آخر المواضيع

نظام حياتنا اليومي أساس المشكلة.. لماذا نميل إلى التفكير الزائد قبل النوم؟ وكيف نحصل على ليلة هادئة؟


 تحب أدمغتنا دفع نفسها إلى السرعة القصوى من العمل، خاصة في أكثر اللحظات غير المناسبة خلال اليوم. مثال واضح على ذلك النمط المرهق أن تبدأ فور أن تقرر الحصول على قسط من الراحة والنوم، في التفكير المحموم بكل ما يخطر على بالك من شؤون.


لتجد نفسك فجأة غير قادر على إطفاء هذا الدوران السريع للأفكار داخل عقلك، وتكون النتيجة النهائية لذلك هي النوم بعد فترة طويلة من الوقت الذي كنت ترغب فيه؛ وهذا يعني أنك ستستيقظ في اليوم التالي وأنت تشعر بالتعب والإجهاد وعدم الكفاية من النوم.

لحسن الحظ، يمكنك دوماً أن تتعلم كيفية التوقف عن التفكير الزائد في الليل، فقط ما إن تحدد أسباب هذه العادة المُرهقة، وإيجاد الطرق البديلة لتعزيز الشعور بالهدوء والتناغم مع رغبات الجسم في الحصول على هدنة بنهاية اليوم الشاق.
لماذا نفرط في التفكير أثناء الليل؟
قبل أن نتحدث عن كيفية معالجة الإفراط في التفكير، من الضروري معرفة سبب حدوثه في المقام الأول. لأن هذا سيساعدك على إدراك أن الإفراط في التفكير أمر طبيعي إلى حد ما. إنه شيء يتعامل معه الجميع ويتعرضون له من وقت لآخر.

أولاً، يوضح موقع Declutter The Mind أن الدماغ هو آلة معالجة المعلومات. وكل يوم بدون وعي دقيق منا، يتم إلقاء حمولة من المعلومات على الدماغ.

هذه الكمية اللامحدودة من المعلومات يحتاج العقل لمعالجتها في مرحلة ما. لكن المشكلة هي أن أنماط حياتنا اليوم أصبحت أكثر انشغالاً وسرعة عن أي وقتٍ مضى.

هناك القليل جداً من لحظات الهدوء والتأمُّل، مما يعني أن عقلك لا يستريح أبداً من هذا الوابل المستمر من المعلومات على مدار الساعة.

وبالتالي تكون المرة الوحيدة التي يمكن أن "تأخذ فيها استراحة" حقيقية هي عندما تستلقي على السرير في المساء بنهاية اليوم. لذلك، عندما تفرط في التفكير ليلاً، ستجد أن عقلك (في الغالب) يعالج المعلومات التي تزاحمت عليك خلال اليوم وقمت بتجاهلها وتخزينها لا واعياً.

لذلك فإن قضاء بعض الوقت الهادئ مع نفسك كل يوم قد يحقق لك المعجزات فيما يتعلق بالإفراط في التفكير وعدم القدرة على النوم بسهولة.

فقط امنح نفسك قسطاً من الراحة كل بضع ساعات، وبذلك سوف تقل الكمية التي تفكر فيها كثيراً في المساء. وهو ما يقودنا بدقة إلى طريقتنا الأولى لكيفية التوقف عن التفكير الزائد في الليل.

السلوك المعتاد اليومي

هل وجدت نفسك يوماً لا تتذكر ما أكلته في الليلة الماضية؟ أو أي قميص ارتديته البارحة؟ ولكن كيف ننسى شيئاً فعلناه قبل يوم واحد فقط؟

السبب هو أن الأنشطة مثل الأكل وتغيير الملابس هي جزء من سلوكنا اليومي الآلي، وبالتالي فهي جزء من سلوكنا المعتاد الذي قد نقوم به بدون وعي كافٍ.

أثناء أداء العادة الآلية تلك، لا نفكر في ذلك. بل يقضي معظمنا حياته اليومية في القيام بنفس الأشياء كل يوم، لذا فإن الوقت الذي نستخدم فيه الجزء النشط من دماغنا أثناء تلك الأنشطة عادة ما يكون أقل بكثير.

لذلك في الليل، حيث نحصل على قدر كبير من الوقت لنقضيه مع أنفسنا في راحة وهدوء، حينها فقط يمكننا بالفعل التفكير والتوصل إلى استنتاجات فعالة لأنشطتنا اليومية، وبالتالي نميل إلى الإفراط في التفكير.

الوحدة والهدوء الضروري لليوم

الوقت الوحيد الذي تحصل فيه على لحظة لنفسك بعد يوم طويل، عادة ما يكون في الليل، حيث يمكنك التفكير في كيف كان اليوم بأكمله، وما الذي يحتاج إلى مراجعة وتدقيق في التفكير.

ولأننا نادراً ما نكون بمفردنا خلال اليوم، وعادة ما نكون في معظم الأوقات محاطين بالناس، والعاملون في مكاتبهم يحضرون الاجتماعات، والمدرسون محاطون بالطلاب وما إلى ذلك.

بعد يوم طويل ممل، الوقت الوحيد المتاح لك، المعروف باسم "وقتك الخاص" أو "Me Time" هو الليل، عندما يكون هناك عدد أقل من عوامل التشتيت الجسدي والبصري أيضاً من حولك.

لذلك يُعد هذا عاملاً مهماً في زيادة التفكير قبل النوم بشكل خاص، بحسب مجلة Medium للثقافة العامة.

التعب والإجهاد

يلعب التعب أيضًا دورًا رئيسيًا في كيفية قضاء ليلتك وقدرتك على الاستغراق في النوم بسلاسة.

في بعض الأيام التي قد تكون فيها متعباً بشكل استثنائي، وبالتالي في اللحظة التي تقفز فيها إلى السرير، ستنام على الفور بعمق كبير.

بينما إذا لم تكن متعباً في أحد الأيام، فمن الواضح أنك ستميل إلى الإفراط في التفكير، والتململ في الفراش. بعد ذلك تميل إلى النوم متأخرًا في الأيام التي لم تعمل فيها.

قد تنطبق نفس القواعد (باستثناء بعضها) على سبب ميلنا إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتنا الشخصية وكذلك الإفراط في التفكير في الحمام أو أثناء الاستحمام.

لأننا في تلك اللحظة نكون وحدنا مع عدد قليل من مصادر التشتيت، وبالتالي يمكننا التفكير في الطريقة التي نرغب في قضاء يومنا فيها، وإعادة تناول كل ما هو عالق في أفكارنا ومشاعرنا خلال اليوم.

فيما يلي نستعرض عدداً من الخطوات العملية التي من شأنها تخفيف وتيرة التفكير الزائد في الليل، ومساعدتك على الخلود بسهولة أكبر.

1- خصص وقتًا للاسترخاء

سواء كان ذلك من خلال القراءة، أو ممارسة اليوغاً، أو الصلاة والقيام بجلسات التأمل وتمارين التنفس المعززة للاسترخاء، من المهم حقًا الحصول على طقوس هادئة ولطيفة لمدة ساعة على الأقل للاسترخاء قبل أن تخطط للذهاب إلى الفراش.

وبحسب موقع Net Doctor للصحة النفسية، فإن الإنسان بحاجة إلى وقت هادئ للتعامل مع يومه. لذلك تكون تلك الأنشطة طريقة لتنشيط حالة الموجات الدماغية ألفا، التي تتحكم في سريان الأفكار والمشاعر بالعقل.

أما إذا لم يكن لديك متسع من الوقت لقضاء ساعة كاملة، فما عليك سوى اختيار اثنين من الأشياء المفضلة لديك للقيام بها للاسترخاء والراحة.

مثلاً اصنع بعض شاي الأعشاب وقم بإضاءة شمعة والجلوس والتأمل.

2- تحدث عن أفكارك مع الآخرين

من الطرق الجيدة حقًا للتوقف عن التفكير الزائد ليلاً أن تتحدث مع شريك أو أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.

تمتع بالتواصل الواعي – من القلب الصادق إلى القلب، والمحادثة المتصلة والهادفة لكي تشعر بالتحسن والهدوء والقدرة على فهم الأفكار التي تراودك. حينها لا يتعلق الأمر بمحاولة إصلاح المشكلات التي تتحدث عنها، ولكن مجرد التحدث والاستماع.

3- استحضار الأفكار الإيجابية 

من الأشياء الجيدة الأخرى التي يجب مراعاتها للمساعدة في تهدئة العقل المفرط في التفكير في الليل هو نقل نفسك إلى أفكار أكثر إيجابية.

مقترح لذلك هو إعداد قائمة الامتنان. وفي هذه قائمة تسرد الأشياء التي تشعر بالامتنان لها والتي تمر بها وتراجعها قبل النوم لبدء التفكير الأكثر إيجابية والتركيز على الأشياء الأكثر راحة في الحياة بدلاً من الأفكار غير المرغوب فيها. وبذلك تشعر بالاسترخاء والهدوء للخلود إلى النوم، واستقبال يوم جديد مليء بالطاقة والنساء في النهار التالي.


إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا