آخر المواضيع

قلق عسكري بإسرائيل بشأن الضفة الغربية.. وأوروبا تتأهب لـ"رد انتقامي" من الصين


 رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، استغل مكالمة هاتفية مع نتنياهو في وقت سابق من الأسبوع الجاري، للإعراب عن مخاوفه بشأن عدد من المقرحات

صحيفة "فاينانشيال تايمز"

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، الضوء على تحذيرات أصدرها كبار قادة الجيش الإسرائيلي بسبب الوضع في الضفة الغربية المحتلة، وذلك مع تحول البلاد إلى حكومة يمينية متطرفة تعتزم تغيير الوضع الراهن في المنطقة المضطربة.

وتناولت الصحف أيضاً آخر مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن إعلان بيلاروسي "مثير للجدل" يدعو الذكور إلى التوجه لمكاتب التجنيد، في خطوة أثارت التكهنات حول تورط مينسك عسكرياً في الصراع.

وعن الأزمة الدبلوماسية التي تلوح في الأفق، قالت الصحف إن دول الاتحاد الأوروبي تتأهب لـ"رد انتقامي" من الصين ردًّا على إجراءات التكتل الصارمة تجاه المسافرين الصينيين بسبب تفشي فيروس كورونا.

إسرائيل.. العسكريون قلقون من الوضع بالضفة

سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الضوء على مخاوف أثارها كبار القادة العسكريين الإسرائيليين بشأن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وذلك مع تحول البلاد إلى ائتلاف يميني حاكم مثير للجدل.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذه المخاوف ليست بالأمر الجديد، إلا أن التحذيرات التي جاءت من كبار قادة الجيش كشفت عن مدى القلق الذي تشعر به المؤسسة الدفاعية من تداعيات المقترحات التي تم طرحها في إطار اتفاق التحالف الذي جرى بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وشركائه المتطرفين.

وقالت الصحيفة إن رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، استغل مكالمة هاتفية مع نتنياهو في وقت سابق من الأسبوع الجاري، للإعراب عن مخاوفه بشأن المقترحات التي تشمل تسليم المسؤوليات الإدارية الشاملة والسيطرة على قوات حرس الحدود في المنطقة إلى سياسيين من اليمين المتطرف.

وفي مقابلة مع الصحيفة، شدد ضباط عسكريون إسرائيليون حاليون وسابقون على التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه التغييرات وغيرها من المقترحات المطروحة في صفقات التحالف على الضفة الغربية المحتلة، إذ كانت التوترات تتصاعد حتى قبل تولي الحكومة الجديدة السلطة.

التغييرات المقترحة مدفوعة من قبل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وهما زعيمان يمينيان متطرفان منحهما نتنياهو مناصب حكومية رفيعة لتشكيل ائتلافه
صحيفة "فاينانشيال تايمز"

وقال الضباط – الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم – إن المقترحات يمكنها تقويض سلسلة قيادة الجيش واستعداده القتالي، وتعقيد الوضع القانوني الدولي للاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ خمسة عقود للأراضي الفلسطينية، وعلاقات بلادهم الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وأوروبا.

ونقلت الصحيفة عن جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي، قوله "ليس للجيش أن يقرر السياسة لأن هذا من شأن السياسيين فقط". وأضاف "لكن يجب أن يتم ذلك من خلال التخطيط الإستراتيجي الجاد وليس عبر الصفقات الائتلافية".

وتابع المصدر، أن الخطط التي وافق عليها نتنياهو في المناقشات مع شركائه القوميين المتطرفين الجدد في الائتلاف "يمكن أن تدمر إستراتيجية الجيش الإسرائيلي بأكملها" للحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية المحتلة.

وكانت التغييرات المقترحة مدفوعة من قبل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وهما زعيمان يمينيان متطرفان منحهما نتنياهو مناصب حكومية رفيعة لتشكيل ائتلافه.

ويشغل سموتريتش، وهو من أشد المؤيدين لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، منصب وزير المالية الإسرائيلي الجديد، كما إن لديه دورًا إضافيًّا داخل وزارة الدفاع.

ومن المقرر أن تشمل مسؤولياته في المنصب الأخير السيطرة على هيئتين عسكريتين تحكمان الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة، والمستوطنين الإسرائيليين.

مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي في بيلاروسيا يظهر دعوات لجميع المواطنين الذكور للحضور إلى مكتب التجنيد
مجلة "نيوزويك"

وأشارت الصحيفة إلى أن سموتريتش قد وعد بإضفاء الشرعية على عشرات المستوطنات وهدم المباني والمنازل الفلسطينية في أجزاء من الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها إسرائيل بشكل مباشر، موضحة أن معظم المجتمع الدولي يعتبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة غير شرعية.

وفيما يتعلق ببن غفير، الذي تم منحه سلطات شرطية موسعة كجزء من دوره الجديد كوزير للأمن القومي، فقد تم تأكيد استعداده لتحدي الوضع الراهن أمس الأول الثلاثاء، عندما قام بخطوة استفزازية باقتحام المسجد الأقصى.

وقالت الصحيفة، إن التحول المحتمل من قبل بن غفير في استخدام ونشر شرطة الحدود، القوة الأمنية الرئيسة في الضفة الغربية المحتلة المكلفة بمواجهة الفلسطينيين واضطراب المستوطنين الإسرائيليين، هو سبب آخر أثار قلق القادة العسكريين.

كما شدد كبار الضباط السابقين على الضرر القانوني الدولي الذي يمكن أن يلحق بإسرائيل من خلال نقل الهيئتين العسكريتين اللتين كانتا تديران الضفة الغربية المحتلة تاريخيًّا تحت إشراف سموتريتش المدني.

وصرح المحللون بأن خطط الحكومة الجديدة لإصلاح النظام القضائي يمكن أن تضر بالجيش وتعرض الضباط لخطر قانوني دوليًّا.

إعلان بيلاروسي "مقلق".. وتصعيد روسي جديد

وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي في بيلاروسيا يظهر دعوات لـ"جميع المواطنين الذكور للحضور إلى مكتب التجنيد"، قد أثارت التكهنات حول تورط مينسك في الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضحت المجلة أن مقطع الفيديو تم تصويره في إحدى محطات الحافلات في مدينة باريساو بالقرب من العاصمة، مينسك، مشيرة إلى أنه يدعو الرجال في سن الخدمة العسكرية إلى الذهاب لمركز التجنيد؛ ما أثار مخاوف من حدوث تعبئة عسكرية في الدولة التي يترأسها، ألكسندر لوكاشينكو، حليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المقرب.

وجاء في الإعلان "يجب على جميع المواطنين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا الحضور إلى مكتب التجنيد أو اللجنة التنفيذية بالمدينة لتوضيح بياناتهم".

وقالت المجلة إن المقطع تم نشره بواسطة الصحفية البيلاروسية الشهيرة، هانا ليوباكوفا، عبر حسابها الرسمي على "تويتر".

التوترات تصاعدت مرة أخرى الأسبوع الماضي عندما ألقت بيلاروسيا باللوم على أوكرانيا في إسقاط صاروخ على حدودها
مجلة "نيوزويك"

وقالت ليوباكوفا لـ"نيوزويك"، إن الإعلان يثير مخاوف الناس بشدة. وأضافت "يمكن تفسير ذلك بأنه استعداد محتمل للتعبئة المستقبلية، ومع ذلك، لا توجد اليوم مؤشرات على بداية تعبئة حقيقية في بيلاروسيا، على الرغم من أننا لا نستطيع استبعاد مثل هذا السيناريو".

وتابعت الصحفية البيلاروسية "هناك الكثير من الدعاية المعادية للغرب في بيلاروسيا، وذلك تماشيًا مع مزاعم نظام لوكاشينكو الذي يسعى إلى الترويج لرواية مفادها أن هناك قوات للناتو على حدود البلاد مستعدة للغزو". 

ووفقاً لتقرير المجلة الأمريكية، أعرب آلاف المستخدمين أمس عن قلقهم من أن الإعلان يشير إلى تعبئة عامة للجيش للمشاركة في الحرب الأوكرانية.

ونقلت المجلة عن أحد المستخدمين قوله "يعتقد الكثيرون أن التعبئة العامة ستبدأ في روسيا غدًا (الخميس). هل سيحدث ذلك في بيلاروسيا أيضًا؟".

وأشارت المجلة إلى أن التوترات قد تصاعدت مرة أخرى الأسبوع الماضي، عندما ألقت بيلاروسيا باللوم على أوكرانيا في إسقاط صاروخ على حدودها؛ ما يشير إلى أن الحادث قد يكون استفزازًا من قبل القوات الأوكرانية.

على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية أن نشر موسكو لسفينة حربية مسلحة بصواريخ "زيركون"، التي تفوق سرعة الصوت في المحيطين الأطلسي والهندي، يعد أحدث خطوة تصعيدية من قبل الزعيم الروسي، في خطوة تكشف عن نية بوتين عدم إنهاء الحرب في أوكرانيا.

دول الاتحاد الأوروبي تتأهب الآن لرد عنيف من بكين ردًّا على اتفاق رسمي توصل إليه التكتل بشأن الاستجابة لموجة فيروس كورونا التي تجتاح الصين
صحيفة "بوليتيكو"
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الروس يتفاخرون بأن إطلاق "الأدميرال جورشكوف" أمر مهم، إذ يُزعم أن السفينة "ليس لها نظير في أي بلد في العالم، كما إنها قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة وقوية ضد العدو في البحر والبر".

وقال بوتين، في مؤتمر إطلاق السفينة الجديدة "أنا متأكد من أن مثل هذه الأسلحة القوية ستجعل من الممكن حماية روسيا بشكل موثوق من التهديدات الخارجية المحتملة وستساعد في ضمان المصالح الوطنية لبلدنا".

ونقلت الصحيفة عن مدير "معهد أبحاث الأزمات"، مارك ألموند، قوله إن صواريخ "زيركون" تعد "جزءًا من خدع بوتين لإلهاء – وترهيب أيضاً - الغرب عن عملياته المستمرة في جنوب شرق أوكرانيا"، وأضاف أن "ابتزاز" بوتين النووي يهدف إلى الحد من مساعدة الغرب لأوكرانيا.

وقال المصدر إن كل الأطراف ستخسر في نهاية المطاف، "إذ يريد الكرملين كسب حرب محدودة ضد الغرب داخل أوكرانيا، بينما يريد الغرب هزيمة روسيا في حرب محدودة داخل أوكرانيا".

أوروبا تتأهب لانتقام "صيني"

من ناحية أخرى، قالت صحيفة "بوليتيكو"، إن دول الاتحاد الأوروبي تتأهب الآن لرد عنيف من بكين، ردًّا على اتفاق رسمي توصل إليه التكتل بشأن الاستجابة لموجة فيروس كورونا التي تجتاح الصين، وذلك على الرغم من أن الإجراءات ليست إلزامية للدول.

وكان الدبلوماسيون الأوروبيون وافقوا، أمس الأربعاء، على مجموعة من الإجراءات المتعلقة بالسفر للصينيين، بما في ذلك إلزام ارتداء الكمامات وإجراء اختبارات ما قبل الرحلة ومراقبة مياه الصرف الصحي؛ ما يزيد من احتمالية اتخاذ إجراءات انتقامية من قبل بكين.

وأوضحت الصحيفة أن الإجراءات المتفق عليها لا تعتبر إلزامية، ما يترك الأمر للدول منفردة لتقرير ما إذا كانت ستنفذها أم لا، مشيرة إلى أن صياغة الاتفاق تترك للبلدان الأوروبية مساحة كبيرة للمناورة.

ونصت التدابير على إجراء اختبارات سلبية للمسافرين قبل مغادرة الصين بـ48 ساعة، بالإضافة إلى إجراء اختبار عشوائي للمسافرين القادمين من الصين وتسلسل النتائج الإيجابية. كما شمل الاتفاق اختبار عينات مياه الصرف الصحي من المطارات والطائرات القادمة من الصين، وتعزيز حملات تبادل اللقاحات والتحصين.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الإجراءات، في حالة تنفيذها، تخاطر بالانتقام من الصين، التي حذرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري من "اتخاذ تدابير مضادة".

ورأت الصحيفة أن الخطوة الأوروبية بدت وكأنها "مشحونة دبلوماسيًّا"، وذلك بسبب توطد العلاقات بين موسكو وبكين.

ونقلت "بوليتيكو" عن خبراء ومنظمة الصحة العالمية قولهم، إن قيود السفر ليست وسيلة فعالة بشكل خاص للسيطرة على انتشار الفيروس التاجي، معتبرين أن إدخال متطلبات صارمة للمسافرين يعد "أمرًا مرهقًا" من الناحية اللوجستية و"تمييزيًا" من الناحية السياسية.

وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن هناك نقصًا في الإجماع العلمي حول ما إذا كانت مثل هذه الإجراءات ستقلل من خطر تفشي متحور آخر في أوروبا، كان هناك ضغط لتقديمها مع ذلك.

وقال أحد الدبلوماسيين لصحيفة "بوليتيكو": "الكثير من الدول تريد في الواقع نهجًا تقييديًّا كبيرًا، لكن الأدلة العلمية لا تدعم ذلك".

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي منقسم بشأن كيفية التعامل مع العدد المتزايد من الحالات في الصين، إذ كان أكبر قلق للحكومات هو احتمال ظهور متحور جديد في الصين، لكن الخبراء حذروا من أن إجبار الزوار من الصين على الاختبار أو العزل لن يوقف تداول مثل هذا المتحور عالميًّا.

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا