف، وجه الصليب الأحمر الدولي الثلاثاء نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.
ويؤمل أن يمكنه ذلك من «تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية»، وفق ما أوضحت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
فيما أفادت منظمة اليونيسيف الثلاثاء، أن «نحو 100 ألف طفل تأثروا بالزلزال»، موضحة أنها «حشدت موظفي المساعدة الإنسانية لدعم الاستجابة الفورية على الأرض».
وقال رئيس الوزراء عزيز أخنوش الاثنين، إن السكان الذين هدمت بيوتهم «سيتلقون تعويضات»، موضحاً «سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع» في هذا الشأن.
ولفت إلى أنه يتمّ النظر حالياً في حلول لإيواء المشرّدين. وكانت الحكومة أعلنت استحداث صندوق خاص لمواجهة تداعيات الكارثة
- «أمل»
وما زال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعباً بسبب الانهيارات الأرضية. وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في مناطق بعيدة، على غرار قرية أسني في إقليم الحوز.واستقبل هذا المستشفى أكثر من 300 مصاب.
وكان المغرب أعلن الأحد أنه استجاب لأربعة عروض دولية للمساعدة على مواجهة تداعيات الزلزال.
ووصل فريق إنقاذ إسباني إلى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز.
وقالت رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول:«الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها كما هي الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية». وأضافت: «دائما يكون هناك أمل» للعثور على أحياء.
والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات هو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق.
والمغرب غير معتاد على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف «استثنائياً» نظراً إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، خاصة أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.
يذكر أنه في عام 1960، دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي، مخلفاً ما بين 12 إلى 15 ألف قتيل، هم ثلث سكان المدينة.
10 آلاف شخص في عداد المفقودين بدرنة الليبية.. السيول دمرت ربع المدينة وعدد القتلى في ازدياد
قال مسؤول بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، إنه من المعتقد أن نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين بعد السيول والفيضانات العارمة في ليبيا، في حين قال مسؤولون ليبيون إن ربع مدينة درنة قد تدمّر.
وأوضح تامر رمضان، رئيس بعثة الاتحاد في ليبيا، للصحفيين في جنيف، عبر دائرة تلفزيونية من تونس: "يمكننا أن نؤكد من مصادرنا المستقلة أن عدد المفقودين وصل إلى عشرة آلاف حتى الآن".
في الوقت ذاته، قال المسؤول الأممي إن عدد ضحايا السيول في ليبيا "ضخم"، وقد يكون بالآلاف، وفق تعبيره.
ربع مدينة درنة مدمّر
في سياق متصل، قالت السلطات في شرق ليبيا، الثلاثاء، إن نحو رُبع مدينة درنة "اختفى" تقريباً بعد انهيار سدود بسبب عاصفة عاتية.
وقال هشام أبو شكيوات، وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في حكومة شرق ليبيا، لرويترز عبر الهاتف: "عُدت من هناك (درنة)… الأمر كارثي للغاية… الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، في الأودية، تحت المباني".
وتابع: "ليس لديّ عدد إجمالي للقتلى، لكن هو كبير كبير جداً… عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف… لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت".
وقال أبو شكيوات لقناة الجزيرة، في وقت لاحق، إنه يتوقع أن يصل إجمالي عدد القتلى في أنحاء البلاد إلى أكثر من 2500 مع ارتفاع عدد المفقودين.
وانتُشلت ألف جثة على الأقل في مدينة درنة وحدها، ويتوقع مسؤولون أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير بعدما عبرت العاصفة دانيال البحر المتوسط واجتاحت الساحل الليبي.
وليبيا منقسمة سياسياً بين الشرق والغرب، وانهارت الخدمات العامة منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011 وأدت إلى صراع استمر سنوات.
آلاف القتلى بسبب السيول
وأمس الإثنين، أعلن مسؤولون في حكومة شرق ليبيا أن ما لا يقل عن ألفي شخص لقوا حتفهم بسبب السيول، كما أكد ناطق جهاز الإسعاف والطوارئ بحكومة الوحدة بليبيا، أن إعصار "دانيال" تسبَّب بمقتل 2300 شخص، وفقدان 5 آلاف آخرين، وفق ما نقلت "الأناضول".
في حين أعلن وزير الصحة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، عثمان عبد الجليل، صباح الثلاثاء، تجاوز حصيلة ضحايا الإعصار المتوسطي "دانيال" 3 آلاف قتيل.
وقال عبد الجليل، في حديث لـ"الأناضول"، إن "عدد ضحايا إعصار دانيال يتجاوز 3 آلاف وفاة، وهنا أتحدث عن الضحايا المسجلين بكامل المناطق المنكوبة بشرق البلاد، فيما سجلت مدينة درنة العدد الأكبر".
وأعرب عن توقعاته بارتفاع حصيلة الضحايا لأكثر من ذلك، قائلاً: "المفقودون بالآلاف، والإحصائية في تزايد، ونعمل على الحصر الدقيق لتقييم الأضرار البشرية".
والأحد، 10 سبتمبر/أيلول، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى سوسة ودرنة، وفق مراسل "الأناضول".
صور جوية مروعة تظهر حجم أضرار إعصار دانيال بمدينة درنة الليبية
أظهرت صور جوية مروعة حجم أضرار إعصار دانيال بمدينة درنة الليبية، حيث تركت السيول والفيضانات التي ضربت مدناً بشرق ليبيا نتيجة إعصار دانيال آثاراً كارثية على البلاد، بعدما حوّلت بعضها إلى ركام، بعدما التهمت أحياء كاملة بمواطنيها، لترتفع إحصائية القتلى إلى أكثر من 2000 شخص.
وزير الصحة الليبي في الحكومة المكلفة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، قال في مقابلة مع قناة "المسار" الليبية إن "عدد المفقودين بالآلاف والمتوقع أن يصل عدد المفقودين إلى نحو 100 ألف شخص"، مؤكدا أن "الأوضاع في مدينة درنة تزداد مأساوية، ولا توجد إحصائيات نهائية لأعداد الضحايا". وأشار إلى "تعذر الوصول إلى الكثير من الأحياء"، مطالباً "الدول الصديقة بالمساعدة في إنقاذ ما تبقى من درنة في مناطق الجبل". وأفاد الإعلام الليبي بعودة الكهرباء والإنترنت إلى مناطق في درنة بعد انقطاع جراء السيول.
من جهته، قال متحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي في حديث لقناتي "العربية" و"الحدث" إن أعداد قتلى الفيضانات تجاوز 2500، بينما هناك أكثر من 5000 شخص في عداد المفقودين، مضيفاً أن إحصاء أعداد المصابين جراء الفيضانات غير ممكن. وتابع: "نواصل عمليات انتشال الجثث جرء الفيضانات".
كما أكد أن "درنة اختفت منها مناطق بالكامل جراء الفيضانات.. وعمليات الإنقاذ في درنة صعبة بسبب الطرق الوعرة"، مضيفاً أن "هناك سفينة تحمل مساعدات طبية من طرابلس إلى درنة".
بدوره قال الصليب الأحمر إن أعداد المفقودين جراء الفيضانات في ليبيا وصلت إلى 10 آلاف شخص.
هذا وقال مجلس النواب الليبي، اليوم الثلاثاء، إن هيئة رئاسته دعت أعضاء المجلس لعقد جلسة طارئة يوم الخميس المقبل بشأن الإعصار دانيال الذي ضرب البلاد. وذكر البرلمان الليبي في بيان أن الجلسة ستعقد في مدينة بنغازي من أجل "اتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة لمواجهة آثار هذه الكارثة".
وأعلن المجلس الرئاسي الليبي برقة منطقة منكوبة بسبب الفيضانات، وطلب المجلس من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة للمناطق المتضررة.
وكان المجلس الرئاسي في ليبيا أعلن في بيان درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة بسبب السيول التي اجتاحتها، مطالبا الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدة والدعم.
فيضانات ليبيا.. مخاوف من انهيار سد جازا ونذر كارثة في الأفق
حذر مسؤولون في غرفة الطوارئ بالهلال الأحمر الليبي، يوم الثلاثاء، من انهيار سد جازا بلدة برسيس شمال شرقي ليبيا، فيما وصل عدد أعداد ضحايا السيول إلى أكثر من 5200.
وقال المصدر إنه "إذا انهار سد جازا ستحدث كارثة في مدينة برسس".
ويقع سد جازا في بلدة برسس، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 200 قدم، ويقول السكان إنه عندما اشتدت الأمطار فاضت مياه السد باتجاه المناطق السكنية، ما ساعد في جرف المياه للمباني والسيارات.
وفيما تحدثت وسائل اعلام ليبية عن وصول اعداد الضحايا شمال شرقي ليبيا الى اكثر من 5200، أفاد الهلال الأحمر الليبي بأن الإبلاغ عن مفقودين وصل إلى أكثر من 9 آلاف بلاغ عن مفقودين.
وفيات المغرب ترتفع.. 2862 قتيلاً حصدهم الزلزال
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الأعنف الذي ضرب المغرب إلى 2862 قتيلاً حتى مساء الاثنين، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة في بيان: "إلى حدود الساعة السابعة مساء الاثنين (18:00 بتوقيت غرينتش)، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2862 شخصاً، تم دفن 2854 منهم"، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 2562 مصاباً، بحسب فرانس برس.
مساعدات فورية
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد أكد في وقت سابق الاثنين أن حصيلة ضحايا الزلزال ستستقر قريباً جداً.
كما أضاف بايتاس في تصريحات لـ"العربية/الحدث": "سنعلن خلال يومين عن خطة إعادة تأهيل المناطق المنكوبة"، مردفاً أن الحكومة تقدم مساعدات فورية للناجين والمتضررين من الزلزال.
كذلك أوضح أن كل الفرق تعمل على مدار الساعة للوصول إلى المحاصرين، مشيراً إلى قرب عودة الخدمات لمراكش بأسرع وقت.
وختم قائلاً إنه سيتم إعادة تأهيل الطرق التي تضررت بسبب الزلزال، لافتاً إلى أن تساقط الصخور أعاق وصول فرق الإغاثة للمناطق المنكوبة.
يشار إلى أن رجال الإنقاذ المغاربة يسابقون الوقت بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين، الذين فقدوا منازلهم بعد الزلزال المدمر الذي وقع ليل الجمعة.
سكان الريف المتضرر من زلزال المغرب دفعوا ضريبة السياحة! ميدل إيست آي: مجبرون على بناء منازلهم بالطين
ترك زلزال المغرب، الذي ضرب بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، وأودى بحياة أكثر من 2500 شخص منذ يوم الجمعة 8 سبتمبر/أيلول 2023، الأثر الأكبر على المنازل الطينية التي يسكنها الأمازيغ الأصليون في "الدوار"، وهي القرى الصغيرة الواقعة على جبال الأطلس الكبير، حسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
وقد خلّف الزلزال الذي يُعتقَد أنَّه الأقوى الذي يضرب المغرب منذ 150 عاماً، السكان المحليين في المنطقة المتضررة بدون الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء، والمأوى.
وكانت المجتمعات الريفية، التي اعتادت على أنماط الحياة التقليدية والمنعزلة إلى حد كبير عن أساليب الحياة الحديثة، من بين الأكثر تضرراً، خاصةً أنَّ منازلهم بسيطة التصميم، وقد انهار الكثير منها بمجرد وقوع الزلزال.
وقد تُرِك السكان المحليون في هذه المجتمعات التقليدية في انتظار المساعدة من فرق البحث والإنقاذ، وطالبوا بمزيد من الدعم من السلطات المغربية، زاعمين أنهم تعرضوا للإهمال إلى حد كبير، وبحسب منظمة الصحة العالمية، تضرر أكثر من 300 ألف شخص من الزلزال.
وأثارت الأضرار الجسيمة التي سبّبها الزلزال انتقادات من المجتمعات الريفية المتضررة بشأن أنظمة وقوانين البناء في بعض المدن.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية، قال بعض السكان إنَّ السلطات منعتهم من البناء بالإسمنت، حتى لا يتعارض مع جمالية المساكن المصنوعة من الطين والطين والتي أصبحت عامل جذب رئيسياً للسياح.
فيما قال أحد السكان لوسائل الإعلام المحلية في مقابلة: "لقد تعرضت المنطقة لأضرار كبيرة، خاصة ساكني المنازل الأقدم"، وأضاف: "السلطات تمنعنا من البناء بالإسمنت. ورغم أنَّ منازلنا تاريخية، لكن لا يُسمَح لنا بتجديدها، حفاظاً على قيمتها التاريخية وجذب السياح. وكما ترون، جميع المباني هنا بدائية للغاية".
منازل مُهدَّدة
الأمازيغ هم مجموعة من السكان الأصليين في شمال أفريقيا. ورغبةً في الحفاظ على هويتها، لجأت العديد من تلك القبائل إلى الجبال، خاصة في مناطق الأطلس والريف بالمغرب.
ويتمتع العديد من قرى الدوار بأهمية تاريخية؛ حيث يقع دوار دكارة بالقرب من مدينة وليلي القديمة، التي استوطنها الفينيقيون والرومان في البداية منذ أكثر من 2000 عام.
واليوم، تُبنَى جميع المنازل في قرى الدوار عادةً من الطوب اللبن لتتناغم مع التلال ذات اللون الرملي خلفها. وتعتمد المجتمعات المحلية على الزراعة والسياحة، ولا يمكن الوصول إلى بعض المنازل إلا سيراً على الأقدام أو بالبغال.
وقال إبراهيم الجبالي، وهو باحث مقيم في الولايات المتحدة ومتخصص في الأدب الأمازيغي ونشأ في أحد دوار المغرب، إنَّ المنازل مهددة بالخطر أمام الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك الأمطار الغزيرة، خاصة الزلازل.
وأوضح: "نظراً لأنَّ هذا الجزء من المغرب لم يشهد زلزالاً بهذه القوة من قبل، فلا يوجد شيء في الذاكرة الحية يدفع الناس إلى التخلي عن أسلوب أجدادهم في البناء".
"المغاربة المنسيون"
في غضون ذلك، قال مراسل قناة 2MTV المغربية، إنَّ العديد من المنازل في قرى الدوار مبنية بطريقة "عشوائية"، وستنهار على الفور عند أي هزة صغيرة، وفي بلدة أمزميز الصغيرة، انهارت المباني في أعقاب الزلزال، مع تأخر وصول الاستجابة الطارئة.
فيما قال السكان المحليون، الذين تعيش بعض عائلاتهم في البلدة منذ أكثر من قرن، لوسائل الإعلام إنه "لم يتبق شيءٌ من البلدة".
وفي تافغيت، على بعد 60 كيلومتراً من مراكش، تأكد مقتل 90 من إجمالي السكان البالغ عددهم 200 في أعقاب الزلزال. وتأكد أيضاً أنَّ العديد من الأشخاص في عداد المفقودين، وأُغلِقَت الطرق الضيقة في المدينة بسبب الحطام والصخور الكبيرة.
فيما صرح السكان المحليون لوسائل الإعلام بأنهم ليس لديهم أي أمل في انتشال أحبائهم، ولم تصل أية آلات أو خبراء إلى مكان الحادث.
وقد محا الزلزال بعض القرى بالكامل تقريباً، لا سيما أنَّ بعضها تعيش فيه عائلة واحدة فقط أو عدد قليل من العائلات.
ففي قرية تيخت، التي كانت تؤوي ما لا يقل عن 100 أسرة، دُمِّرَت المنازل.
كما سُوِيَّت بالأرض تماماً مدينة يركان الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 6000 نسمة، وتقع في سفوح جبال الأطلس الكبير في المغرب.
عمليات الإنقاذ تتواصل في المغرب مع تضاؤل فرص العثور على ناجين
تتواصل عمليات الإنقاذ في مدينة مراكش المغربية، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، بعد 4 أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب غربي المملكة المغربية، لكن فرص العثور على ناجين تتضاءل وسط ارتفاع حصيلة القتلى إلى 2862، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ولم تقدم السلطات المغربية تقديرات عن أعداد المفقودين بعد، إلى ذلك، أفاد مصدران لوكالة رويترز بأن الرباط تريد عقد اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقررة في مراكش في موعدها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
مغاربة يبيتون في العراء
وخيم قرويون في أجزاء من المغرب دمرها أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن في العراء لليلة الرابعة، فيما ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 2800 شخص، في وقت انضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن الناجين.
وذكر التلفزيون المغربي في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 2862، بينما بلغ عدد المصابين 2562. ونظراً لأن معظم المناطق التي تضررت من الزلزال يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أية تقديرات لعدد المفقودين.
وفي قرية تينمل، دمرت كل المنازل تقريباً وأصبح قاطنوها جميعاً بلا مأوى، وتفوح رائحة الموت المنبعثة من عشرات الحيوانات المدفونة تحت الأنقاض في أجزاء من القرية.
وقال محمد الحسن (59 عاماً) إنه كان يتناول العشاء مع أسرته عندما وقع الزلزال. وفر ابنه البالغ من العمر 31 عاماً إلى الخارج وأصيب عندما انهار سقف منزل جيرانهم، ما جعله محاصراً تحت الأنقاض.
وقال الحسن إنه بحث عن ابنه وهو يبكي طلباً للمساعدة، لكن في نهاية المطاف توقفت الصرخات، وعندما وصل إلى ابنه كان قد مات. وبقي الحسن وزوجته وابنته داخل منزلهم ونجوا، وقال الحسن: "لو بقي داخل المنزل لكان بخير".
وقال سكان في تينمل وقرى أخرى إنهم أخرجوا أناساً من تحت الأنقاض بأيديهم.
وفي قرية تيكخت التي تبقت فيها مبانٍ قليلة قائمة، وصف محمد أوشن (66 عاماً) كيفية انتشال السكان 25 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أعقاب الزلزال، وكانت أخته واحدة ممن أُنقذوا، فيما قال أوشن: "كنا منشغلين بالإنقاذ، ولعدم وجود أدوات، استخدمنا أيادينا". وأضاف: "كان رأسها واضحاً، وواصلنا الحفر بأيدينا".
دمار شامل سببه الزلزال
وأظهر مقطع فيديو من قرية "إيمي إن تالا" النائية رجالاً وكلاباً يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض. والمقطع من تصوير أنطونيو نوجاليس منسق عمليات منظمة "رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود".
وقال نوجاليس وهو لا يتمكن من إيجاد الكلمة المناسبة لوصف ما يراه: "مستوى الدمار… شامل… لم يبق منزل واحد قائماً". وقال إنه على الرغم من نطاق الأضرار، لا تزال فرق الإنقاذ التي تبحث بالكلاب تأمل العثور على ناجين.
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً من جنوب غرب مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
ونجت أجزاء أكثر حداثة من مراكش إلى حد كبير، بما في ذلك موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، المقرر عقدها الشهر المقبل.
وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على 10 آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدماً فيها.
جهود الإغاثة تتواصل
بعد جهود الإغاثة الأولية، التي وصفها بعض الناجين بأنها بطيئة للغاية، ظهرت مخيمات في بعض المواقع، بحلول ليل الإثنين، إذ قضى أناس الليلة الرابعة في العراء، وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ، ويوفر مياه الشرب، ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.
وأُغلق طريق رئيسي يربط جبال أطلس بمراكش، مساء الإثنين، في ظل كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضرراً في المناطق النائية من الجبال.
فيما ساعد متطوعون ومدنيون مغاربة، بمعاونة من بعض الأجانب، في توجيه المرور وإزالة الحطام الصخري من الطريق.
وقَبِل المغرب عروضاً للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات وقطر. وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضاً بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.