تصدرت الأحداث المشتعلة بالضفة الغربية المحتلة جراء أعمال تخريب متزايدة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، عناوين أبرز الصحف العالمية، التي حذرت من "وضع كارثي قد يخرج عن السيطرة" وينذر بموجة عنف ستكون الأكثر وحشية منذ عقود.
كما ناقشت الصحف، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، آخر تطورات المشاحنات الكلامية بين الصين والولايات المتحدة، وقالت الصحف إن "التوبيخ" الصيني لواشنطن بعد مزاعم "أصول فيروس كورونا" لا يبشر بالخير في مستقبل العلاقات المتوترة بالفعل بين القوتين العظميين.
وفي أوكرانيا، سلطت الصحف الضوء على زيارة أمريكية رفيعة المستوى إلى كييف، للتأكيد على استمرار دعم واشنطن للبلد الممزق في ظل حرب طاحنة مع روسيا.
على طريقة "رجال العصابات"، أضرم مستوطنون النار في منازل وسيارات مملوكة لفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة
كارثة قد تخرج عن السيطرة
حذرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية من "كارثة قد تخرج عن السيطرة" في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد أعمال شغب متواصلة من قبل المستوطنين، الأمر الذي قد ينذر بمزيد من العنف في المنطقة المضطربة، على الرغم من جهود حثيثة للتهدئة قبل شهر رمضان المبارك.
وذكرت الصحيفة أنه على طريقة "رجال العصابات"، أضرم مستوطنون النار في منازل وسيارات مملوكة لفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعدما قتل مسلحون فلسطينيون مستوطنين اثنين في حادث إطلاق نار، الأحد.
وأدى عنف المستوطنين، الذي اندلع الأحد، إلى استشهاد شاب فلسطيني وإصابة أكثر من 100، فضلاً عن تضرر بعض المباني والسيارات في بلدة حوارة جنوب نابلس، وعدة مناطق أخرى بالضفة الغربية المحتلة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان بالضفة، قوله إن 17 ساعة من العنف كانت غير مسبوقة. وقدر دغلس أن حوالي 400 مستوطن شاركوا في أعمال العنف، وقال إن حوالي 30 منزلاً وعددًا لا يحصى من السيارات أضرمت فيهم النيران. وأضاف: "لقد كانوا وحوشًا. كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لنا".
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن حوادث عنف المستوطنين شائعة، كما أنها ازدادت مؤخرًا، فقد قال سكان حوارة إن هذا كان أسوأ هجوم تعرضوا له منذ سنوات وألقوا باللوم على الجيش الإسرائيلي في عدم التدخل.
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن أعمال العنف واجهت انتقادات من سياسيين ومعلقين إسرائيليين معارضين، حيث وصف أحد السياسيين العنف بأنه "مذبحة". ونقلت الصحيفة عن ناحوم برنيع، الصحفي البارز بجريدة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قوله إن تمكين السياسيين البارزين من حركة المستوطنين قد شجع أولئك الذين شاركوا في أحداث الأحد.
إحراج لبايدن
في السياق، رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الأحداث التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة الآن تزيد من الضغوط على واشنطن في ما يتعلق بسياستها الخارجية من جهة، وتضع الرئيس، جو بايدن، في موقف "محرج" من جهة أخرى، وذلك بعدما دعمت الإدارة مخرجات "اجتماع العقبة" الأمني الذي عقد في الأردن، الأحد.
وذكرت الصحيفة أنه مع وجود أكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وتصاعد موجة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تخشى إدارة بايدن أن الأحداث المشتعلة الأخيرة قد "تفضح" العلاقات الدبلوماسية "الهشة" بين البيت الأبيض وحكومة نتنياهو.
وقالت الصحيفة إنه مع وجود جدال داخلي بسبب الحرب في أوكرانيا، والتهديد الصيني لتايوان، والانهيار المحتمل للاتفاق النووي الإيراني، حاولت وزارة الخارجية الأمريكية تجنب أنظارها من الغيوم المتجمعة فوق إسرائيل وفلسطين، لكنها اكتشفت الآن أنه من المستحيل القيام بذلك.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة حاولت إنقاذ الموقف عندما دعمت "اجتماع العقبة"، وهو الأول من نوعه منذ عقد وضم مسؤولين عسكريين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والولايات المتحدة والأردن، لكنه كان "فرصة متأخرة" للحد من الأضرار.
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من الحديث عن كون اجتماع العقبة قمة "أمنية" بدلاً من أخرى "سياسية"، كان الحدث فرصة لجلب قدر ضئيل من السيطرة السياسية إلى الشوارع، حيث اندلعت أعمال الشغب الأخيرة أثناء انعقاد الاجتماع.
وقالت الصحيفة: "على الولايات المتحدة الآن أن تتخذ القرار. فبعد أن أعادت النظر في القضية الفلسطينية من خلال تنظيم قمة الأردن، سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستفعل أكثر من مجرد توجيه دعوة روتينية إلى الحد الأدنى من ضبط النفس من كلا الجانبين".
رد صيني يزيد التوترات مع أمريكا
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن "التوبيخ" الذي وجهته الصين للولايات المتحدة أمس ورفضها "الأكاذيب" الأمريكية بأن فيروس كورونا ربما تسرب من مختبر صيني عن طريق الخطأ، يعد الأحدث في سلسلة من المشاحنات العنيفة بين البلدين.
جاء ذلك بعد أن خلصت وزارة الطاقة الأمريكية إلى أن فيروس كورونا قد تسرب من مختبر في مدينة ووهان بالصين، حيث اتهمت الصين الولايات المتحدة بتسييس الجائحة "مرة أخرى" للتأثير على الرأي العام في جميع أنحاء العالم. وقالت الصحيفة إن هذه القضية قد اتخذت بعدًا سياسيًا بقدر ما هو علمي مع تعمق التنافس بين القوتين العظميين.
تعقب كوفيد قضية علمية لا ينبغي تسييسها.. وعلى الولايات المتحدة التوقف عن تشويه سمعة الصينالمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، قولها: "تعقب كوفيد قضية علمية لا ينبغي تسييسها"، داعية الولايات المتحدة "للتوقف عن تشويه سمعة الصين" من خلال إثارة "مؤامرة" تسرب الفيروس من مختبر بالصين.
ورد الصين أمس يضاف إلى الخلاف المتزايد بين واشنطن وبكين خلال شهر واحد فقط، بعد حادث بالون "تجسس" واتهامات أمريكية بأن الصين تدرس تزويد روسيا بالأسلحة والذخيرة لاستخدامها في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن الرد يأتي أيضًا في وقت يزيد فيه المشرعون في واشنطن من تدقيقهم في الصين من خلال لجنة جديدة مختارة في مجلس النواب بشأن المنافسة مع بكين. وأضافت أنه من المقرر عقد جلسة استماع، اليوم الثلاثاء، في لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس حول كيفية مواجهة "عدوان" الحزب الشيوعي الصيني.
وتابعت الصحيفة: "لا يزال الجدل حول المكان الذي ظهر منه الفيروس التاجي مثيرًا للانقسام إلى حد كبير، ويغذيه جزئيًا عدم الثقة في الحكومة الصينية وافتقارها إلى الشفافية، وكذلك بسبب الخطاب المناهض للصين ونظريات المؤامرة التي أثيرت من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب".
وأردفت: "نشرت الصين أيضًا نظريات المؤامرة من خلال الإشارة إلى أن الفيروس ربما كان نتاجًا لبرامج الأسلحة البيولوجية الأمريكية". ونقلت الصحيفة عن علماء قولهم إن الدليل الأكثر إقناعًا لديهم يدعم النظرية الأكثر انتشارًا، "وهي أن الفيروس جاء من حيوانات حية مخزنة في سوق كبير بووهان". وقالوا إنه لم يظهر أي دليل يربط الوباء مباشرة بالمختبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين رفضت مرارًا "نظرية التسرب" باعتبارها معلومات مضللة ذات دوافع سياسية تهدف إلى تشويه سمعتها. وقالت إنها تجادل بأن النظرية "لا أساس لها من الناحية العلمية"، حيث إنها تستند إلى تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية العام 2021 خلص إلى أنه من "غير المحتمل للغاية" ظهور الوباء عن طريق الخطأ من مختبر صيني.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي بدأ التحقيق في أصل الفيروس التاجي، كان محض تساؤل، حيث يُعتقد أن الصين أثرت بشكل كبير على نتائجه من خلال تعيين نصف العلماء المشاركين في المشروع.
يلين في كييف
وفي أوكرانيا، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، "المفاجئة" إلى كييف، "تأكيداً" لالتزامات الإدارة تجاه البلد الذي مزقته الحرب للصمود أمام الغزو الروسي، وذلك في أحدث رحلة رفيعة المستوى تأتي بعد أسبوع من زيارة خاطفة أخرى لبايدن.
وذكرت الصحيفة أنه بعد ثلاثة أيام من إحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب، التقت يلين بكبار المسؤولين الأوكرانيين، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وناقشت طرح حوالي 10 مليارات دولار من المساعدات المالية لكييف، وهي جزء من حزمة 45 مليار دولار لدعم دفاع أوكرانيا وحلفاء واشنطن التي وافق عليها الكونغرس في ديسمبر.
زيارة يلين كانت "محاولة" من قبل إدارة بايدن للإشارة إلى أن بلاده ستستمر في دعم أوكرانيا "مالياً وعسكرياً ودبلوماسياً"وول ستريت جورنال
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة زيلينسكي، غير القادرة على الاقتراض من أسواق السندات الدولية، أكدت مراراً أنها تحتاج إلى حوالي 38 مليار دولار من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والداعمين الدوليين الآخرين من أجل تمويل العام الجاري والحفاظ على سير أعمالها.
وقالت الصحيفة إن زيارة أمس كانت أيضًا "محاولة" من قبل إدارة بايدن للإشارة إلى أن بلاده ستستمر في دعم أوكرانيا "مالياً وعسكرياً ودبلوماسياً"، حيث لا تظهر الحرب أي علامة على الانتهاء، وذلك في ظل انقسام سياسي داخلي بشأن استمرار دعم كييف، بالإضافة إلى ظهور حالة من "الإرهاق العام" في الدول الأوروبية.
وأضافت الصحيفة أنه في حين أن الدعم الاقتصادي الأمريكي لأوكرانيا قد حظي باهتمام أقل من التدفقات الأكبر للمساعدات الأمنية، التي تجاوزت الآن 30 مليار دولار من المساعدات العسكرية المباشرة، فإن الأموال تمثل دفعة مهمة في وقت تتصارع فيه أوكرانيا ليس فقط مع الخسائر البشرية، ولكن أيضًا التكاليف الاقتصادية المذهلة.
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات