آخر المواضيع

مجد وسمر محاميد من معاوية يتبرعان بأعضاء طفلهما وينقذان حياة 6 أشخاص: يكفي أن قلب طفلنا لا يزال نابضا


رغم الأجواء المؤلمة التي تسود عائلة محاميد من سكان بلدة معاوية بعد وفاة طفلهما فؤاد البالغ من العمر 3 سنوات بعد تعرّضه لحادث دهس، إلا أنّ العمل الإنساني الذي قام به الأب والأم بالتّبرع بأعضاء طفلهما المرحوم بات يُخفف قليلًا من وطأة الحُزن عليهما، حيث أنّ فؤاد الصّغير بوفاته استطاع إنقاذ حياة 6 أشخاص بينهم طفلة حصلت على قلبه. الطفل فؤاد هو لأب مُسلم وأم مسيحية، وقد أقيم بيت عزاء لمدة 6 أيام ثلاثة في معاوية وثلاثة في مدينة الأم الناصرة.


وفالت الأم سمر قالت: "فؤاد رحمه الله كان طفلا مليئا بالطاقة والحياة ومميزًا، والابتسامة لا تُفارقه، وهو طفل محبوب جدًّا فقد أحبّه كل من عرفه". وحول آخر حديث دار بينهما قالت الأم: "بتاريخ 30.08 عدنا إلى البلاد بعد سفر، وكنا نستعد للذهاب إلى بيت جدّه من أجل تناول وجبة الغداء، عاد إلى المنزل وكانت رجله متّسخة واستحمّ مرتين، كانت المرة الأخيرة التي أراه بها بعد تناولنا الغداء، بعدها طلب مني أن يذهب للعب مع أبناء عمّه، توسّلت إليه لمرافقتي لشراء أغراض للمدرسة لكنّه رفض وأصرّ على الذّهاب للعب". واستذكرت الأم طفلها وهو يقول لها: "أنظري إلى عضلاتي كم أنا قوي".

وتابعت الأم عن ردّة فعل طفلتها شقيقة الطفل فؤاد بعد أن علمت بأنّ شقيقها لن يعود إلى المنزل قالت: "لم أخف عن طفلتنا الحقيقة، وذكرت لها ما حصل، في البداية كان الأمر صعيبًا إذ رفضت العودة معنا إلى المنزل، فلن تتقبّل أن تكون في المنزل بدون شقيقها الذي اعتادت أن تبقى معه وأن تلعب معه دومًا، وبعد فترة علاج تمكّنا من تهدئتها وعادت معنا إلى المنزل".

وفي حديث مع الأب الثاكل مجد وهو مضمّد الذي حاول قدر المستطاع إنقاذ طفله، قال: "كانت هذه أصعب لحظات أمرّ بها في حياتي، إذ رأيت طفلي ينزف وعرفت بأنّني أخسره أمامي وأنا لا أستطيع أن أقدّم له أي شيء، عندما وصلت إليه حاولت وقف النّزيف وإسعافه وفتح مجرى التّنفس، وفي ذات الوقت حاولت أن أبعد عيني طفلتي عن رؤية أخاها بهذه الحالة لئلا تصاب بحالة نفسية، بعدها حملت طفلي وتوجّهت به بسيارة صديق باتّجاه مفرق أم الفحم حيث كان الاسعاف ينتظرنا وفي الطريق كنت أحاول إنعاشه، ولكنّي عرفت بعدها أنّه يلفظ انفاسه الأخيرة".

وحول التّبرّع بأعضاء الطفل البريء فؤاد، قال الأب: "اتّخذنا القرار بشكل مشترك أنا ووالدته ولكنّها خطوة جريئة جدًّا من والدته وأنا أقدّر موقفها هذا فهي التي تعبت وربّت واعتنت به من كل قلبها، التّبرع أسعدنا ومنحنا الأمل بعد شعورنا بألم الفراق، حيث أدركنا عندها بأنّنا بهذه الخطوة نستطيع أن نخفف الألم عن الكثيرين وبأننا قادرون على رسم الابتسامة على وجوههم".

أما الأم فقالت: "في عملي كمدربة رياضية أتحدّث دومًا عن الإنسانية وعن أهمية التعبير عنها بشتّى الطرق، وأكبر تعبير بالنسبة لنا عن الإنسانية عندنا اتّخذنا قرار التّبرع بأعضاء فؤاد، لا يوجد أجمل من هذا الشعور، ويكفي أنّ قلب فؤاد لا يزال ينبض".

وفي النهاية قالا: "نقول له بأنّنا نحبّك ولن ننساك أبدًا، وأنت بطل وقمت بعمل إنساني ويطولي وشجاع".


موقع العرب

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا