آخر المواضيع

"الإحباط" يخيم على الأتراك والسوريين.. و"تلميح" بريطاني يورط أمريكا


 لا تزال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في تركيا وسوريا جراء "الزلزال المدمر" واستمرار تعثر جهود الإنقاذ، تتصدر عناوين الصحف العالمية لليوم الرابع على التوالي، وسط تقارير تتحدث عن تزايد "الإحباط" مع تضاؤل فرص البحث عن ناجين بسبب سوء الأحوال الجوية وصعوبة وصول المساعدات.

وتناولت أبرز الصحف الصادرة، اليوم الخميس، تقارير أخرى تفيد بأن تلميح بريطانيا بشأن إمكانية تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة قد يزيد الضغط على الولايات المتحدة بشأن الموافقة على إرسال مقاتلات في المستقبل القريب.

كما تطرقت الصحف للشأن الأمريكي عقب خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس، جو بايدن، وقالت إن الخطاب كان بمثابة "إعلان لإعادة انتخابه"، نظراً لأنه ركز على القضايا المحلية الملحة بدلاً من الخوض في السياسة الخارجية.

المساعدات التي تلقتها تركيا وسوريا لم تكن كافية للتعامل مع أعداد كبيرة من الأشخاص المحاصرين تحت محيط من الأنقاض.
وول ستريت جورنال.
زلزال تركيا وسوريا.. "إحباط" متزايد

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على المشهد "المأساوي" في تركيا وسوريا جراء الزلزال المدمر وتعثر جهود الإنقاذ لليوم الرابع على التوالي، وسط مخاوف من وصول حصيلة الضحايا إلى أرقام "مخيفة"، وخاصة في منطقة شمال غرب سوريا.

وذكرت الصحيفة أن نغمة "الإحباط" بين السكان الذين فقدوا ذويهم أو ما زال لديهم أقارب محاصرون تحت الأنقاض أخذت في التصاعد، بسبب تعثر جهود الإنقاذ مع تجاوز عدد القتلى حاجز الـ15 ألف قتيل، مع توقعات بحصيلة "قاتمة" في البلدين.

وقالت الصحيفة إن آمال فرق الإنقاذ قد تضاءلت بسبب سوء الأحوال الجوية؛ ما يعني بقاء الناجين عالقين في أجواء شديدة البرودة.

وأشارت إلى أن الشعور بالفزع قد انتشر بين رجال الإنقاذ والأسر التي فقدت أحباءها على حد سواء، حيث أصبح من الواضح أن الآلاف من الأشخاص المحاصرين لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة لفترة أطول.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زار أمس الأربعاء، المشهد الكارثي للمرة الأولى، بعد يوم من إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.

ولقي ما لا يقل عن 15 ألف شخص مصرعهم وأصيب عشرات الآلاف في تركيا وسوريا، بعد زلزالين مدمرين ضربا البلدين الإثنين الماضي، وسط توقعات أن تستمر هذه الأرقام في الارتفاع.

وقالت وكالة إدارة الكوارث التركية إنها نشرت 60 ألف فرد مع مئات الآلاف من الخيام والمراتب والبطانيات والوسائد، بالإضافة إلى 10 سفن و100 طائرة وطائرة هليكوبتر.

ورأت الصحيفة أن المساعدات التي تلقتها تركيا وسوريا لم تكن كافية للتعامل مع أعداد كبيرة من الأشخاص المحاصرين تحت محيط من الأنقاض.

وذكرت أن سوريا تواجه تحديات إضافية، موضحة أن العزلة السياسية للرئيس، بشار الأسد، تعقد جهود إيصال المساعدات إلى الدولة التي مزقتها الحرب.

وانتقدت الصحيفة تعامل واشنطن مع الأزمة الأخيرة، مشيرة إلى أنها كانت "واضحة" مع أنقرة كونها حليفا لها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) رغم الخلافات فيما بينهما، بينما رفضت الإشارة بوضوح إلى دمشق التي ترفض التعامل معها منذ بدء الحرب الأهلية قبل 12 عاماً.

وقالت الصحيفة، إن الموقف الأمريكي يثير مخاوف أن الضحايا السوريين قد يحرمون من المساعدات الضرورية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أممي قوله، إن المنظمة الدولية تتوقع إعادة فتح الطريق الذي تضرر بشدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا اليوم، الخميس؛ ما يسمح للمساعدات الدولية بالبدء في الوصول إلى منطقة في شمال سوريا لم تتلق أي مساعدة حتى الآن.

كما أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها تكافح لمساعدة الناجين في شمال سوريا، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال ممر ضيق على الحدود التركية. وقالت أديلهيد مارشان، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن البلدين، وخاصة سوريا، من المرجح أن يواجها العديد من المخاطر الصحية على المدى الطويل.



تصريحات سوناك أطلقت الشرارة لبدء توفير طائرات غربية لأوكرانيا، بما في ذلك الطائرات الأمريكية، لكنها شككت في قدرة لندن على الوفاء بمثل هذا الوعد.
التايمز

تصريحات بريطانية "جريئة".. و"تورط" أمريكي "وشيك"

واعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن تلميحات رئيس الوزراء، ريشي سوناك، بشأن إمكانية تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، قد تورط الولايات المتحدة التي أعلنت صراحة أنها "لن ترسل" مقاتلات إلى كييف.

جاء ذلك بعد خطاب - وُصف بـ"التاريخي" - ألقاه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في البرلمان البريطاني أمس خلال زيارة خاطفة إلى العاصمة، لندن، حيث توسل إلى الحاضرين لإرسال طائرات مقاتلة غربية إلى بلاده التي مزقتها الحرب.

وعلى الأثر، قالت بريطانيا إنها "تدرس" إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا. وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي بدأ فيه زيلينسكي رحلة أوروبية تشمل أيضاً باريس وبروكسل، أكدت الحكومة البريطانية أنها أسندت إلى وزير الدفاع، بن والاس، مهمة "فحص الطائرات التي قد تمنحها لندن لكييف".

وقالت الصحيفة إن خطاب زيلينسكي "دفع سوناك إلى الإدلاء بتصريحات أكثر إيجابية وجرأة" حول احتمال إمداد أوكرانيا بطائرات نفاثة، حيث صرح: "عندما يتعلق الأمر بالتعاون والمساعدة العسكرية لأوكرانيا، لا شيء غير مطروح على الطاولة". وأثارت الخطوة غضب روسيا التي هددت بـ"عمل عسكري" ضد بريطانيا.

ومع تزايد الضغط على الدول الغربية لتوفير طائرات مقاتلة لأوكرانيا، ذكرت "فاينانشيال تايمز" أن تصريحات سوناك تعد "تغيرا مفاجئا وتناقضا واضحا" لموقفه الأخير عندما ألمح إلى أن توفير مقاتلات من طراز "تايفون" لكييف سيستغرق بضع سنوات بسبب صعوبة التدريبات.

وبدورها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن تصريحات سوناك "أطلقت الشرارة" لبدء توفير طائرات غربية لأوكرانيا، بما في ذلك الطائرات الأمريكية، لكنها شككت في قدرة لندن على الوفاء بمثل هذا الوعد، مشيرة إلى أن إمداد كييف بطائرات "تايفون" يتطلب موافقة ثلاث دول أخرى (أزمة مشابهة لدبابات "ليوبارد" الألمانية).

وذكرت الصحيفة أنه بالنظر إلى أن سلاح الجو الملكي البريطاني سيحيل 24 طائرة من طراز "تايفون" إلى التقاعد بحلول عام 2025، فقد تقرر لندن تسليم هذه الدفعة لأوكرانيا "كمساهمة في أي صفقة دولية" في القريب العاجل قبل التاريخ المحدد.

في المقابل، أوضحت الصحيفة أن هذه الجهود قد تواجه أزمة طويلة المدى، نظرًا لأن طائرات "تايفون"، يتم تصنيعها بشكل مشترك من قبل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، مشيرة إلى أنه يتعين على الدول الأربع الموافقة على نقل الطائرات لأوكرانيا.

ورأت الصحيفة أن زيلينسكي لا يتطلع في المقام الأول للطائرات البريطانية، لكنه "يركز على طائرات إف - 16 الأمريكية أو ربما طائرات غريبنس السويدية"، مشيرة إلى أنه يرغب أن يلعب سوناك "دور الوسيط" بين الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في هذا الشأن.

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد استبعد بالفعل إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا، لكن إعلان سوناك بأن بريطانيا ستدرب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة، يبدو وكأنه "شرارة دفعة دبلوماسية" قد تؤدي في النهاية إلى تسليح كييف بطائرات مقاتلة.

وتوقعت الصحيفة البريطانية أن "يرضخ" بايدن للضغوط، وقالت: "تشير الدروس المستفادة من الماضي القريب إلى أن الجهود الدبلوماسية الأوكرانية للضغط من أجل الحصول على أسلحة غربية نادرًا ما تفشل.

وكانت إدارة بايدن مترددة في البداية في إرسال أنظمة دفاع جوي وعربات مدرعة ودبابات إلى كييف، لكنها رضخت في النهاية".

"خطاب حال الاتحاد أم إعلان ترشح؟

ورأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بايدن، الثلاثاء، كان بمثابة "إعلان ترشحه للانتخابات"، مشيرة إلى أنه أغفل بشكل كبير السياسة الخارجية وتحديات الأمن القومي للبلاد من قبل روسيا والصين، وركز بشكل أكبر على الأوضاع المحلية.

وذكرت المجلة أن خطاب بايدن - الذي دام 72 دقيقة - "كان تلميحاً لبدء حملة إعادة انتخابه"، إذ إنه عزز رسالته المحلية الشعبية والحمائية، وتجنب الشؤون العالمية؛ ما ينذر بأن الرئيس الديمقراطي يعتزم خوض السباق الرئاسي في 2024 بنسبة كبيرة للغاية.

وأضافت أنه بعد أيام فقط من إسقاط "منطاد تجسس صيني" وسط ضجة من الجدل في الكونغرس، تجاهل بايدن التهديد الإستراتيجي من بكين والقضايا الدولية الأخرى.

وتابعت أنه أمضى معظم خطابه في انتقاد استغلال الشركات المحلية في كل شيء؛ من أسعار الأدوية، إلى أسعار شركات الطيران والفنادق والموضوعات التي قد تروق للطبقة الوسطى.

وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من إثارة هذه القضايا في الخطاب، تتضاءل فرص إعادة انتخاب بايدن بسبب التضخم وارتفاع الأسعار الذي ضرب البلاد بسب استجابتها للحرب الأوكرانية.

وقالت إن بايدن (80 عامًا) يواجه أرقامًا قاتمة في استطلاعات الرأي وشكوكًا حتى داخل حزبه حول ما إذا كان يجب أن يترشح مرة أخرى.

أزمة المنطاد لا تبشر بالخير لبقية العام في العلاقات الأمريكية الصينية.. العام الجاري سيكون أكثر عدوانية ومواجهة خارجية للصين.
فورين بوليسي
وأضافت المجلة أن تجاهل بايدن لذكر التحديات التي تواجه السياسة الخارجية لواشنطن باستفاضة في خطابه، قد تعزز أيضاً أرقام تأييده القاتمة، مشيرة إلى أنه ذكر التحدي الإستراتيجي من الصين والوحدة الجديدة للناتو ردًّا على الحرب الروسية في أوكرانيا، "بإيجاز فقط في نهاية خطابه ثم عاد سريعًا إلى مناقشة القضايا المحلية".

وتابعت المجلة أن بايدن - الذي من المتوقع أن يعلن ترشحه للسباق الرئاسي خلال أيام – يواجه اتهامات من قبل الجمهوريين "بأنه زعيم فقير".

وقالت: "ربما لن يكون أمام بايدن أي خيار خلال العامين المقبلين سوى إيجاد مخرج لهذه المعضلة، بما في ذلك السعى إلى بعض التسوية مع الصين، ورسم مسار العلاقات مع روسيا أيضًا".

ونقلت المجلة عن محللين قولهم إن أزمة المنطاد "لا تبشر بالخير لبقية العام في العلاقات الأمريكية الصينية"، مشيرين إلى أن العام الجاري "سيكون أكثر عدوانية ومواجهة خارجية للصين، مع عودة الحياة الطبيعية بعد رفع قيود كورونا؛ ما يعني أن المنافسة بين واشنطن وبكين ستشتد أكثر من أي وقت مضى".

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا