آخر المواضيع

محللون: رغم حاجتها للردع.. إسرائيل لا ترغب بمواجهة شاملة متعددة الجبهات


 تنذر الأوضاع الأمنية المتوترة بين إسرائيل والفلسطينيين بإمكانية إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة لاستعادة "قوة الردع"، خاصة بعد تعرض الأراضي الإسرائيلية لإطلاق صواريخ من غزة ولبنان وسوريا.

لكن، بحسب محللين، فإن العملية حال إطلاقها لن تكون متعددة الجبهات.

وحذرت أوساط إسرائيلية وتقارير عبرية من تآكل "قوة الردع" لدى إسرائيل بسبب الخلافات الداخلية بين أحزابها، متهمة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإضعاف إسرائيل أمنيًا وعدم التعامل بحزم مع القضايا المهمة.

الجيش الإسرائيلي يتهم إيران بتسخين جميع الجبهات المحيطة بإسرائيل.
يديعوت احرونوت
وحسب تقارير عبرية، فإن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى حالة التأهب في كافة قطاعاته البرية والجوية والبحرية، كما أنه يواصل استدعاء قوات من الاحتياط، إضافة إلى نشر القبة الحديدية على الجبهتين الشمالية والجنوبية.

الجيش الإسرائيلي يقدم على إطلاق عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة مع ضربات محدودة على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا.
المحلل السياسي ناجي البطة
التركيز على غزة

وتباينت آراء المحللين السياسيين بشأن إمكانية إطلاق الجيش الإسرائيلي لعملية واسعة تهدف لاستعادة قوة الردع، وتشمل عددًا من المناطق مثل قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا، مبينين أن مثل هذا السيناريو أشبه بـ"الحرب الشاملة".

ورجح المحلل السياسي، ناجي البطة، أن "يقدم الجيش الإسرائيلي على إطلاق عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة مع ضربات محدودة على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا"، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي لذلك استعادة قوة الردع.

وأوضح البطة، لـ"إرم نيوز"، أن "مثل هذه المواجهة ستركز على غزة بشكل أكبر من أي جبهة أخرى، وستعمل على إلحاق أكبر أذى ممكن بالبنية التحتية لحركة حماس والفصائل المسلحة، وستكون أقوى من سابقاتها".

وأضاف: "إسرائيل تعتبر حماس المسؤولة عن التوتر الأمني بمختلف الجبهات، وبالتالي ستكون معنية بتوجيه ضربة عسكرية قوية لها، وستكون مستعدة لضرب أهداف أخرى بلبنان وسوريا حال إطلاق صواريخ فقط".

الجميع يدرك أن أي عملية عسكرية إسرائيلية لن تحقق نتائج جديدة وستنتهي عبر تهدئة بين الجانبين بوساطة دولية وإقليمية
وبين أن "إطلاق إسرائيل لمثل هذه العملية العسكرية مسألة وقت، وربما تنتظر انتهاء فترة عيد الفصح العبري"، مشددًا على أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل خلال هذه العملية على ضمان عدم جر أطراف أخرى للمواجهة.

وأكد أن "حكومة نتنياهو بحاجة لإطلاق عملية عسكرية ضد حماس والفصائل المسلحة بغزة، الأمر الذي سيؤدي لتقويتها على المستوى السياسي الداخلي"، مستدركًا: "لكن إسرائيل لا ترغب بمواجهة شاملة وواسعة على جميع الجبهات".

واستطرد: "بتقديري المواجهة الشاملة خارج حسابات المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل، خاصة وأنها ستكون مكلفة عسكريًا وسياسيًا لحكومة نتنياهو، وستؤثر سلبًا على وضعها الإقليمي والدولي"، متابعًا: "كما أن حزب الله لا يرغب بمواجهة عسكرية مع إسرائيل".

قرار أمريكي

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "إطلاق إسرائيل لعملية عسكرية واسعة من أجل استعادة قوة الردع يحتاج إلى قرار أمريكي"، مؤكدًا أن تل أبيب لا يمكن لها اتخاذ مثل هذا القرار بشكل منفرد.

وأوضح جعارة، لـ "إرم نيوز"، أن "أمريكا بدورها لا ترغب بأي توتر أمني أو نشاط عسكري في المنطقة، ويمكن أن توافق على ضربات محدودة ومحسوبة قائمة على ردة فعل على إطلاق صواريخ سواء من غزة أو لبنان أو سوريا".

وقال جعارة إن "الجميع يدرك أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في الوقت الحالي لن تحقق نتائج جديدة وستنتهي بنفس النتائج السابقة عبر تهدئة بين الجانبين بوساطة دولية وإقليمية"، مبينًا أن ذلك لن يكون في صالح حكومة بنيامين نتنياهو.

وتابع: "أي عملية عسكرية في الوقت الحالي سواء كانت واسعة أو محدودة لن تعيد لإسرائيل قوة الردع، ولن تضمن عودة الهدوء على كافة الجبهات، خاصة في ظل الأزمات الداخلية والخارجية التي تعاني منها حكومة نتنياهو".

وأشار جعارة إلى أن "إسرائيل لا يمكن أن تطلق عملية عسكرية على جبهتها الشمالية، خاصة وأنها لا ترغب في الاشتباك مع حزب الله وتتجنب التوتر مع لبنان، علاوة على أن لديها رغبة في الحفاظ على المعادلة العسكرية الراهنة مع سوريا".

حرب شاملة

ويتفق مع جعارة، المحلل السياسي، أليف صباغ، الذي يؤكد أن "إسرائيل غير معنية بأي مواجهة عسكرية بالوقت الحالي"، قائلًا: "استعادة قوة الردع الإسرائيلية لا يمكن أن تكون بإطلاق عملية عسكرية واسعة على جبهات متعددة".

وأوضح صباغ، لـ "إرم نيوز"، أن "العقيدة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لا تفضل الدخول في مواجهة عسكرية على أكثر من جبهة، خاصة وأن ذلك يعتبر مرهقًا عسكريًا"، متابعًا: "مثل هذا السيناريو أشبه بالحرب الشاملة".

وأضاف: "الردود الإسرائيلية على إطلاق الصواريخ من غزة ولبنان وسوريا تؤكد عدم رغبة حكومة نتنياهو بأي مواجهة عسكرية حاليًا"، مبينًا أن الردود كانت محددة ومحسوبة بدقة عالية لعدم جر أي طرف للحرب.

وحسب المحلل السياسي، فإن "حكومة نتنياهو لا تستطيع توفير الأمن لإسرائيل، ورئيس الوزراء يدرك أن قادة الأحزاب اليمينية المتشددة هم السبب في التوتر الأمني الحالي؛ لكنه لا يملك القدرة على كبح جماحهم"، وفق تقديره.

واستكمل: "إذا أراد نتنياهو إطلاق عملية عسكرية واسعة فعليه أولًا الاستغناء عن قادة اليمين بحكومته وتوسيع ائتلافه الحكومي عبر ضم زعيم معسكر الدولة بيني غانتس"، لافتًا إلى أن ذلك سيمنح نتنياهو وائتلافه قوة لشن عملية عسكرية واسعة.

ويكتفي الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي بالرد على إطلاق الصواريخ من غزة أو لبنان أو سوريا بقصف أهداف محددة ومصادر إطلاق تلك الصواريخ، دون توسيع دائرة نطاق استهدافه أو التسبب بأضرار جسيمة.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي
تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا