آخر المواضيع

“تجاوزوا 11 ألفاً”.. الهلال الأحمر الليبي يعلن ارتفاع عدد ضحايا فيضانات درنة، وناجون يبحثون عن ذويهم


 أعلن الهلال الأحمر الليبي، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، أن حصيلة قتلى الفيضانات في مدينة درنة شرقي ليبيا ارتفعت إلى 11300 قتيل،  في وقت يبحث فيه الناجون عن ذويهم الذين جرفتهم الفيضانات.


 فيما قال عمدة المدينة عبد المنعم الغيثي، إن الوفيات قد تصل إلى 18 ألفاً، استناداً إلى حجم الأضرار، في حديث لـ"رويترز". 

وأضاف رئيس البلدية أن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث، وعبر عن مخاوفه من حدوث وباء، بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه كان من الممكن تجنب الخسائر الفادحة في الأرواح لو كان لدى ليبيا، التي تشهد اضطرابات منذ أكثر من عقد، هيئة أرصاد جوية فعالة قادرة على إصدار التحذيرات.

وأوضح الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاسي، في تصريحات للصحفيين بجنيف: "لو كانت لديهم هيئة أرصاد جوية تعمل بشكل طبيعي، لكان بإمكانهم إصدار تحذيرات".

وتابع: "كان من الممكن أن تتمكن سلطات إدارة الطوارئ من إجلاء الناس. وكان بإمكاننا تجنب معظم الخسائر البشرية".

ولفت معلقون آخرون الانتباه إلى تحذيرات صدرت من قبل، من بينها ورقة بحثية أكاديمية نشرها العام الماضي متخصص في علوم المياه، أوضحت مدى هشاشة وضع المدينة في مواجهة الفيضانات والحاجة المُلحة لصيانة السدود التي تحميها.

وقال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي المؤلف من ثلاثة أعضاء ويقوم مقام الرئيس في منطقة الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، على منصة إكس (تويتر سابقاً)، إن المجلس طلب من النائب العام التحقيق في الكارثة.

وأضاف أنه يجب محاسبة الذين أدت أفعالهم أو تقاعسهم عن العمل إلى انهيار السد وأيضاً محاسبة كل من عطل المساعدات.

فيما قال هشام أبو شكيوات، وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية التي تعمل في شرق ليبيا، إنه من المحتمل أن تعلن السلطات المدينة منطقة عسكرية الجمعة؛ لتيسير عمليات الإنقاذ بما سيعني منع جميع المدنيين وضمنهم الصحفيون من الدخول.

ناجون يبحثون عن ذويهم 

ويبحث أسامة الحصادي، وهو سائق يبلغ من العمر 52 عاماً، عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة.

وقال الحصادي لـ"رويترز" وهو يبكي: "ذهبت سيراً على الأقدام للبحث عنهم… ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس ولكن دون جدوى".

واتصل الحصادي، الذي كان يعمل وقت هبوب العاصفة ليلاً، بهاتف زوجته مرة أخرى لكنه كان مغلقاً.

وأضاف: "راح ما لا يقل عن 50 فرداً من عائلة والدي ما بين مفقود وقتيل".

أما ولي الدين محمد آدم (24 عاماً)، وهو عامل سوداني في مصنع للطوب يعيش بضواحي المدينة، فقد استيقظ على صوت هدير المياه وقت العاصفة، وهرع إلى وسط المدينة ليجد ملامحها قد انطمرت. وأضاف أن تسعة من زملائه العمال فقدوا، كما فقد نحو 15 آخرين عائلاتهم.

وقال آدم: "جرفهم السيل عبر الوادي إلى البحر. الله يرحمهم ويدخلهم الجنة".

ويظهر حجم الدمار واضحاً من المناطق المرتفعة فوق درنة. وأصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان على شكل هلال واسع ومسطح يغمره الوحل.

لم يتبق سوى الركام وطريق جرفت المياه ما كان فيه عند موقع سد كان يحمي المدينة ذات يوم.

إلى أسفل الطريق، تناثرت على الشاطئ ملابس ودمى وأثاث وأحذية ومتعلقات أخرى جرفتها السيول بعدما اجتاحت المنازل. وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها وانحشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر.

وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عاماً): "نجوت مع زوجتي لكني فقدت شقيقتي… شقيقتي تعيش في وسط المدينة حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما".

كما عثر على جثتي شخصين من الأغراب في شقته.

وبينما كان يتحدث، انتشل فريق إنقاذ مصري في مكان قريب منه جثة جارته. وقال بوجميلة: "إنها الخالة خديجة، الله يرحمها".

مساعدات دولية 

يأتي ذلك فيما وصلت فرق إنقاذ من مصر وتونس والإمارات وتركيا وقطر. وأرسلت تركيا سفينة تحمل معدات لإقامة مستشفيين ميدانيين. وأرسلت إيطاليا ثلاث طائرات محملة بالإمدادات وفرق الإنقاذ، إضافة إلى سفينتين تابعتين للبحرية واجهتا صعوبة في تفريغ حمولتهما، لأن ميناء درنة الممتلئ بالحطام كان غير صالح للاستخدام تقريباً.

وتواجه عمليات الإنقاذ تعقيدات، بسبب الانقسام السياسي في ليبيا التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة ولا توجد بها حكومة مركزية وتندلع فيها الحرب من وقت لآخر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.

وتتمركز حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً في طرابلس غرباً. بينما تعمل حكومة موازية في الشرق الذي تسيطر عليه قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر، الذي فشل في الاستيلاء على طرابلس في حصار سقط فيه قتلى واستمر 14 شهراً وانتهى في عام 2020.

وشهدت درنة على وجه الخصوص حالة من الفوضى، إذ كانت تحت سيطرة جماعات مسلحة إسلامية متعاقبة، منها تنظيم الدولة الإسلامية، في فترة ما قبل أن تخضع بصعوبة لسيطرة حفتر.

ومن المتوقع أن يصل وفد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية إلى بنغازي في شرق البلاد الخميس؛ لإظهار التضامن ومناقشة جهود الإغاثة. وهو حدث نادر منذ أن رفض برلمان شرق ليبيا الاعتراف بتلك الحكومة العام الماضي.

الخطر يحاصر مناطق الفيضانات في ليبيا! الصليب الأحمر يحذر من ذخائر غير منفجرة بدرنة وتحلل الجثث يقلق السلطات


حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2023، من خطر الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في مدينة درنة الليبية بعد الفيضانات التي اجتاحتها الأحد الماضي، مشيرة إلى "صدمة عاطفية هائلة" يواجهها الأهالي، فيما حذر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، من مخاطر تحلل الجثث على البيئة.

وقال يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ليبيا: "كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة بارتفاع 7 أمتار المباني وجرفت البنية التحتية إلى البحر، والآن فُقدت أسر بحالها، ولفظت الأمواج الجثث نحو الشاطئ، الآن، تواجه المدينة صدمة عاطفية هائلة".

كما أضاف: "يتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه العمل الإنساني، في الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تضررت الطرق بشكل خطير أو دمّرت".

ذخائر غير منفجرة

إضافة إلى ذلك، لفت فريديز إلى أن "اللجنة الدولية تقيّم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، ما يشكل تحدياً إضافياً للسكان"، موضحاً أن "فرق الطوارئ والسلطات تعمل الآن على تخفيف الصعوبات".

وتابع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ليبيا: "من المشجع رؤية السكان والسلطات يتحدون لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة، لكن الطريق طويل الآن، سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذه الأضرار الهائلة".

والأحد الماضي، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفاً أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، الأربعاء، فيما أعلن الهلال الأحمر الليبي، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، أن حصيلة قتلى الفيضانات في مدينة درنة شرقي ليبيا ارتفعت إلى 11300 قتيل.

تحذيرات من تحلل الجثث

في غضون ذلك، حذر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، من كارثة بيئية شرقي البلاد جراء تحلل الجثث تحت الأنقاض وما ينجم عنها من مخاطر كبيرة على البيئة بعد انحسار مياه الفيضانات.

إذ قال مدير مركز البيضاء الطبي عبد الرحيم مازق، في بيان مصور، إن "المنطقة مقبلة على كارثة بيئية نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تحلل الجثث في المياه والمناطق التي لم تستطِع فرق الإنقاذ الوصول إليها".

وطالب بـ"ضرورة البدء في حملة تطعيمات عاجلة لكل فرق الإنقاذ والسكان بالمنطقة المنكوبة شرق ليبيا خاصة الأطفال والنساء"، محذراً من "كارثة بيئية أشد وطأة مما حدث في المناطق الشرقية جراء الإعصار الذي ضربها".

وتتمثل تلك المخاطر، وفق مازق، "بالأمراض المنقولة عند تحلل الجثث، والأمراض المنقولة نتيجة تلوث المياه الراكدة".

كما طالب "الحكومات والمنظمات الدولية المتخصصة بتوفير التطعيمات المطلوبة وتنفيذ هذه التوصيات وأخذها على محمل الجد"، معتبراً أن الوضع "أصبح خطيراً ولا يحتمل التأجيل".

بدوره، أصدر نائب رئيس مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية، وزير الصحة المكلف رمضان أبو جناح، تعليماته "العاجلة لمدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بتشكيل فرق رصد والتبليغ عن أي اشتباه بأي مرض"، وفق بيان الوزارة عبر حسابها الرسمي على فيسبوك.

وشهدت ليبيا عدة حروب بينها التي وقعت عام 2011 بين قوات العقيد الراحل معمر القذافي الحاكم السابق للبلاد ومعارضيه، بينما شهدت مدينتا بنغازي ودرنة (شرق) في 2014 و2018 معارك بين قوات الشرق التي يقودها خليفة حفتر وكتائب ثورية.

وعام 2016، وقعت حرب في سرت (وسط) بين "داعش" وقوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، بينما شهدت طرابلس حرباً بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق في 2019، خلفت جميعها ذخائر غير منفجرة وألغاماً.

تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا