بدأت صباح الأحد، 28 مايو/أيار 2023، عملية التصويت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية، بين الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يتولى المنصب منذ أغسطس/آب 2014، ومنافسه كمال كليجدار أوغلو، بعد جولة أولى شهدت نسبة مشاركة قياسية بلغت نحو 90%.
وتجري العملية الانتخابية لجولة الإعادة في عموم البلاد بين الساعة (08:00 و17:00) بالتوقيت المحلي (05:00ـ 14:00 تغ)، مع إمكانية اتخاذ إجراءات استثنائية بتمديد توقيت التصويت في حال لم يكفِ الوقت في بعض المراكز المزدحمة.
ووفقاً للهيئة العليا للانتخابات التركية، يحق لـ64 مليوناً و113 ألفاً و941 ناخباً الإدلاء بأصواتهم، منهم 60 مليوناً و48 ألفاً و366 في البلاد، و3 ملايين و416 ألفاً و98 في خارجها، في حوالي 191 ألف صندوق اقتراع.
وحصل أردوغان الذي يقود تحالف الجمهور في جولة الانتخابات الأولى، التي جرت في 14 مايو/أيار، على 49.5% من الأصوات، وهي نسبة تقل قليلاً عن الأغلبية اللازمة للحسم من الجولة الأولى.
بينما حصل كليجدار أوغلو- وهو مرشح تحالف الأمة المعارض والذي يضم 6 أحزاب- على تأييد 44.9% من الناخبين. فيما حل المرشح القومي سنان أوغان ثالثاً بحصوله على نسبة 5.2% من الأصوات ليتم استبعاده.
وقبل أيام، تلقّى الرئيس أردوغان دعماً من المرشح القومي سنان أوغان، ما عزَّز موقفه وزاد من التحديات التي يواجهها كليجدار أوغلو في جولة الإعادة.
أصوات الخارج
والسبت، كشفت الهيئة العليا للانتخابات التركية، أن عدد أتراك الخارج الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغ مليوناً و912 ألفاً و30 ناخباً، منذ انطلاق التصويت في 20 مايو/أيار في دول إقامتهم وفي المعابر الحدودية، ليتجاوزا بذلك نسبة المشاركين في الجولة الأولى، والذين بلغ عددهم مليوناً و798 ألفاً و505 ناخبين.
وقالت وسائل الإعلام إنه بعد الانتهاء من إجراءات التصويت في الخارج تم إحضار البطاقات الانتخابية إلى تركيا، بواسطة 3 طائرات تم استئجارها لذلك الغرض.
ومن المقرر أن تُخزّن أصوات ناخبي الخارج حتى الساعة الخامسة من مساء يوم 28 من مايو/أيار الجاري، ليتم احتسابها في وقت واحد مع بقية الأصوات الانتخابية، عند اكتمال عملية الاقتراع في جميع أنحاء البلاد.
كما أنه من المتوقع أن تظهر النتائج الأولية للاقتراع في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التركية مباشرة بعد بدء الفرز، على عكس الجولة الأولى التي كانت تضم 4 مرشحين.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت بالتزامن مع الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، تراجع تأييد حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان 7 نقاط من 42.6% فاز بها في انتخابات 2018، لكنه احتفظ مع حلفائه بالأغلبية البرلمانية.
"نشوة النصر"
وفي معرض تأكيده على أهمية الجولة الثانية قال أردوغان: "سنذهب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى هذا الأحد لاتخاذ أهم الخيارات في حياتنا تقريباً. سنتخذ قراراً مهماً بشأن مستقبل بلدنا وأطفالنا".
أردوغان حذر من التقاعس أو ما سمّاه "نشوة النصر" وعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع، مؤكداً أن الشعب التركي سيقدم أعظم مثال للخبرة الحسابية يوم الأحد (28 مايو/أيار)".
في المقابل، بدأ رئيس حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو، بعد نتائج الجولة الأولى تشديد لهجة خطاباته، في محاولة لاستمالة الناخبين القوميين على أمل إلحاق الهزيمة بأردوغان، وتعهد بإعادة ملايين اللاجئين إلى بلادهم.
وأكدت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا، الخميس، استمرار دعم كليجدار أوغلو في جولة الإعادة دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاقه مع حزب الظفر اليميني المتطرف.
والأربعاء الماضي، أعلن أوميت أوزداغ، زعيم حزب الظفر اليميني المتطرف، تأييده لكليجدار أوغلو، ما قد يمنحه دفعة في مواجهة تأثير دعم أوغان لأردوغان. وحصل حزب الظفر على تأييد 2.2% من الناخبين في انتخابات البرلمان.
وتحظى هذه الانتخابات بأهمية محلية، كونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
هذا، وتفرض سياسة التوازن بين التناقضات التي تصيغ عليها أنقرة سياستها الخارجية إقليمياً ودولياً بعداً آخر، يجعل الانتخابات مصيرية لتحديد وجهة تركيا خلال الـ100 عام المقبلة.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات