آخر المواضيع

تقرير: ما بعد زلزال تركيا وسوريا .. جملة مآسي رافقته مئات القصص الإنسانية من تحت الأنقاض

 

تقرير ما بعد زلزال تركيا وسوريا .. جملة مآسي رافقته مئات القصص الإنسانية من تحت الأنقاض


في جملة المآسي التي رافقت وأعقبت زلازل شرق المتوسط الأخيرة، ظهرت مئات القصص الإنسانية من تحت الأنقاض، بينها حادثة الأم الشابة، التي فاجأها مخاض الولادة تحت الردم، وسلمت وليدها لفرق الإنقاذ التي وصلت إليها، ثم أسلمت الروح إلى بارئها، وتركت وليدها لحياة تنتظره بآلامها وآمالها.


جملة مآسي رافقته ومئات القصص : 

مصيرهما مجهول ووالداهما توفيا.. صورة طفلين تفطر القلب بتركيا


لا أحد يعلم مصير طفلين عُلقت صورتان لهما على شجرة بالقرب من مبنى سكني كانا يعيشان فيه بمدينة كهرمان مرعش التركية التي ضربها الزلزال.

وفي إحدى الصورتين، يبتسم رضيع يرتدي زياً برتقالي اللون، بينما في الأخرى يظهر طفل أكبر سناً داخل حمام سباحة وهو ينظر بفخر إلى الكاميرا.

ويوضح بايرام ناجار، أحد الناجين من الزلزال، بينما كان ينتظر مع آخرين من سكان المنطقة فيما يقوم حفار بإزالة كومة ضخمة من الركام: "لقد توفي والداهما".

وأضاف أن جثتي والدي الطفلين ما زالتا تحت الأنقاض، وتابع بالقول "نأمل أن نجد الوالدين بعد أن تزيل الحفارات الركام".


ويعتقد ناجار أن هناك عشر جثث تحت الأنقاض لكنه لا يعلم إن كان الطفلان من بينها.

وارتفع إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا جراء الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي إلى أكثر من 41 ألفا، ويحتاج الملايين الآن إلى مساعدات إنسانية بعد أن باتوا بلا مأوى وسط طقس قارس البرودة.

وتُظهر لقطات بطائرة مسيرة لمدينة كهرمان مرعش، الواقعة بالقرب من مركز الزلزال، حجم الدمار الناتج عن الكارثة التي سوت مباني بالأرض وأجبرت الأسر على اللجوء لخيام تم نصبها في استاد المدينة.

وقال علي جيفيك، وهو من سكان المنطقة ويعيش حالياً في خيمة "نأمل في العودة إلى منازلنا. لقد كان زلزالا كارثيا ومُصاب الناس هائل. الناجون ما زالوا مذعورين لكن رغم كل شيء نحن ما زلنا صامدين".

انهار عليها المنزل مرتين! قصة أم سورية نجت مع طفلها من زلزالين بأعجوبة


كشفت الجمعة الطبية السورية الأمريكية عن نجاة أُم سورية وطفلها بأعجوبة انهار عليها المنزل مرتين؛ الأولى قبل ولادته، والثانية بعدها، بسبب الزلزال المدمِّر الذي وقع في سوريا وتركيا، وأودى بحياة عشرات الآلاف في البلدين، بحسب ما نقله الخميس 16 فبراير/شباط 2023، موقع The Daily Beast الأمريكي.

في المرة الأولى التي أُنقذت فيها "ديما" من تحت أنقاض منزلها المنهار جزئياً في شمال سوريا، كانت لا تزال حاملاً بطفلها، في شهرها السابع. 

من حُسن حظها أنها أُخرجت على قيد الحياة، ونُقلت إلى مستشفى في عفرين السورية تديره الجمعية الطبية السورية الأمريكية؛ حيث أنجبت ابنها عدنان الإثنين 13 فبراير/شباط 2023.
بسبب نقص المساعدات التي تتدفق إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، لم يكن أمام ديما وزوجها وعدنان خيار سوى العودة إلى المبنى المدمر، حيث حاولا خلق ملاذٍ دافئ للمولود الجديد. 

في مقطع فيديو عن قصتها نشره حساب الجمعية الطبية السورية الأمريكية على "فيسبوك"، قالت ديما: "بعد أن أنجبت، عُدنا إلى المنزل ذاته".
لم تكَد الأسرة تستقر مرة أخرى، حتى ضربت توابع الزلزال المنطقة؛ ما تسبب في مزيد من الانهيار للمبنى، وحصار ديما وطفلها وزوجها تحت الأنقاض للمرة الثانية.

أُنقذت ديما مجدداً، لكنها هذه المرة في حالة حرجة مع إصابات في أسفل ظهرها. وسرعان ما نُقِلت مع الطفل، الذي كان يعاني من الجفاف الشديد واليرقان، إلى المستشفى؛ حيث يمكث الرضيع الآن في حالة حرجة، لكنه يستجيب للعلاج.

علّق طبيب الأطفال الذي يعالج الطفل لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) هذا الأسبوع، قائلاً: "حالة عدنان تحسنت بشكل ملحوظ.. نحن فقط نطعمه ونوفر بقية احتياجاته من خلال القطرات الوريدية".

سُمح لـ"ديما" بالخروج من المستشفى، وهي تعيش مع زوجها الآن في أحد المخيمات مع 9 من بنات وأبناء إخوتها، الذين فقدوا والديهم في الكارثة. 

في آخر إحصائية لضحايا الزلزال، فقد لقيَ مصرعه أكثر من 41 ألف شخص في كل من سوريا وتركيا، وتعرض مئات الآلاف لإصابات مختلفة، في حين تعرض عشرات الآلاف للتشرد جرّاء الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، ووقع الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.

من جانبها، أوضحت الجمعية الطبية السورية الأمريكية أن ديما ترتحل إلى المستشفى يومياً لزيارة طفلها وإطعامه رغم إصابتها. 

حذرت الجمعية من أنَّ العودة المبكرة إلى الأبنية غير الآمنة يمكن أن تؤدي إلى نتائج "كارثية".

يُذكر أن المساعدات الإغاثية لم تصل إلا بشكل محدود إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، لا سيما أن غالبية المساعدات التي وصلت إلى سوريا تحت سيطرة النظام السوري الذي اتهمته تقارير إعلامية عدة بسرقتها.

رغم مرور أكثر من 11 يوماً على وقوع زلزال تركيا وسوريا، لا تزال فرق البحث والإنقاذ تعثر على ناجين تحت الأنقاض، من شقيقين خرجا حيَّين بعد 200 ساعة إلى زوجين تم إنقاذهما بعد أكثر من ذلك، ورجل أنقذته ثلاجة وخزانة.

وعلى الرغم من هول الكارثة الطبيعية التي أودت بحياة أكثر من 41 ألف شخص في تركيا وسوريا، وحقيقة أن بروتوكول الإنقاذ الخاص بالزلازل يستبعد وجود ناجين تحت الأنقاض بعد 5 إلى 7 أيام، فإن المعجزات الصغيرة تتوالى في المناطق المنكوبة.

مراكز إيواء مؤقتة
وتعمل المنظمات الإغاثية العاملة في الشمال السوري على تجهيز مراكز إيواء مؤقتة لإيواء المتضررين ومعالجتهم صحياً ونفسياً، لكن توقف الدعم قبيل وقوع الكارثة على معظم الجهات شمال سوريا، فاقم المأساة وأصبحوا عاجزين عن فعل أي شيء ممّا ترك الآلاف في العراء لمواجهة مصيرهم؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن الخدمات المقدمة تقدر بنحو 5% فقط من الاحتياجات، وفق مسؤولين إغاثيين.

وفي السياق، تقول الطبيبة "نور مستو"، وهي طبيبة وعاملة في مشفى "شفق" في مدينة معرة مصرين، إن الزلزال تسبب بوفاة 10 صيادلة وطبيبين، بالإضافة إلى عدد من الكوادر الصحية التمريضية، مؤكدةً أن المستشفيات تعاني من نقص الكوادر الطبية، فضلاً عن نقص في الأسرة، وكذلك التخصصات والجراحة العصبية والجراحة العظمية.


وأكّدت أن المشافي في شمال غربي سوريا بحاجة ماسّة إلى كوادر طبية ومستهلكات طبية عاجلة، ومسكنات الألم وأجهزة العناية المشددة وأسرة مجهزة. مدينة عفرين شمال حلب، إنه منذ بداية عام 2022 تعمل كوادر المنظمة الطبية بشكل تطوعي ضمن منشآتها لتقديم الخدمات الطبية لسكان شمال سوريا، وتزامنت الفترة الماضية مع ارتفاع في عدد القبولات الوافدة لهذه المنشآت بسبب الأمراض الموسمية والانتشار الكبير لمرض التهاب القصيبات الشعري ووجود موجة جديدة من جائحة كورونا، حيث بلغت نسبة الإشغال في هذه المنشآت 100%.

يقول الطبيب "مصطفى خلوف"، العامل في منظمة الأطباء المستقلين: "في أعقاب الزلزال المدمر، بلغت الاحتياجات الطبية مستويات هائلة في شمال غرب سوريا؛ إذ زاد الزلزال من معاناة الكوادر الطبية ومنشآتهم التي ما زالت تكافح من السنوات الأولى للحرب، والتي كانت مليئة قبيل وقوع الكارثة بالمصابين بفيروس (كورونا) الذي اشتدت موجته مع انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى مرض (الكوليرا)، فكان السؤال الذي حيّر الكثير: كيف تم استيعاب الأرقام الضخمة من المصابين في ظل العواقب الهائلة للزلزال، وكيف ارتقت إلى المستوى المطلوب وساعدت الجرحى وأمّنت أسرّة لهم واعتنت بهم".

ونوّه "خلوف" إلى أن العمل يقتصر في الأماكن الطبية على التدبير الإسعافي للحالات الوافدة فقط، ما جعلنا مكتوفي الأيدي عن معالجة بعض الإصابات الحرجة قليلاً.

أكثر من 200 ساعة تحت الأنقاض.. إليكم قصصاً أغرب من الخيال يرويها ناجون من زلزال تركيا وسوريا

رغم مرور أكثر من 11 يوماً على وقوع زلزال تركيا وسوريا، لا تزال فرق البحث والإنقاذ تعثر على ناجين تحت الأنقاض، من شقيقين خرجا حيَّين بعد 200 ساعة إلى زوجين تم إنقاذهما بعد أكثر من ذلك، ورجل أنقذته ثلاجة وخزانة.

وعلى الرغم من هول الكارثة الطبيعية التي أودت بحياة أكثر من 41 ألف شخص في تركيا وسوريا، وحقيقة أن بروتوكول الإنقاذ الخاص بالزلازل يستبعد وجود ناجين تحت الأنقاض بعد 5 إلى 7 أيام، فإن المعجزات الصغيرة تتوالى في المناطق المنكوبة.

فبعد أن ظل الشقيقان عبد الباقي ينينار وشقيقه محمد أنيس ينينار مدفونيْن 200 ساعة تقريباً تحت أنقاض بنايتهما المنهارة في مدينة كهرمان مرعش التركية التي دمرها الزلزال، تم إخراجهما حيَّين من تحت الركام، بحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

زلزال تركيا وسوريا.. معجزات في وقت "كارثة القرن"
تمكَّن عمال الإنقاذ من إخراج عبد الباقي (21 عاماً) وشقيقه محمد أنيس (17 عاماً) من تحت أنقاض الخرسانة يوم الثلاثاء 14 فبراير/شباط، أي بعد 8 أيام من وقوع زلزال تركيا وسوريا، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر ودمَّر بلدات كاملة.

وخلال هذه الساعات الطويلة، ظل الأخوان على قيد الحياة بتناول مكمِّلات البروتين المخصصة لبناء الأجسام، وشرب البول، والتقاط جرعات من الهواء. وكانت تلك واحدة من عدد من عمليات إنقاذ معقدة وبعيدة الاحتمال في مدينة كهرمان مرعش، جرت على مدار أكثر من 11 يوماً.

وقبل ساعات من انتشالهما من تحت الأنقاض، توصل عمال الإنقاذ إلى وجود أحياء وبدأت عملية حفر دقيقة للوصول إلى مكانهما بالتحديد دون أن تتسبب عملية إزالة الأنقاض في سد منافذ الهواء أو انهيار كتل خرسانية ضخمة عليهما. وبعد أن تمت عملية إنقاذهما بنجاح، بشر عمال الإنقاذ الأخوين ينينار بأنهم انتشلوا والدتهما أيضاً قبل يومين، وأنها تتلقى العلاج من إصابة بساقها في مستشفى بمدينة قيصري.

وفي كهرمان مرعش أيضاً، حفرت فرق الإنقاذ نفقاً بطول 5 أمتار عبر أطنان من ركام الجدران والأرضيات والأنابيب المتساقطة للوصول إلى امرأة تحت الأنقاض، وقد بُثَّت عملية الإنقاذ على الهواء مباشرة.

وفي جنوبي المدينة، شارك طاقم متطوع من عمال المناجم في عملية إنقاذ أخرى، فأثنى عليهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً إن العمل الذي بذلوه في حفر"الأنفاق لإخراج أبنائنا (من تحت الأنقاض) كان عملاً غير عادي"، وأعمالهم هذه  "لن تمحى من ذاكرتنا أبداً".

معجزات الإنقاذ هذه جاءت كلحظاتٍ مختلسة من الانتصار في غمار فترة من أشد الفترات كآبة في تاريخ تركيا، بعد الزلزال الذي قال أردوغان إنه جدير بأن يوصف بـ"كارثة القرن".

وفي هذا السياق، حرصت وزارة الدفاع التركية والمحطات التلفزيونية الوطنية على نشر ما توفر لها من لقطات لعمليات الإنقاذ والاحتفاء بأخبار الإنقاذ السارة. ففي مدينة أديامان، تمكن عمال الإنقاذ من رفع الأنقاض عن شاب يُدعى محمد جعفر شتين (18 عاماً)، ونقله إلى المستشفى. وقالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن الفرق تمكنت مساء الثلاثاء 14 فبراير/شباط من إنقاذ رجل آخر يُدعى رمضان يوجل ويبلغ من العمر 45 عاماً.
وفي المدينة نفسها، بثت وكالة أنباء الأناضول لقطات مباشرة لعملية إنقاذ عائشة جول باير (35 عاماً)، وقد تابع المشاهدون في ترقبٍ فرق الإنقاذ وهي تحفر نفقاً بطول 5 أمتار للوصول إليها عبر الأنقاض.

وفي كهرمان مرعش أيضاً، تمكن عمال الإنقاذ من إخراج محرم بولات (32 عاماً) وزوجته هدية بولات من تحت الأنقاض بعد 203 ساعات من وقوع الزلزال. وقالت إذاعة TRT  الحكومية إن طاقماً متطوعاً من عمال المناجم عثر في مقاطعة زونغولداك بمدينة أنطاكيا على أمينة أكجول (26 عاماً)، واستطاع نقلها إلى بر الأمان.

إنقاذ نساء وطفلين من تحت أنقاض الزلزال بعد 9 أيام
وتستمر حالات الإنقاذ الأقرب إلى المعجزات، إذ تم انتشال ثلاث نساء وطفلين أحياء وسط الأنقاض، بعد تسعة أيام من كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا ومناطق في سوريا.

فقد انتشل رجال الإنقاذ مليكة إمام أوغلو، البالغة من العمر 42 عاماً، وجميلة كيكيج، البالغة من العمر 74 عاماً، من تحت الأنقاض في بلدة كهرمان مرعش التركية. وجاء إنقاذهما في الوقت الذي كانت فيه فرق البحث والإنقاذ قد بدأت توجه انتباهها إلى تنظيف المدن التي دمرها الزلزال، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC. وذكرت وسائل الإعلام التركية أنه عندما عُثر على مليكة إمام أخبروها أنها كانت "رائعة".

وفي أنطاكيا، وهي مدينة تركية أخرى تضررت بشدة من الزلزال، أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن أماً وطفليها انتشلوا أحياء من تحت الأنقاض. يأتي ذلك في وقت أصبح من الصعب العثور على ناجين من الزلزال الذي وقع في 6 فبراير/شباط، وتجاوز العدد الإجمالي للقتلى حتى الآن 41 ألف قتيل.

ومن سوريا حيث كان حسن ونجوى حبيبين يعيشان إلى تركيا حيث كانا يعيشان حياةً بعيدة عن خطر الحرب، وبينما كانا نائمين ليلة 6 فبراير/شباط انهار كل شيء، حين بدت الأرض كأنها تزأر والجدران والسقف انهارت فوقهما. تتذكر نجوى (27 عاماً)، الاستيقاظ لتجد جثة حسن (37 عاماً)، ملفوفة حولها. وحتى في الموت، أنقذها هي وطفلهما الأصغر، ماجد، الذي كان لا يزال نائماً بين ذراعيها.

ويوم الجمعة 10 فبراير/شباط، استلقت نجوى، الملتفة تحت بطانية من الصوف، وظهر عليها الارتباك، وعيناها داكنتان من التعب. وقالت بصوت خافت: "لقد مرت خمسة أيام.. من الصعب تصديق ذلك".

أما حسين بربر، التركي البالغ من العمر 62 عاماً والمصاب بداء السكري، فقد روى كيف بقي على قيد الحياة لأكثر من أسبوع تحت أنقاض منزله قبل أن يتم إنقاذه لتصبح قصته إحدى القصص العديدة الرائعة في تلك الكارثة.

فالأطباء يقولون إن البشر يمكنهم البقاء على قيد الحياة لأيام دون ماء؛ لكن هناك متغيرات عديدة تتعلق بحجم الإصابات التي لحقت بهم جراء انهيار مبنى ومدى سخونة أو برودة الجو بالخارج. ويقول رجال الإنقاذ إن بقاء أي شخص حياً بعد خمسة أيام يعد معجزة.


ومع ذلك نجا بربر بعد 187 ساعة من الزلزال حيث شكلت ثلاجة (براد) وخزانة دعامتين لجدران شقته التي كانت بالطابق الأرضي، وبقي له كرسي بذراعين يجلس فيه وبساط يبقيه دافئاً. وكان لدى الرجل زجاجة ماء واحدة عندما نفد ماؤها شرب بوله.

وتحدث بربر لرويترز من سرير في مستشفى بمدينة مرسين، على بُعد نحو 250 كيلومتراً من المبنى السكني الذي كان يتكون من 15 طابقاً وانهار في مدينة أنطاكية بإقليم هاتاي جنوب تركيا، حيث تعرض نصف المباني إما للدمار أو لأضرار بالغة. وتم إدخاله المستشفى الثلاثاء 14 فبراير/شباط.

قال بربر إنه كان محاطاً بأقارب في غرف مختلفة بشقته، ويعتقد أنهم تمكنوا جميعاً من البقاء على قيد الحياة. وأضاف: "عندما وقع الزلزال، وقفت على الفور، حفيدي كان نائماً بجواري. نظرت حولي، وأضاء ابني النور وأخذ مصباحاً يدوياً وقال: أبي.. إنه زلزال!.

"وعندما ضرب الزلزال للمرة الثانية، انهار السقف، لكنه لم يمسني. جثمت على الفور وجلست. سقط الجدار على الثلاجة والخزانة. كنت عالقاً هناك. كان هناك بساط. أخذته ووضعته فوقي… رأيت ما يشبه الكرسي بذراعين، صعدت فوقه وأخذت البساط وجلست هناك".

وتابع قائلاً: "صرخت، صرخت وصرخت.. لم يسمعني أحد. صرخت كثيراً لدرجة أن حلقي آلمني. أعتقد أن ابننا أخرج الأطفال… كنا خمسة، أنا وابني كنا في غرفة النوم". وأوضح أنه وجد دواء السكري الخاص به وزجاجة ماء على الأرض، مضيفاً: "بعد ساعة، أخذت زجاجة الماء وشربتها. معذرة، تبولت فيها وتركتها تهدأ. شربتها عندما بردت.. أنقذت نفسي بذلك".

عندما لامست يده يد رجل الإنقاذ
قال أحد أعضاء فريق الإنقاذ الطبي التركي إن بوسع من هم تحت الأنقاض البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمدة تصل إلى خمسة أيام. وأضاف: "أي شيء يتجاوز خمسة أيام يعد من المعجزات".

وأوضح دينيز جيزر، أخصائي الباطنة في مستشفى مدينة مرسين، أن إحدى أكبر مشاكل البقاء على قيد الحياة هي البرد. وقال لرويترز: "لكن بعض المرضى بقوا في مناطق مغلقة، بالتالي تمكنوا من العيش تحت المباني، في مساحات صغيرة ومغلقة. بعضهم كان بحوزته ماء".

أما عن شرب البول، فقال جيزر إنه لا يُنصح به. وتابع قائلاً: "بما أن البول مادة سامة، لا ننصح مرضانا بشربه؛ لأنه لا يلبي احتياجاتهم من المياه على أي حال، كما أنهم يتناولون مواد سامة".

وقال بربر، من سريره بالمستشفى، محاطاً بآلات التنبيه، إنه ظن أنه لن ينقذه أحد، وأضاف: "كنت هنا، كانوا هناك. تسلقت بجوار الخزانة، مددت يدي إلى السقف لكن لم يتسنَّ لي لمسه. لكن على الجانب الآخر من الغرفة كان السقف قد انهار على السرير. ابننا أحضر ثلاثة حفارين، كانوا يحفرون، كنت أصطدم بالسقف ورأيته مثقوباً، وسمعت صوتاً، وصرخت.. شخص ما مد يده فالتقت بيدي. أخرجوني من هناك. الفتحة التي خرجت منها كانت صغيرة للغاية. أخافني ذلك قليلاً. لا أتذكر أي شيء بعد أن أخرجوني. تم إنقاذي وخرجت وأردت الماء والطعام، لاسيما الماء.. لم آكل أي شيء فلم يكن هناك شيء لآكله".


وتابع بربر: "… معناها أنني عملت حسنات مع الله، عشت في مكة لسبع سنوات، كنت أؤدي الحج والعمرة والصلوات، للجميع وليس لأهلي فقط.. أعتقد أنه بسبب ذلك أنقذني الله".

وقال كاجلار أكسوي كولاك، الطبيب في مستشفى مدينة مرسين، إن الأطباء يقدمون "علاجاً داعماً" فقط لبربر. وأضاف: "ليس به كسور في العظام، حالته العامة جيدة إلى حد ما… مريضنا خرج في حالة جيدة للغاية".

وبدأ عمال الإنقاذ الأجانب الذين وصلوا إلى تركيا بعد فترة وجيزة من وقوع الزلزال في حزم أمتعتهم والعودة إلى ديارهم، بينما يحوّل السكان المحليون تركيزهم إلى تنظيف الركام. ويترتب على الناجين الآن البدء في إعادة بناء حياتهم، وشجعت الحكومة التركية الناس على العودة إلى ديارهم إن أمكن، بعد أن أعلنت السلطات أنهم بأمان، لكنَّ الكثيرين فقدوا منازلهم ويعيشون في مخيمات مؤقتة.

لعبة الزلزال.. الأطفال الناجون يبتكرون طرقا للتعايش مع الصدمة


قالت معلمة تركية إن الأطفال المشردين بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي بدأوا يلعبون لعبة أسموها "الزلزال" مستخدمين لبنات البناء، في خطوة تكشف محاولتهم استيعاب ما حدث ومواجهة قلقهم المستمر من الهزات الأرضية.

وقالت المعلمة بشرى جيفليك: "يتحدثون عن الزلزال. يضعون لبنات البناء بعضها فوق بعض ويتساءلون: هل هذا سيصمد أمام الزلازل؟ هل هو مستقر؟". وتتعهد جيفليك بالرعاية لنحو 22 طفلاً في فصل دراسي مؤقت على متن عبارة تحولت إلى عيادة وملاذ في ميناء إسكندرون.


ويلعب الأطفال أيضاً بمجسمات لسيارات الإطفاء على هيئة لعبة. وقالت جيفليك: "يقولون علينا الذهاب إلى (منطقة) الزلزال بسرعة".

وارتفع إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا إلى أكثر من 41 ألفا، ويحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية بعد أن أصبحوا بلا مأوى وبدون وسائل الراحة الأساسية.

من جهتها، قالت حسيبي إبرو، وهي أخصائية نفسية تعمل على متن العبارة، إن أشخاصاً آخرين كانوا يجهشون بالبكاء ويعانون من صعوبة في النوم.

وأضافت: "إنني أقول (للناجين من الزلزال) إن ما يمرون به طبيعي وإن هذه الأعراض ستنخفض تدريجياً بمجرد العيش في بيئة آمنة".

وقالت إبرو: "هذا يشعرهم بالهدوء حقاً. إنهم يشعرون بالارتياح عندما يعلمون أنهم لن يفقدوا رشدهم، فهم في الواقع عاقلون وهذا شيء سيلاحظه أي شخص عادي. نحن نراقبهم طوال اليوم".

وأضافت أن الآثار طويلة المدى على الصحة العقلية لا يمكن إدراكها إلا بمرور الوقت حيث يعالج الناس الصدمات بطرق مختلفة.

وأشارت إلى أن حجم الصدمات التي عانى منها الناجون لا يصدق. وانتشل رجال الإنقاذ بعض الناجين من تحت الأنقاض بعد قضائهم ساعات في البرد والظلام ليكتشفوا بعد ذلك وفاة أفراد أسرهم أو أنهم لا يزالون في عداد المفقودين، وأن الأحياء المزدحمة التي كانوا يعيشون فيها تحولت إلى أكوام من الركام.

وقال الأطباء إن أعداد المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ونوبات الصرع بعد الزلزال آخذة في الزيادة.


نامت إلى جانب جثة ابنها.. مشهد صاعق لأم سورية مكلومة


منذ كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا فجر السادس من الشهر الجاري، وآلاف بل ملايين السوريين والأتراك ينامون فوق أنقاض بيوتهم وإلى جانب جثث أحبائهم حتى.

وعلى مدى الأيام الماضية، تداول العديد من الناشطين السوريين مشاهد تفطر القلوب لآلاف النازحين الذين مكثوا في الخيام أو حتى على الطرقات بعد أن غمرهم الركام.

ومن تلك المشاهد المؤثرة،صورة قيل إنها لامرأة سورية تنام إلى جانب جثة ابنها، التي لفت بكيس أسود بانتظار دفنه في مقاطعة هطاي جنوب تركيا. فيما لم نتمكن من التأكد من هوية ملتقط الصورة أو صحتها.

العثور على أحبائهم

ويتخوف العديد من السوريين والأتراك الذين نكبوا بتلك الفاجعة من عدم العثور على أحبائهم المفقودين، أو ربما دفنهم من قبل السلطات المعنية على عجل قبل تعرف الأهالي على الجثامين، لاسيما وسط قلق متنام من انتشار الأوبئة والأمراض في المناطق المدمرة.

وكان مراسل العربية في هطاي أفاد سابقاً بأن السلطات التركية المحلية حفرت مقبرة جماعية لدفن مئات الجثث، مشيراً إلى وضع أرقام على الشواهد فقط دون الأسماء لتعذر التعرف على العديد من جثث الضحايا.

كما أوضح حينها أن فرق الإنقاذ التركية تقوم بتصوير الجثث وإعطائها أرقاماً قبل دفنها، لاسيما تلك التي لم يتم التعرف عليها أو التي لم يطالب بها أحد حتى الساعة.

يشار إلى أن عدد المفقودين تحت أنقاض الزلزال المزدوج الذي ضرب 10 مناطق في الجنوب التركي، لا يزال غير محدد رسمياً، فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن المفقودين، بينما بلغ عدد الضحايا أكثر من 42 ألفا.

صورة تخطف القلوب.. بائع غزل البنات الصغير يبتسم وسط الدمار


وسط كم المآسي والخراب والموت الذي شهده الشمال السوري جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا فحجر السادس من الشهر الحالي، بعثت صورة يتيمة بارقة أمل بين السوريين.

فقد التقطت لحظات فرح قليلة من حلب، لطفل يبيع غزل البنات وسط الركام والأنقاض، وكأن لسان حاله يقول "لن تقتلنا الصعاب".

وظهر الصبي واقفاً وراء كرسي متحرك مدمر، يبيع حلوى غزل البنات، والبسمة تعلو وجهه، وتحيط به الأنقاض في قرية الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة حلب شمال غرب سوريا.

يعيشون جحيماً
يأتي هذا فيما تعاني المنطقة من آثار الدمار الهائل الذي لحق بها جراء الكارثة، وسط تحذيرات من شح المساعدات و انتشار الأوبئة أيضا.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعربت أمس الاربعاء عن قلقها بشأن وضع السكان في شمال غرب سوريا. وأكد مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية في إفادة صحفية من جنيف أن "تأثير الزلزال كبير على المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، لكن الخدمات موجودة ويمكن الوصول إلى هؤلاء الأشخاص (المتضررين). لكن النظام الصحي في الشمال هش بصورة هائلة، والناس يعيشون جحيما.

يشار إلى أن الحرب التي تقسم البلاد منذ أكثر من عقد، عرقلت خلال الأيام الماضية، جهود توزيع المساعدات، وأعاقت محاولتين على الأقل لإرسال مساعدات عبر الخطوط الأمامية إلى شمال غرب البلاد، لكن قافلة مساعدات وصلت إلى المنطقة خلال ليل أمس. فيما أعلن النظام السوري استعداده لفتح معبرين مع تركيا من أجل ادخال قوافل الإغاثة.


"خطر كامن" يهدد الناجين من الزلزال المدمر.. مهمة شاقة


بعد مرور أكثر من أسبوع على انهيار منزله في الزلزال المدمر الذي هز جنوب تركيا، لم يتخلص محمد أمين حتى الآن من التراب وبقع الوحل الملتصقة بجسده.

ولا يزال الشاب البالغ من العمر 21 عاما، مثل كثيرين غيره من الناجين من الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 41 ألفا في تركيا وسوريا، ينتظر فرصة للاستحمام مع نقص المياه النظيفة الذي تقول الهيئات الصحية الدولية إنه يشكل تهديدا للصحة العامة.

وقال أمين، الذي يدرس التصميم الجرافيكي، بينما يحمل أدوية الإنفلونزا التي حصل عليها من عيادة في ملعب يُستخدم كمخيم للنازحين في مدينة كهرمان مرعش "لم يُمكننا الاستحمام منذ وقوع الزلزال".

وبعدما تسبب زلزالان بقوة 7.8 و7.6 درجة، الاثنين الماضي، في إلحاق أضرار بالكثير من البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو تعطيلها، تواجه السلطات الصحية التركية مهمة شاقة تتمثل في محاولة إبعاد الأمراض عن الناجين، وكثيرون منهم بلا مأوى.

وقال الطبيب أكين حاجي أوغلو إن ما بين 15 و30 من المتخصصين في الإسعافات الطبية يديرون العيادة، وهي الوحيدة في المخيم الذي يخدم ما يصل إلى 10 آلاف شخص خلال النهار.

وأضاف حاجي أوغلو أنهم يقدمون لقاحات الوقاية من التيتانوس للسكان الذين يطلبونها، كما يوزعون مستلزمات النظافة الشخصية مع الشامبو ومزيل العرق والمناشف الصحية والمناديل المبللة.

لكن أمين قال إنه لا يوجد رشاشات مياه للاستحمام في المخيم أو بالقرب منه وإن المراحيض الستة الموجودة في الملعب لا تكفي لتلبية الحاجة.

ويقيم عارف كريتشي (42 عاما) في نفس الملعب منذ أن تمكن من الخروج وإخراج والدته من تحت أنقاض منزلهما المنهار يوم الزلزال.

وقال إنه لم يستحم أو يغير ملابسه مثل العديد من سكان المخيم الآخرين الذين تحدثت إليهم رويترز.

وفي مدينة أنطاكية جنوبا باتجاه الحدود السورية، توجد أدلة على وجود أعداد أكبر من المراحيض المحمولة مقارنة بالأيام الأولى للزلزال، لكن العديد من السكان يقولون إن هناك حاجة إلى المزيد منها.

وقال باتير بيرديكليشيف ممثل منظمة الصحة العالمية في تركيا إن نقص المياه الجارية والنظيفة "يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تعيش مسبباتها في المياه (الراكدة) وتفشي الأمراض المعدية".

وذكر أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع السلطات المحلية لتكثيف أعمال الرصد تحسبا لظهور الأمراض المنقولة بالمياه والإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 بين النازحين.

خبراء يحذّرون من أضرار نفسية تلاحق الناجين من زلزال تركيا: معالجتها أولوية


حذَّر علماء نفس من أن الجراح العاطفية التي لا تظهر على وجوه الناجين من زلزال تركيا، ستكون بحاجةٍ لاهتمامٍ وعلاج عاجل، لا يقل أهمية عن العلاج الطبي إو إعادة إعمار المنازل المهدمة، بحسب ما قاله موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023. 

وتسارع جماعات الإغاثة لإرسال الطعام والأموال إلى المناطق التي ضربتها الكارثة، بينما يقول الخبراء إن الدعم النفسي للمتضررين بشكلٍ مباشر، خاصةً من الأطفال، يُعد ضرورياً بالقدر نفسه من أجل تعافيهم أيضاً.

حيث قال نافزات أوزير، مدير مكتب السياسات الاجتماعية والأسرية في أضنة، للموقع البريطاني: "يجب أن ندعم البالغين الذين نجوا ووصلوا إلى الخيام، وكذلك الأطفال الذين يبحثون عن أفراد عائلاتهم البالغين الذين يشعرون بالارتياح معهم".

وأضاف أن الجميع يحتاجون إلى عنايةٍ وثيقة وكثير من الحب، سواءً كانوا من الرضع الذين أُنقِذوا بأعجوبة أو من الأطفال الذين يعيشون في مدن الخيام الآن.

وفي المعسكرات التي نصبتها رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، نستطيع رؤية البالغين المنكوبين في أثناء جلوسهم أمام بيوتهم المؤقتة، بينما يلعب الأطفال بأي شيء يمكنهم العثور عليه في الجوار. لكنهم ينفجرون في نوبات ضحك مفاجئة تكسر أجواء الكآبة المخيمة على المكان.

أوضح أوزير: "تترك الزلازل ندوباً جسدية بالطبع، لكن الأثر النفسي مدمرٌ بقدر الأثر الجسدي".

وأفاد عالم النفس بأن الكوابيس، ولقطات استرجاع الذكريات، والقلق الشديد تُعَدُّ من أكثر علامات الصدمة شيوعاً. بينما تُعَدُّ أعراض كالبكاء، أو الارتعاش، أو الهدوء المخيف بمثابة مؤشرات خطر في عيون مقدمي المساعدة النفسية.

ولا شك في أن درجة الصدمة التي تعرض لها الناجون هائلة. إذ جرى انتشال البعض بعد قضاء ساعات في البرد والظلام، ليخرجوا ويكتشفوا أن أفراد عائلاتهم أصبحوا موتى أو مفقودين. بينما تحوّلت الأحياء المزدحمة التي كانوا يقطنونها إلى أكوام من الخرسانة المحطمة.

4 لاعبات من فريق واحد و5 ناشئين وقائد منتخب كرة اليد.. وفاة مزيد من الرياضيين في زلزال تركيا


أعلن الاتحاد التركي لكرة الطائرة وفاة أربع لاعبات من فريق واحد، في الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا قبل أيام.

تزداد حصيلة ضحايا الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، كل يوم، بعد انهيار آلاف المباني، ومن بينها الفنادق، فوق ساكنيها والمقيمين فيها.

وفاة مزيد من الرياضيين في زلزال تركيا

وكشف اتحاد الطائرة التركي، أن 4 لاعبات من فريق راسوس كيميا هاتاي توفوا في الزلزال، وفق ما نشره موقع hurriyet التركي.

وعدّد الموقع أسماء اللاعبات الضحايا وهن غوزدي أوزتورك، وأحسن باش، وديليك موكوك، وإريم كورت أوغلو.

وقال الاتحاد التركي في بيان: "ببالغ الحزن علمنا بوفاة لاعبات من فريق راسوس كيميا هاتاي لكرة الطائرة: غوزدي أوزتورك، وديليك موكوك، وأحسن باش، وإريم كورت أوغلو، في كارثة الزلزال".




وأضاف: "رحم الله رياضينا وجميع مواطنينا الذين فقدوا أرواحهم، تعازينا لأهاليهم ولأمتنا، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل.. التعازي لمجتمعنا".

إلى ذلك شيّع الوسط الرياضي في تركيا جثمان جمال كوتاهيا، قائد المنتخب التركي لكرة اليد، وكرة اليد الشاطئية، وابنه غانار، البالغ من العمر 5 سنوات، اللذين توفيا جراء الزلزال.

ونُقل جثمان كوتاهيا من مدينة هاتاي، حيث كان يُقيم، إلى مسقط رأسه في قونية، ليتم مواراته الثرى في مقبرة كورتولوس بمنطقة ميرام.

وقال أوغور كيليتش، رئيس الاتحاد التركي لكرة اليد، والذي حضر الجنازة: "الرياضة التركية ونحن في كرة اليد خسرنا رياضياً وطنياً موهوباً للغاية".


 

وأضاف: "نحن آسفون جداً لعائلته، من الصعب التعبير بالكلمات، أتمنى أن يكون مكانهم في الجنة، علينا جميعاً أسرته وأصدقائه من جميع الفرق، التحلي بالصبر".

أما أوكان هالاي، مدرب منتخب تركيا لكرة اليد، فقال: "لقد كان قدوة للاعبينا الصغار، كان الجميع يحبه، أعتقد أنه شخص لا يمكن الاستغناء عنه".

وتابع: "لا أدري كيف سنلعب من بعده، وكيف سندرب الصغار؟ نحتاج إلى دعم نفسي، لأن الحياة تستمر، لقد فقدنا صديقاً مهماً لنا، عسى أن يكون في الجنة".

وفاة 5 ناشئين من نادي بشكتاش

في هذه الأثناء، كشف نادي بشكتاش، المنافس في الدوري التركي لكرة القدم، عن وفاة 5 من لاعبيه الناشئين، الذين تدربوا في أكاديمياته المنتشرة بمدن البلاد.

وقال بشكتاش في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي: "لقد علمنا، ببالغ الحزن أن أراس غنار جورغينتش، وتونا أوسلوغلو، اللذين تلقيا تعليمهما في مدرسة بشكتاش جي كي في أضنة، وداود سولماز ومحمد علي أصلان وإردم أنيل أوكسوز، الذين تدربوا في مدرسة بشكتاش جي كي في أديامان، قد توفوا في كارثة الزلزال".

وأتم: "رحم الله متوفينا الرياضيين، تعازينا لأسرهم وأقاربهم وبلدنا بأسرها".

 تركيا.. إنقاذ رجل وزوجته بعد 209 ساعات تحت الأنقاض


تمكن فريق إنقاذ في تركيا من إنقاذ رجل وزوجته من تحت أنقاض مبنى منهار بعد 9 أيام على الزلزال المدمر الذي خلف عشرات آلاف الضحايا ومئات آلاف الجرحى في جنوب تركيا وشمال سوريا.

ونشرت وكالة الأناضول فيديو، الأربعاء، يظهر حوارا بين فريق الإنقاذ والرجل قبل إنقاذه، وقالت "إنقاذ رجل وزوجته بعد 209 ساعات من تحت الأنقاض بمدينة أنطاكيا في ولاية هطاي جنوب تركيا".


 ويظهر في الفيديو أن رجال الإنقاذ يسألون الرجل عن أهله ومن معه من ناجين، ويطمئنوه بأنهم سيخرجونهم، ووصفت الوكالة ما حدث بـ"معجزة في اليوم التاسع" بعد الزلزال".

 وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ بعد انهيار وتضرر آلاف المباني، وفي السياق تمكن فريق آخر من "إنقاذ سيدة أجنبية بعد 204 ساعات على مكوثها تحت أنقاض مبنى دمره الزلزال بولاية هطاي جنوبي تركيا"، ونشرت الوكالة فيديو للعملية.



 المدينة الصامدة: كيف أصبحت أرزين ملاذا للناجين من زلزال تركيا


في وقت انقلبت فيه الحياة رأسا على عقب جراء الزلزال في تركيا، ظلت مدينة صغيرة جنوب البلاد واحة من الأمان والحياة الطبيعية وتحولت إلى ملجأ يقصده الناجون من الزلزال.

وتنقل شبكة "أن بي سي نيوز" أن مدينة إرزين لم تشهد وفيات ولم ترَ أي انهيار للمباني في الزلزال القوي، ويعزو سكانها الفضل في ذلك إلى تصميم مبانيها، المعتمد منذ فترة طويلة والذي لا يسمح بالبناء الذي ينتهك قوانين البلاد.

وتنقل الشبكة عن سكان المدينة كيف أن المسؤولين أعلنوا ذات يوم أن هناك مباني تم بناؤها بشكل غير قانوني، ستهدم، ورغم غضب بعض السكان، إلا أن المسؤولين تمسكوا بموقفهم وقالوا إنه عند حدوث زلزال لن تنهار المباني.

وقال تيبيك أوغلو للشبكة إنه غير متأكد من سبب عدم قيام البلديات الأخرى بنفس الشيء، لكنه يشتبه في احتمال وجود صلات بين السياسيين المحليين والمقاولين، وقال إن اللوائح الحكومية الأكثر صرامة كان يمكن أن تحد من مثل هذه المأساة.

ويقول تيبيك إنه لا توجد أيضا مبان شاهقة في أرزين، مما يقلل من المخاطر.

وبحسب التقرير، كان المهندسون في تركيا يثيرون مخاوف بشأن المباني سيئة البناء منذ سنوات، نظرا لتعرض البلاد للزلازل الضخمة.

وتزايدت المخاوف بعد أن نص قانون عام 2018 على العفو عن المباني ذات البناء غير القانوني، مما يسمح باستخدامها طالما دفع أصحابها غرامة للدولة.

وتقع إرزين على بعد حوالي 70 ميلا أو نحو ذلك من مركز الزلزال، وقد غادر البعض إلى أرزين بحثا عن مأوى مع أقاربهم بعد الزلزال. ويعتقد السكان أن الجبال والتلال المحطية بإرزين حمتهم من الكارثة.

وبعد الزلزال، استمرت الحياة إلى حد كبير بالنسبة للسكان، حيث ظلوا يتناولون الطعام في المطاعم والمتاجر مفتوحة، في حين تركز الشرطة في وسط المدينة على توجيه حركة المرور بدلا من عمليات البحث والإنقاذ.

ومع سلامة طرقها وقربها من المناطق الأكثر تضررا، أصبحت أرزين نقطة تجمع للتبرعات، بما فيها الطعام والملابس، وفقا لتبيك أوغلو، الذي يشرف على الجهود في أحد مراكز التبرع. كما تقدم المدينة الإغاثة للوافدين الجدد إليها.

وتستمر حصيلة الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات، في الارتفاع وقد بلغت مساء الثلاثاء 39106 قتلى، هم 35418 في جنوب تركيا و3688 قتيلا في سوريا.

وتقع تركيا عند نقطة تلاقي ثلاث صفائح تكتونية، ما يفسر عدد الزلازل الكبير الذي تتعرض له، "عند تقاطع جزء كبير من التاريخ القديم المشترك للبشرية"، وفق قول أبارنا تاندون، مسؤول برنامج في المركز الدولي لدرس صون وترميم الممتلكات الثقافية.

"معجزة في اليوم التاسع".. كم يصمد الناجون تحت أنقاض الزلازل؟

استيقظ طبيب العظام السوري، محمد خليل (38 عاما)، فجأة في الرابعة و16 دقيقة يوم السادس من فبراير، وخرج إلى شرفة شقته في المبنى المكون من سبعة أدوار في مدينة كهرمان مرعش التركية التي كانت مركز الزلزال المدمر.   

"لا أتذكر إلا ثانيتين فقط مما حدث"، يقول خليل لموقع "الحرة"، حيث انهار المبنى رأسا على عقب، في الرابعة و17 دقيقة فجرا، وظل تحت الأنقاض لمدة 62 ساعة.  

بالصدفة

وبينما كانت إحدى الجرافات تزيح ركام المبنى لتفسح طريق الشارع للسيارات المارة، سمع السائق صوت صراخ فجأة، فخرج وطلب المساعدة للبحث عن ناج محتمل وسط الركام. 

كان خليل يصرخ من الألم بسبب إصابته خلال إزاحة الجرافة للركام، والذي أيقظه من غيبوبة، حيث كان فاقدا للوعي قبل هذه اللحظة.  

أخرج عمال الإنقاذ، خليل، من تحت الأنقاض في حالة سليمة، حيث كان غائبا عن الوعي، قبل أن تصيبه الجرافة خلال عملية إزالة بعض ركام المبنى. 

يقول صديقه طبيب العظام، نوار كردية، لموقع "الحرة" إن "خليل بقي سليما ليس فيه أي كسر، لأنه كان في زاوية معينة ضمن فراغ معين، ولم تكن الأوزان الثقيلة فوقه تضغط عليه مباشرة". 

ويضيف: "اضطربت وظائف الكلية لدى خليل لبعض الوقت لكن حالته تحسنت مع العلاج". 

تثير أخبار العثور على ناجين بعد أكثر من 200 ساعة من الزلزال المدمر الذي قتل أكثر من 41 ألفا في تركيا وسوريا في حصيلة أولية، التساؤلات حول إمكانية صمود هؤلاء الأشخاص. 

ناجون في اليوم العاشر

قالت وسائل إعلام تركية إنه جرى إنقاذ امرأة تبلغ من العمر 42 عاما من تحت أنقاض مبنى في مدينة كهرمان مرعش بجنوب تركيا اليوم الأربعاء، بعد 222 ساعة من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.


"أمر معقد"

وقال إن حساب المدة التي يمكن أن يصمد فيها الشخص تحت الأنقاض في الزلازل أمر معقد ويرتبط بعدة عوامل، أهمها صحة الشخص قبل حدوث الزلزال، ودرجة تحمله، وفييزولوجيا الجسد، والمكان الذي انحشر فيه بعد الزلزال، سواء كان ضيقا أم كان هناك ضغط على الجسم، ودرجة حرارة المكان". 

ويؤكد أن "الطقس البارد ساعد في عدم فقدان السوائل بسرعة بسبب عدم التعرق، أما الغذاء فالجسم يتحمل لفترة عدم الطعام"، مؤكدا في الوقت ذاته إلى أنه "دائما هناك أشياء نادرة وعجيبة وغريبة تحصل".  

ويقول عامل الإنقاذ التركي، عبد القادر بولاتوغلو، بعد انتشال أحد الناجين من تحت الأنقاض، في اليوم التاسع من الزلزال، الثلاثاء، إن "الإنسان يمكن أن يعيش تحت الأنقاض حتى 20 يوما تقريبا، لأن هذا ما حدث في زلزال إزمير وإسطنبول". 

وقال "أتذكر أنه تم العثور على أحياء بعد 18 أو 19 يوما تحت الأنقاض"، مشيرا إلى أنه "إذا لم يصب الشخص بأذى وكان في وضعية معينة بفراغ جيد، فهذا ممكن". 


 ويقول الطبيب في مستشفى الأمل التخصصي  للجراحة العظمية في إدلب، إبراهيم الخطيب، لموقع "الحرة" إن أي ناج كان يأتيهم بعد اليوم الثالث، يخضع لمراقبة عامة أكثر بالطبع خاصة لوظائفه الحيوية، نظرا لخوفنا من إصابته بأي أمراض في الكلى خاصة بسبب نقص السوائل". 

وأضاف: "بعد أربعة أيام كان يأتينا حالات من تحت الأنقاض مصابة بهرس في الأعضاء، وهذا يعني أنه قد يكون مصابا بقصور في الكلى فنحوله إلى قسم الكلى وقسم منهم يحتاج إلى غسيل في الكلى". 

"عادت الحياة لي للمرة الثانية"

لكن الطبيب وائل حبيب، يؤكد أن الناجين كما يحتاجون إلى متابعة وظائفهم الحيوية، أحيانا يتوجب دعمهم نفسيا قبل علاجهم عضويا، لأنهم يسألون عن عائلتهم ويصابون بالصدمة عند معرفة أن كل عائلتهم ماتوا في الزلزال. 

وبالفعل أصيب الطبيب، محمد خليل، بصدمة نفسية، عندما تم إنقاذه في اليوم الثالث من الزلزال، عندما تم إخباره أن زوجته طبيبة النساء والتوليد، رنا خليل أوغلو (32 سنة)، وأولاده الثلاثة، ووالدته حليمة عبده (58 سنة)، الذين كانوا في الشقة معه، عندما انهار إثر الزلزال المدمر الذي راح ضحيته أكثر من 41 ألفا في تركيا وسوريا، قد ماتوا. 

وقبل اليوم الأربعاء، كان خليل يحسبهم جميعا في عداد الأموات، قبل أن تصله مكالمة هاتفية تنبأه بأن ابنه الأصغر صاحب الأربع سنوات، حي يرزق وموجود في دار أيتام. 

وبعد أن كان خليل في صدمة جراء اعتقاده بانه فقد عائلته كلها التي لجأت إلى تركيا وحصلت على جنسيتها، في الزلزال، عادت إليه الحياة للمرة الثانية. 

ويقول لموقع "الحرة": "كانت المرة الأولى عندما فقدت الوعي، ثم عدت إلى الحياة، واليوم بعلمي أن ابني حي يرزق، ما يعني أن زوجتي وولدي والآخرين أمجد (ست سنوات)، وخليل (تسع سنوات)، وأمي، قد يكونوا على قيد الحياة". 

أيتام الزلزال في سوريا.. "صدمة بعد صدمة"

مزيان، طفلة في الـ12 من عمرها، فقدت ذويها في الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بشمال غرب سوريا، ولم تعد ترغب في أي شيء سوى "رؤية أمها".

مزيان وملايين الأطفال الآخرين سيعانون تبعات الكارثة التي قتل فيها نحو 41 ألف شخص في تركيا سوريا، وفق حصيلة غير نهائية، وبات العديد من الأطفال الذين فقدوا أسرهم بأكملها بحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية.

وتوثق صحيفة واشنطن بوست الأميركية شهادات ناجين من الزلزال في بلدة جنديرس الحدودية مع تركيا، وهي من أكثر المناطق تضررا في سوريا. من بينهم الطفلة مزيان، التي كانت الناجية الوحيدة من أسرتها التي قضت عندما انهارت شقتها.

الطفلة السورية كانت الابنة الكبرى ولديها شقيق توأم هو رشيد، ثم مات الجميع، ولم تعد لرؤية منزلها منذ أن أخرجها عمال الإنقاذ من تحت الأنقاض، ولا ترغب الآن في استعادة أي متعلقات لها. وقالت وفق  الصحيفة: "فقط أريد أمي".

وتشير الصحيفة إلى مشكلة صعوبة التعرف على ذويي العديد من هؤلاء الأطفال، بعد أن أصبحت هذه المنطقة بعد 12 عاما من الحرب الأهلية موطنا لملايين الأشخاص من جميع أنحاء البلاد.

"صدمة فوق صدمة"

وقالت نور آغا، عاملة الإغاثة في بلدة جنديرس: "لم نتمكن من التحقق من قواعد البيانات... بعض الأطفال لم يتمكنوا حتى من إخبارنا بأسمائهم، لقد أصيبوا بصدمة شديدة".

وتنقل فرانس برس عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن أكثر من سبعة ملايين طفل، 2.5 مليون منهم في سوريا قد تأثروا بالزلزال. 

وبالنظر إلى عدد القتلى الكارثي والمتزايد، أوضحت المنظمة "العديد من الأطفال فقدوا أهاليهم"، محذرة من أنّ "الرقم سيكون مرعبا".

وقال المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر، في تصريحات أدلى لها لفرانس برس إن الزلزال بمثابة "صدمة فوق صدمة" بالنسبة للأطفال.

وتقول مسؤولة التواصل والمناصرة في المجلس الدنماركي للاجئين، سماح حديد، لفرانس برس: "نعلم من خلال كوارث مماثلة، أنّ الأطفال عرضة لخطر نفسي شديد بسبب حجم الصدمة".

وتوضح "من الشائع جدا أن يعاني الأطفال في هذه المرحلة من كوابيس متكررة"، مضيفة أنه "من المهم الآن أن يبقى هؤلاء الأطفال على تواصل مع أحبائهم وأن يحظوا بالحماية والدعم الذي يحتاجونه".

وقالت ليلى هاسو، من "شبكة حراس" لواشنطن بوست التي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للقصر في شمال غرب سوريا: "معظمهم في سن مبكرة جدا، ومن ثم يصعب التواصل معهم".

وتشير إلى أن الأطفال في الفئة العمرية بين 11 و14 عاما، يتذكرون الزلازل وكذلك سنوات الحرب، وهناك حالات انتحار في هذه الفئة حتى قبل الزلزال.

وفي بلدة عفرين، لم يخرج محمد محمد، البالغ من العمر ثماني سنوات، من المستشفى بعد لأن الأطباء كانوا قلقين من أنه لايزال مذهولا لدرجة أنه لا يستطيع الكلام. وقالت عمته، ياسمين، التي جلست بجانب سريره إن والديه قد توفيا.

وتشير فرانس برس إلى حالة الطفلة هناء، التي نقلت إلى أحد مستشفيات شمال غرب سوريا. ومنذ ذلك الحين، لا تكلّ عن السؤال يوميا عن والديها وشقيقتها الصغرى، من دون أن تعلم أنها الناجية الوحيدة من عائلتها بعد الزلزال المدمر.

ويقول عبدالله، عم الطفلة لوكالة فرانس برس: "تسأل يوميا عن والدها ووالدتها. حتى الآن لم نخبرها أنهم توفوا مع شقيقتها، التي قلنا لها إنها مريضة مثلها وتتلقى العلاج في جناح آخر". 

وفي بلدة حارم، حيث دمر الزلزال 35 مبنى على الأقل، نجا الطفل ألب، البالغ ثلاث سنوات بأعجوبة، بعد بقائه لـ40 ساعة تحت أنقاض منزل عائلته التي توفي جميع أفرادها.

ويقول عزت حميدي (30 عاما)، خال الطفل من مستشفى للأطفال في سرمدا: "ابن اختي هو الناجي الوحيد، فقد أمه وأبيه وإخوته".

ويتولى حميدي رعاية الطفل الموضوع في قسم العناية في المستشفى وهو "مهدد ببتر أطرافه السفلية". ويقول بحسرة: "سأل لمرة واحدة منذ سحبه من تحت الردم عن والدته"، موضحا أنه إجمالا "فاقد للوعي ويئن" باستمرار من الألم.

وبعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة، لاتزال العائلات والسلطات على جانبي الحدود التركية السورية تحاول معرفة عدد الأطفال الذين تيتموا وكيفية الاعتناء بهم.

والعديد من هؤلاء يعيشون في الخيام وأجنحة المستشفيات أو ينامون في السيارات أو في شقق أقرب أقربائهم.

وبينما تبدو ميزان، من بلدة جيندريس، أفضل حالا، إذ وجدت عمها الذي سيعتني بها، يبدو أن الأمر سيكون صعبا بالنسبة لأطفال أخرين لا يعرف أسماء ذويهم.

وتتذكر إحدى عاملات الإغاثة كيف قاومت طفلة تم إخراجها من تحت الأنقاض عمال الإغاثة وظلت تصرخ في وجههم بشكل هستيري، لأنها تريد أن يعيدوها إلى أسرتها التي كانت لا تزال تحت أنقاض المنزل.

لكن ورغم أن مزيان وجدت عمها الذي تعهد برعايتها، إلا أن الوضع الاقتصادي في المنطقة التي تعد من أفقر مناطق البلاد يلقى أعباء جديدة على أسرة عمها، وهو لديه طفلان بالفعل، ولا يكاد يغطي راتبه كعامل باليومية أساسيات المعيشة. وقال: "ستكون قرة عيني الآن، ستكون ابنتنا"، لكنه أضاف: "أنا لا أعرف كيف سنفعل ذلك".

وتواجه السلطات السورية مشاكل أكثر تعقيدا من تركيا في مسألة تتبع اليتامى، لأسباب من بينها أن الأرقام التي يتم توثيقها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لا تتم مشاركتها مع مناطق سيطرة المعارضة في الشمال الغربي.

ممرضات بطلات ينقذن الرضع على حساب حياتهن خلال الزلزال

وثقت كاميرات المراقبة في أحد مستشفيات تركيا، كيف هرع أطباء وممرضون لإنقاذ الأطفال حديثي الولادة، أثناء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، الأسبوع الماضي، بينما كان المستشفى يهتز من تحتهم. 

ويُظهر مقطع فيديو، نشره وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، ممرضتين تندفعان للإمساك بحاضنات الرضع لمنعها من الانقلاب أو الانزلاق خلال اللحظات الأولى للزلزال القوي الأول.


 ويُظهر الجزء الثاني من الفيديو موظفي المستشفى وهم يجرون عبر قاعات المستشفى لإجلاء الأطفال الآخرين والأشخاص من المبنى.

وكتب قوجة على تويتر: "أنقذ أصدقاؤنا في مستشفى غازي عنتاب أطفالنا المرضى على حساب حياتهم أثناء الزلزال". 

وتابع مشيدا بدور الأطباء والممرضين "هناك العديد من الأمثلة على ذلك في مستشفيات أخرى أيضا.. شعبنا الذي ركض لنجدة الآخرين في المقاطعات التي ضربها الزلزال،  فعل الشيء نفسه".


 وتضاءلت فرص العثور على ناجين  تحت أنقاض المباني المنهارة بعد سلسلة من الهزات الإرتدادية، التي هزت تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، بينما يكافح آلاف الأشخاص من أجل البقاء، في المستشفيات وفي الخيام المزدحمة، و حتى في الشوارع.

وقالت السلطات التركية، إنه تم نقل أكثر من 150 ألف ناج إلى ملاجئ خارج المحافظات المتضررة. 

وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، قُتل أكثر من 35 ألف شخص في الزلازل، حيث تجاوز هذا العدد عدد قتلى تسونامي المدمر عام 2011، والذي أودى بحياة ما يزيد قليلا عن 18 ألف شخص.

والإثنين الماضي، استيقظ الملايين في تركيا وسوريا على وقع زلزال بلغ 7.8 درجة، تبعته على الفور تقريبا، هزة ارتدادية قوية أخرى بلغت 6.7 درجة.

وبعد تسع ساعات، تعرضت المنطقة لهزة ارتدادية عنيفة أكبر، بلغت قوتها 7.5 درجة، وهي واحدة من مئات الهزات الارتدادية متفاوتة الحجم التي استمرت في هز المنطقة لعدة أيام.

معابر شمال غرب سوريا تفتح أبوابها أمام آلاف الجثامين والمنكوبين


تشهد المعابر الحدودية الواصلة بين تركيا وسوريا "عودة مليئة بالموت وإجازات مآسٍ وفواجع"، بعدما كانت الأنظار تتجه إليها منذ اليوم الأول للزلزال المدمّر محمّلةّ بمناشدات إنسانية وإغاثية، وبينما فتحت أبوابها قبل يومين أمام منكوبي الكارثة من السوريين، لم تتوقف عنها شاحنات نقل الجثامين.

وترتبط محافظة إدلب بالأراضي التركية بمعبر "باب الهوى" الحدودي، وإلى الشرق قليلا هناك معبر "باب السلامة" و"الراعي"، وصولا إلى أقصى الشمال الشرقي، إذ ترتبط الأراضي السورية بتركيا من خلال معبري "تل أبيض" و"رأس العين".

وبحسب الإحصائيات التي قدمها مدير المكتب الإعلامي لمعبر "باب الهوى"، مازن علوش لموقع "الحرة" بلغ عدد الجثامين التي وصلت من تركيا إلى سوريا، خلال الأيام الماضية 1413، ومن المتوقع عبور المزيد، إذ ترغب الكثير من العائلات بدفن موتاها في البلاد، بعدما قضوا في ولايات تركية متفرقة.

ويشير المسؤول الإعلامي من جانب آخر إلى أنه المعبر الذي يربط إدلب بتركيا شهد ومنذ الثلاثاء وحتى ظهر الأربعاء عبور أكثر من 500 من السوريين المنكوبين، الذين كانوا يقيمون في الولايات الجنوبية لتركيا. ويضيف أيضا أنه من المتوقع وصول العدد إلى الآلاف خلال الساعات والأيام المقبلة.

وكغيرهم سكان المناطق المنكوبة في عشر مقاطعات تركية نال اللاجئون السوريين نصيبا كارثيا في عدّاد القتلى والمصابين والمشردين، وخاصة في أنطاكيا وكهرمان مرعش. المدينتان اللتان كانتا موطنا مفضلا للكثير منهم، بسبب القرب من سوريا، فضلا عن رخص المعيشية هناك.

وفي حين اتجهت الكثير من العائلات، منذ الأسبوع الفائت لدفن موتاها من الأقارب والأبناء في المدافن التركية التي خصصها الجانب التركي، أقدمت أخرى على نقل جثث ذويها إلى الداخل السوري، وخاصة ممن تعود أصولهم إلى إدلب وريف حلب، أو ممن لهم أقارب من باقي المحافظات هناك.

في غضون ذلك وفي وقت باتت مئات الآلاف من العائلات التركية والسورية مشردة خارج منازلها، وما رافق ذلك من المشاكل المتعلقة بالعثور على مسكن ومأوى جديد سمحت السلطات التركية للسوريين المنكوبين بقضاء "إجازة" في بلدهم سوريا، على أن لا تقل مدتها عن 3 أشهر وتزيد عن ستة أشهر.

وتستهدف هذه الإجازات جميع المعابر التي تصل تركيا بمناطق سيطرة فصائل المعارضة، سواء في إدلب أو ريف حلب، فيما يشير المسؤول الإعلامي لمعبر "باب السلامة"، أنهم بصدد البدء باستقبال العائلات السورية التي ترغب بالدخول إلى البلاد.

وكان معبر "باب السلامة" قد شهد، منذ فجر الاثنين، أي تاريخ الزلزال المدمّر عبور مئات الجثامين التي تعود لسوريين قضوا في ولايات تركيا الجنوبية، وبلغ عددها حتى الآن بحسب آخر الإحصائيات 166 جثة، بينما عبر من خلال معبر "الراعي" 22 حتى ظهر الأربعاء.

"موطن اللجوء الأول"
وكانت مدينة غازي عنتاب التي أصابتها الكارثة تستضيف في السنوات السابقة النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين في جنوبي تركيا، إذ احتضنت 460 ألفا و150 لاجئا تليها مدينة هاتاي بـ354 ألف لاجئ، وأورفا 368 ألف لاجئ، وأضنة 250 ألف لاجئ.

كما يعيش في كل من كهرمان مرعش وكلس وأديمان والعثمانية ودياربكر وملاطيا حوالي 550 ألف لاجئ، بحسب أحدث إحصائيات رئاسة الهجرة التركية، في مطلع فبراير الحالي.

ولم يتضح حتى الآن أعداد الضحايا السوريين الذين قضوا إثر الزلزال في الولايات الجنوبية، والأرقام المتعلقة بالعائلات المشردة، فيما لم يتكشف ما إذا كانت الحكومة التركية ستتكفل بدعم المنكوبين في المرحلة المقبلة، كغيرهم من المواطنين الأتراك.

في المقابل وفي حين لا تزال عمليات الإنقاذ جارية في تركيا، أظهرت آخر إحصائيات هيئة الكوارث والطوارئ (آفاد) أن عدد القتلى ارتفع إلى 35418 شخصا، ووصل الرقم في سوريا بكافة محافظاتها إلى ما يزيد عن 3688.

"الموت من كل جانب"
ولا تقل المناطق التي تقصدها العائلات المنكوبة في شمال سوريا "قتامة" عن حالتها المآساوية التي دخلت فيها فجأة، إثر الزلزال، ولطالما حذّرت الأمم المتحدة من الأوضاع المأساوية فيها، والخاصة بملايين النازحين والسكان الأصليين هناك.

علاوة على ذلك ما تزال آلاف العائلات في الشمال السوري تقبع في العراء، بعدما فقدت منازلها، في وقت يتخوف قسم آخر منها من العودة إلى المسكن الذي أصابه الصدع.

وتظهر بيانات حصل عليها موقع "الحرة" من فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري أن عدد النازحين من المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا بلغ حتى الآن 153.893 نسمة (30,796 عائلة)، مع استمرار أعمال الإحصاء.

وفيما يتعلق بالمنازل المدمّرة بشكل كلي تشير البيانات إلى أن تبلغ 1123 منزلا، مع وجود 3484 منزل آخر قابل للسقوط، وبالإضافة إلى تسجيل 13.733 منزلا غير صالح للسكن، فيما ظهرت التصدعات على 9,637 منزل آخر.

كما وثّقت البيانات أن عدد الأفراد المتضررين حتى الآن من الزلزال في شمال غرب سوريا بلغ 853,849 نسمة تركز معظمهم في المناطق المنكوبة (حارم، جنديرس ، سلقين ، أرمناز ،عزمارين ، الأتارب).

ويوضح أسعد الأسعد منسق قسم المراقبة والتقيم والمساءلة في منظمة "إحسان" التابعة لـ"المنتدى السوري" أن هناك عدد كبير من العائلات التي خرجت من منزلها نتيجة الزلال الأخير والكثير منها ما زال خارج المنزل خوفا من الهزات الارتدادية التي مازالت متواصلة وبشدات متفاوتة".

وبسبب أيضا أن "الكثير من المنازل وخاصة في المناطق الحدودية قد تعرضت إلى تصدعات كبيرة، وبعضها مهدد بالانهيار".

ويقول الأسعد لموقع "الحرة": "عانت تلك العوائل صعوبات كبيرة خلال الزلزال وخاصة أن الجو كان منخفض الحرارة وتتخلله هطولات مطرية غزيرة، ما الكثير منها إلى البقاء في العراء ريثما تجهز مراكز الإيواء المؤقتة".

ويضيف: "حجم الكارثة والاحتياج كبير جدا. الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية لم يكفي الاحتياج، بسبب عدم تجهيز مسبق لمثل هذه الكارثة، عدا عن تأخر المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة، بسبب إغلاق المعابر التي هي الشريان الرئيسي للمنطقة".

مراقبة فضائية وأرضية.. مساهمات ناسا في البحث عن ناجين من الزلزال المدمر


تستخدم بعض مجموعات الإنقاذ في تركيا تقنية Finder للبحث عن الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض، وهي التقنية التي ابتكرتها وكالة ناسا وأتاحتها للمساعدة في جهود البحث عن ناجين، بأعقاب الزلزال المدمر في تركيا وسوريا. 

ولفتت ناسا إلى أنها تعمل، بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، على مشاركة صورها الجوية وبياناتها من الفضاء بطرق يمكن أن تساعد عمال الإغاثة في المنطقة، وإلى أنها تعمل على تحسين قدرتها على توقع مثل هذه الأحداث.

وتقول الوكالة إنها تستخدم المشاهد التي جمعت قبل وبعد الزلزال لإنشاء خريطة تحدد الأضرار. وتقارن هذه الخرائط صور الرادار قبل وبعد حدث معين لترى كيف تغير المشهد.

وقال المنسق في وكالة ناسا، لوري شولتز: "تأخذ ناسا على محمل الجد التزامها (..)، وتتيح الوصول إلى المعلومات على نطاق واسع".

بالإضافة إلى تقييم الضرر، يستخدم علماء ناسا عمليات المراقبة الفضائية والأرضية لتحسين قدرة الوكالة على فهم الأحداث ذات الصلة التي تأتي بعد الكارثة الطبيعية الأصلية، حسب بيان الوكالة.

وسبق أن نشرت ناسا صورا ملتقطة عبر الأقمار الصناعية أظهرت حجم الدمار الهائل الذي خلفه زلزال تركيا وسوريا، وشبهت ما حصل بالزلزال الذي دمر مدينة سان فرانسيسكو في عام 1906.

وتُظهر الصور، التي نشرها مرصد الأرض التابع لناسا، الأضرار التي لحقت بثلاث مدن تركية، هي كهرمان مرعش وتوركوغلو ونورداغي.

وتضمنت الصور "وحدات بكسل" بثلاثة ألوان، حيث يشير اللون الأحمر الداكن إلى المناطق التي يُحتمل أن المباني والمنازل والبنية التحتية فيها تعرضت لأضرار جسيمة، بينما يرمز اللونان البرتقالي والأصفر للمناطق المتضررة بشكل متوسط أو جزئي.
وقال عالم الجيوفيزياء في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا إريك فيلدنغ إن "الزلازل كان ضخما وقويا جدا لدرجة أنه ألحق أضرارا مماثلة لزلزال 1906 الذي دمر سان فرانسيسكو".

ويُصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وأعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن متجاوزا زلزال اليابان عام 2011 وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته.


تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي
تم تحديث الموضوع في

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا