آخر المواضيع

عام "كارثي" لحرب روسيا وأوكرانيا.. و6 سيناريوهات محتملة لإنهاء الصراع


 "عام كارثي.. والأسوأ لم يأت بعد"، هكذا أحيت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، والتداعيات التي سببها الصراع على المجتمع الدولي، وسط تقارير تكشف أن الحرب "أعادت تشكيل العالم وصراعاته الجيوسياسية".

وعلى الرغم من عدم وجود آمال حول إمكانية إنهاء الصراع في وقت قريب، أوردت صحف تقارير تكشف عن سيناريوهات محتملة للوضع الذي قد تنتهي عليه الحرب في نهاية المطاف.

وميدانيًا، تحدثت الصحف عن تأهب أوكراني لهجوم روسي واسع النطاق "لإحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب".

صُدم العالم من حجم الخسائر الذي تكبدته أوكرانيا، حيث فُقدت عشرات الآلاف من الأرواح، وأصيب عشرات الآلاف، وتم تشريد الملايين، وسُحقت البنية التحتية للبلاد.
الغارديان
إعادة تشكيل العالم.. وتداعيات كارثية

رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن العام الأول من الحرب الأوكرانية أعاد تشكيل العلاقات الدولية لعقود، والصراعات الجيوسياسية بين القوى العظمى، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الكارثية التي عصفت بجميع دول العالم، خاصة البلدان الفقيرة والنامية.

وذكرت الصحيفة أنه بعد عام واحد "كارثي" من الحرب، صُدم العالم من حجم الخسائر الذي تكبدته أوكرانيا، حيث فقدت عشرات الآلاف من الأرواح، بما في ذلك مدنيون؛ وأصيب عشرات الآلاف، وتم تشريد الملايين ونزوحهم إلى الدول المجاورة، كما تم سحق البنية التحتية للبلاد.

وقالت الصحيفة إن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا أثرت على الدول في جميع أنحاء العالم، حيث ما زال يعاني المجتمع الدولي من أزمة غذائية متنامية، فضلًا عن أزمة اقتصادية غير مسبوقة تهدد الاستقرار في الدول المتضررة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب "القلق" من الطموح الروسي المتزايد قد ألقى بثقله وراء أوكرانيا، "لدرجة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يتوقع مثل هذا الدعم لكييف، وحجم العقوبات غير المسبوق الذي طال بلاده ردًا على الغزو".

وذكرت الصحيفة أن العام الأول من الحرب كشف عن جبهتين من العالم بشأن رؤيتهما للحرب؛ تدعم الجبهة الأولى الرؤية الغربية "المتشددة" والمناهضة لروسيا، بينما تعتقد الأخرى ظهور "عالم ثنائي القطب" يواجه فيه الغرب بقيادة الولايات المتحدة والديمقراطيات المتحالفة معه، التحالف الصيني الروسي المتعمق "على حساب كل شيء".

وقالت "الغارديان" إن الحرب كشفت عن "نفاق الغرب" من خلال التعاطف مع أوكرانيا، ودعمها بمساعدات غير مسبوقة، وفتح الحدود للاجئيها، في حين تعاني بلدان أخرى، مثل إثيوبيا وسوريا، من حرب أهلية أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين أيضًا، كما هو الحال في أوكرانيا، ولم تتحرك هذه الدول لإنقاذها".

عسكريًا، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن العام الأول من الحرب قدم دروسًا قديمة وجديدة في أكبر حروب القرن الحادي والعشرين، قائلة إن الصراع كشف عن أساليب جديدة يمكن استخدامها في ساحات القتال؛ أبرزها الطائرات بدون طيار.

وقالت الصحيفة: "تم استخدام الطائرات بدون طيار، التي تم تكييف بعضها من منصات تجارية رخيصة، للمراقبة وإيصال الذخائر أكثر من أي صراع سابق.. لقد ساهمت في ساحة معركة مرئية للغاية، وأظهرت كيف يمكن للتقنيات غير المكلفة أن تحبط أحيانًا التقنيات الأكثر تكلفة المصممة حسب الطلب".

وأضافت الصحيفة أنه من نواح كثيرة، يعتبر الصراع في أوكرانيا هو "الأكثر وضوحًا في التاريخ، حيث يرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى التقنيات الأحدث، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، التي تحلق فوق ساحة المعركة لتكشف عن مواقع العدو، والمعلومات الاستخبارية من الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية".

وتابعت: "لا تزال المنصات القديمة تلعب دورًا أيضًا، حيث اعتمدت موسكو بشكل كبير على أنظمة المدفعية القديمة، ولكن من الواضح أن الدقة والمدى في المدفعية يتفوقان على أحجام المدفعية الغبية، ويعود الفضل في نجاح أوكرانيا في ساحة المعركة إلى دمج عدد قليل نسبيًا من أنظمة المدفعية الغربية بعيدة المدى".

وأردفت: "أدت النكسات إلى تحول روسيا إلى شن هجمات مدفعية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف توليد الكهرباء وأهدافا مدنية أخرى، على عكس أوكرانيا التي ركزت بشكل شبه حصري على أهداف عسكرية".

في غياب نصر واضح أو اتفاق سلام إيجابي، فإن إطالة أمد الحرب ستخدم هدف روسيا المتمثل في منع أوكرانيا من الانضمام رسميًا إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو.
التايمز
متى وكيف ستنتهي الحرب؟

تساءلت صحيفة "التايمز" البريطانية حول ما إذا كانت الحرب الأوكرانية ستنتهي في وقت قريب، وذلك مع رفض الزعيم الروسي"الاستسلام"، وخوف كييف من أن أسوأ المعارك "لم يأت بعد".

ومع دخول الحرب عامها الثاني، حددت الصحيفة البريطانية ستة سيناريوهات محتملة للوضع الذي يمكن أن ينتهي عليه الصراع الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبدأت الصحيفة بسيناريو "اتفاق سلام محتمل"، وقالت إنه بعد أن فشل في غزو أوكرانيا بشكل مباشر، يعتقد على نطاق واسع أن بوتين يعلق آماله على إجبار كييف على "سلام غير موات".

وأضافت أنه بالنسبة لموسكو، يجب أن يمثل هذا على الأقل تقدمًا فيما حققته بالفعل من خلال "الضم غير القانوني" لشبه جزيرة القرم، والسيطرة الفعلية على جزء من منطقة دونباس يحكمه الانفصاليون المدعومون من روسيا.

ورأت أنه يبدو من غير المحتمل أن يتخلى بوتين عن أي من الأراضي التي قد تسيطر عليها قواته طوال أيام الحرب المقبلة.

وأضافت أن جلب أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات سيكون مهمة شاقة، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه لا يمكن إجراء مفاوضات مع روسيا "ما دام بوتين هو الزعيم"، كما أنه أخبر حلفاءه الغربيين أنه لا توجد تنازلات إقليمية يمكن أن يقدمها لإنهاء الحرب.

أما عن السيناريو الثاني، فقالت الصحيفة إن الصراع ربما ينجر إلى "حرب استنزاف" طاحنة، حيث تسعى روسيا إلى استنزاف موارد أوكرانيا، بما في ذلك جيشها واقتصادها ومرونة شعبها، من خلال تدمير البنية التحتية للبلاد وبث الرعب في نفوس المدنيين، بالإضافة إلى نيتها في تقويض الدعم الغربي لكييف.

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من الخسائر التي تكبدتها، ولا تزال تتكبدها، تمتلك روسيا عددًا من الجنود أكبر بكثير من الجانب الأوكراني، فضلًا عن ترسانة أسلحتها.

وأضافت: "في غياب نصر واضح أو اتفاق سلام إيجابي، فإن إطالة أمد الحرب ستخدم هدف روسيا المتمثل في منع أوكرانيا من الانضمام رسميًا إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو".

وجاء السيناريو الثالث تحت مسمى "وقف إطلاق النار"، وقالت إنه يمكن بموجبه تجميد الصراع حيث هو دون حل أي من القضايا الإقليمية التي ستغطيها اتفاقية السلام.

وأضافت: "من المحتمل فقط في حالة حدوث مأزق دائم في ساحة المعركة، وقد يؤدي إلى صراع مجمد يمكن أن يسخن أو يهدأ وفقًا لعوامل أخرى".

وفيما يتعلق بالسيناريو الرابع، أوضحت الصحيفة أنه قد يكون "انسحابًا روسيًا وانتصارًا أوكرانيًا"، لكنها أشارت إلى أن الانسحاب الروسي الشامل من الأراضي الأوكرانية يعد سيناريو أقل احتمالًا، وسيعتمد حتمًا على الأحداث داخل روسيا وكذلك في ساحة المعركة.

كما أوردت الصحيفة البريطانية نظرية أخرى تتعلق بـ"انتصار روسيا"، وقالت إن النصر الكامل لا يزال هو ما يتوق إليه بوتين، والذي من شأنه أن يحقق هدفه الأصلي المتمثل في إعادة استيعاب أوكرانيا في نوع من الاتحاد الإمبراطوري من النوع الذي أقامه بالفعل مع بيلاروسيا.

أما عن السيناريو الأكثر "فتكًا"، قالت الصحيفة إن فشل تحقيق أي من الخمسة سيناريوهات السابقة قد يؤدي إلى "حرب عالمية ثالثة نووية ستأتي بعد تدخل الناتو في أوكرانيا"، وذلك بعدما هدد الزعيم الروسي الغرب مرارًا باللجوء إلى الخيار النووي، سواء كانت تلميحات أو تهديدات صريحة.

تأهب أوكراني لهجوم "الذكرى الأولى"

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على التطورات الميدانية للحرب الأوكرانية، قائلة إن أوكرانيا تتأهب لهجوم روسي واسع النطاق يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب، اليوم الجمعة، وذلك في وقت صعدت فيه موسكو من وتيرة هجماتها في شرق البلاد للاستيلاء على مزيد من الأراضي.

وقالت الصحيفة إنه وسط مخاوف من أن بوتين يعتزم الاحتفال بالذكرى السنوية بهجمات جديدة على مدن رئيسية، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية تصديها لـ90 هجومًا في الشرق والشمال الشرقي خلال الـ24 ساعة الماضية.

جاء ذلك بعدما صرح زيلينسكي، أمس، بأن بلاده "ستنتصر في نهاية المطاف في الحرب"، بينما صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم نفسه على قرار "غير ملزم"، يطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا.

ووفقًا لتقرير "نيويورك تايمز"، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن روسيا شنت هجمات بالقرب من كوبيانسك بمنطقة خاركيف الشرقية، ومقاطعتي لوغانسك ودونيتسك في شرق البلاد (منطقة دونباس)، وهي جميع الأماكن التي تركز فيها القوات الروسية هجومها.

ورأت الصحيفة أنه لا تلوح في الأفق نهاية للصراع الذي أودى في عامه الأول بحياة الآلاف في القتال على الجانبين، وشرد الملايين، وحول المدن إلى ركام، وترك مناطق واسعة من أوكرانيا تحت الاحتلال الروسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصاعد الهجمات الروسية في الشرق - على طول خط المواجهة البالغ طوله حوالي 966 كيلومترًا ويمتد من منطقة خاركيف نزولًا عبر نهر دونباس إلى الجنوب الذي تحتله روسيا– يأتي وسط مخاوف أوكرانية من أن موسكو "ستحتفل بالسنة الأولى من الحرب باستهداف المدن بالصواريخ والطائرات بدون طيار".

وتزامنًا أيضًا مع الذكرى الأولى للحرب، أعلنت أوكرانيا أمس الخميس عن استهداف مدينة ماريوبول المحتلة، "في إشارة إلى أن لديها الآن أسلحة بعيدة المدى"، مما أثار التكهنات بأن كييف ربما حصلت على سلاح جديد.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن الجيش الأوكراني أمس قوله إن "مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية أصبحت الآن في متناول أسلحته،" مما يشير دون تقديم تفاصيل إلى أن كييف لديها أسلحة أطول مدى تحت تصرفها، الأمر الذي قد يزيد من رد الفعل الروسي.

وأوضحت الصحيفة أن ماريوبول تقع خارج نطاق الذخائر الموجهة بدقة، المقدمة لأوكرانيا من قبل حلفائها الغربيين، بما في ذلك أنظمة صواريخ "هيمارس" الأمريكية الصنع، والتي يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد حوالي 70 كيلومترًا.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، أثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم من عمل مخربين خلف خطوط العدو، أو ما إذا كانت أوكرانيا قد حصلت على نوع السلاح بعيد المدى، الذي قالت إنها بحاجة إليه، لمهاجمة مراكز القيادة الروسية ومستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد في عمق أراضي العدو.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا