آخر المواضيع

صحف عالمية: زيارة بلينكن "محورية".. واشتعال "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران


 تصدرت زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للمنطقة عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الإثنين، وسط تقارير تصفها بـ"المحورية" في ظل الأوضاع المتوترة بالضفة الغربية المحتلة، و"الضرورية" لحماية المصالح الأمريكية.


وتطرقت الصحف لما يعرف بـ"حرب الظل" بين إسرائيل وإيران، وقالت إن الضربة "الإسرائيلية" التي استهدفت منشأة عسكرية إيرانية قد تشعل التوترات بين البلدين، وخاصة في ظل وجود حكومة جديدة جعلت الملف الإيراني أهم أولوياتها.

وفي بؤرة صراع أخرى، تناولت الصحف تقارير ميدانية حول الحرب الأوكرانية تكشف أن روسيا شددت خناقها في شرق البلاد من أجل السيطرة على مدينة باخموت المتنازع عليها، في حين وجهت كييف نداءً عاجلاً لحلفائها الغربيين لسرعة تزويدها بصواريخ بعيدة المدى. 

التوازن المطلوب

وسط أجواء متوترة تشهدها الضفة الغربية المحتلة منذ أيام، تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حول ما إذا كانت زيارة بلينكن رفيعة المستوى قادرة على تحقيق التوازن والعمل على تهدئة الأوضاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وذكرت الصحيفة أن زيارة بلينكن، التي بدأت أمس منذ وصوله إلى مصر، تأتي تزامناً مع بوادر موجة جديدة من إراقة الدماء والصراع السياسي في المنطقة المضطربة، معتبرة أن الأحداث الأخيرة بالضفة الغربية جعلت الشرق الأوسط من أولوية اهتمامات إدارة الرئيس، جو بايدن، العالمية الأكثر إلحاحًا.

وقالت الصحيفة إن الزيارة ستمثل أكبر مشاركة أمريكية حتى الآن مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة، بنيامين نتنياهو، والتي يقول منتقدوها إن تحالفها اليميني المتطرف اتخذ خطوات لإضعاف النظام الديمقراطي في البلاد، ولزيادة تأجيج الصراع الفلسطيني الذي يولد إدانات عالمية.

يأتي ذلك في أعقاب هجوم إسرائيلي دام، الخميس، على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة أسفر عن استشهاد 10 أشخاص، وإطلاق نار في كنيس بالقدس، أسفر عن مقتل 7 مستوطنين، الجمعة، وواقعة أخرى مشابهة خلفت جريحين إسرائيليين.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن الأوضاع المتوترة في المنطقة تؤكد المسار الدقيق الذي يجب على إدارة بايدن أن تسلكه وهي تحاول الحفاظ على تحالفها الشرق أوسطي الأكثر قيمة، بينما تتراجع أيضًا عما تعتبره "تحركات إشكالية" من قبل شركاء نتنياهو السياسيين ومحاولة إنقاذ قدر من الاستقرار مع الفلسطينيين.

وقالت الصحيفة إنه في حين أن وصول بلينكن إلى إسرائيل يأتي في أعقاب زيارة قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، فإن دوره كمسؤول دبلوماسي سيسمح له بنقل رسالة عامة عن استمرار الدعم لكلا الطرفين.

وأضافت الصحيفة أن جولة بلينكن تعد أيضًا فرصة كبيرة للتأكيد على موقف بايدن بشأن القضايا الرئيسة؛ وهي رغبته في حل الدولتين مهما بدا هذا الاحتمال بعيدًا، ومعارضته للتغييرات المقترحة بشأن الأقصى، ودعوته إلى إصلاحات الحكم من قبل السلطات الفلسطينية.

بدورها، اتفقت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية مع الطرح السابق، وقالت إن زيارة بلينكن "التي يبدأها من مصر مهمة بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط والولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن إصلاح العلاقات مع القاهرة والالتقاء بالركائز الإقليمية الرئيسة لنظام الأمن الأمريكي أمران ضروريان.

وقالت الصحيفة إن اختيار بلينكن بدء زيارته بمصر يعد أمراً مهماً للغاية، حيث تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تعقيداً شديداً على مدار العقد ونصف العقد الماضيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في كسب ود القاهرة قبل سفر بلينكن لإسرائيل، وذلك كخطوة رئيسة لمحاولة تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، حيث لعبت مصر تاريخيًّا دورًا رئيسًا في المحادثات مع الفصائل الفلسطينية المسلحة لمنع تأجيج التوترات بين الجانبين.

وبين القضايا الملحة التي سيتم مناقشتها خلال اجتماع بلينكن مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، وكبار المسؤولين الآخرين بالقاهرة اليوم، الإثنين، قالت الصحيفة إن الانتخابات الليبية، بالإضافة إلى الشأن السوداني على طاولة المحادثات.

أول "ضربة" لحكومة نتنياهو

وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهجوم الذي استهدف مصنعا عسكريا في إيران باستخدام طائرات دون طيار، أول "عمل عسكري فعلي للحكومة الإسرائيلية الجديدة تحت ضغط دولي كبير لاحتواء إيران"، وذلك في إطار "حرب الظل" المشتعلة بين البلدين.

وكانت الصحيفة الأمريكية أوردت في تقرير حصري لها، أمس، أن الهجوم الذي استهدف موقعا عكسريا في مدينة أصفهان الإيرانية، نفذته ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية، قائلة إنه يأتي في وقت يبحث فيه مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون "طرقًا جديدة" لمكافحة النشاط النووي لطهران المزعزع للاستقرار وتعاونها العسكري مع روسيا.

وقال مسؤولون إيرانيون إن الدفاعات الجوية تصدت لمحاولة هجوم من قبل ثلاث طائرات مسيرة صغيرة استهدفت مصنعًا للذخيرة في مدينة أصفهان، بجوار موقع تابع لـ"مركز أبحاث الفضاء الإيراني"، والذي فرضت عليه واشنطن عقوبات بسبب تطويره لبرنامج صواريخ بالستية فرط صوتية.

وقالت الصحيفة إن "الضربة" تعد أول هجوم "معروف" نفذته إسرائيل في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، الذي كان أجاز سلسلة من "العمليات الجريئة" داخل إيران عندما شغل هذا المنصب في الفترة من 2009 إلى 2021.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا نفذتا أكبر تدريب عسكري مشترك لهما شمل أكثر من 7500 فرد من كلا البلدين وسلسلة من السيناريوهات، لاختبار قدرتهما على تدمير أنظمة الدفاع الجوي وطائرات التزود بالوقود، "في خطوة قد تكون تمهيدية لضربة عسكرية كبيرة ضد إيران".

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تضغط، في الوقت نفسه، على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، خاصة أن طهران تزود موسكو بمئات الطائرات دون طيار المستخدمة لمهاجمة أوكرانيا.

خناق روسي ونداء أوكراني

وعن الحرب الروسية الأوكرانية، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن موسكو لا تزال تكثف من وتيرة هجماتها على شرق البلاد، في محاولة لإحكام قبضتها على مدينة باخموت الإستراتيجية التي أوشكت على السقوط في أيدي الروس، بعد أشهر من المعارك الضارية.

وقالت الصحيفة إنه بينما تشدد روسيا من قبضتها على المدينة المحاصرة، وجهت أوكرانيا نداءً عاجلاً لحلفائها الغربيين بسرعة تزويدها بأسلحة جديدة، بما في ذلك مجموعة الدبابات والمدرعات الثقيلة، قائلة إن روسيا تتمتع بميزة عددية هائلة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية قولها إن القوات الروسية شددت الخناق حول باخموت، مشيرة إلى أن كييف تواجه تحديًا صعبًا لرد الهجمات الروسية المكثفة التي شهدتها المنطقة على مدار الأيام القليلة الماضية، داعية الغرب إلى توفير صواريخ بعيدة المدى لمواجهة وابل الصواريخ الروسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن القتال حول مدينة باخموت، وهو الأكثر عنفاً هذا الشتاء، يعد "أحدث نقطة مضيئة في معركة تعتبرها موسكو حاسمة في مساعيها للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية بأكملها." وزعمت جماعة "فاغنر" المرتزقة الروسية أمس الاستيلاء على قرية بلاهوداتني في منطقة باخموت.

وتقع بلاهوداتني بين مدينة سوليدار، وهي بلدة تعدين الملح استولت عليها القوات الروسية أخيرًا بعد أسابيع من القتال العنيف، وطريق يمتد شمالًا من مدينة باخموت، يعتبر بمثابة خط إمداد حاسم للقوات الأوكرانية التي تدافع عن المدينة.

وأوضحت الصحيفة أن موسكو تهدف إلى تطويق باخموت وقطع طرق إمدادها ثم إجبار المدافعين عن المدينة على الانسحاب. وأشارت إلى أنه منذ الاستيلاء على سوليدار في وقت سابق من الشهر الجاري، كثفت القوات الروسية قصفها للقرى الواقعة إلى الغرب منها مباشرة، بما في ذلك قرية بلاهوداتني.

وكانت أوكرانيا طالبت مراراً بنظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي (أتاكمز)، لكن واشنطن تشعر بالقلق من أن كييف قد تستخدم في نهاية المطاف أسلحة أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف في الداخل الروسي؛ ما يزيد من خطر تصاعد الحرب إلى صدام مباشر بين الغرب وموسكو.

وفي خطوة تصعيدية خطيرة، أعلن مسؤول بارز بحلف شمال الأطلسي (الناتو) جاهزية التحالف العسكري الغربي للمواجهة المباشرة مع روسيا التي تواصل القتال في أوكرانيا؛ ما ينذر بتأجيج التوترات مع موسكو حتى وإن كان على سبيل التهديد.

ونقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن روب باور، رئيس اللجنة العسكرية بالتحالف، قوله إن "الناتو" يركز في الوقت الحالي على إعادة التسلح، "لأن الأهداف الإستراتيجية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تتجاوز أوكرانيا ويمكن أن تمتد إلى الدول المجاورة." وأضاف أنه من المهم الضروري لدول "الناتو" أن توجه الإنتاج الصناعي المدني نحو الأهداف العسكرية.

في المقابل، حذر محللون عسكريون صينيون من تورط "الناتو" في الحرب الأوكرانية، مشيرين إلى أن "خطر نشوب حرب عالمية أخرى في أوروبا يتزايد"، قائلين إن كييف "ستبذل جهودًا لجر دول الناتو، وخاصة الولايات المتحدة، للقتال مباشرة مع القوات الروسية في أوكرانيا." 

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا