آخر المواضيع

كلفت روسيا وقتا طويلا وخسائر فادحة لهذه الأسباب .. ماريوبول مهمة جدًا بالنسبة لبوتين




 تحاصر القوات الروسية مدينة ماريوبول منذ أسابيع والوضع الإنساني فيها كارثي، فيما انقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء أوكرانيا. فلماذا يريد بوتين السيطرة على المدينة الواقعة جنوب شرق أوكرانيا؟ وما مدى أهيمتها الاستراتيجية؟.

ولقد كلف غزو ماريوبول فلاديمير بوتين؛ وقتا طويلا وخسائر فادحة، بالإضافة إلى أن الجيش الروسي يعاني من أزمة كبيرة، لا سيما مع استخدام مواد قديمة وتحتاج إلى الصيانة.

يذكر أن أجل إنذار الاستسلام المقدم لأوكرانيا، انتهى على الرغم من أن الكرملين يؤكد ويفترض أن 1026 جنديًا أوكرانيًا كانوا سيستسلمون.

وبحسب صحيفة “إل ديباتي” الإسبانية، تواصل قوات بوتين القتال براً وبحراً وجواً في هذا القطاع الاستراتيجي.

وإن الاستيلاء على المدينة الساحلية أمر أساسي لاتخاذ خطوة عملاقة إلى الأمام في الطموحات التوسعية للعميل السابق في المخابرات السوفيتية (KGB)، وبالتالي رفع الروح المعنوية لجنوده.

أسباب مهمة لاستيلاء روسيا على ماريوبول

وفي حقيقة الأمر؛ هناك أسباب ملموسة تجعل الاستيلاء على ماريوبول مهمًا للغاية بالنسبة لروسيا.

يبلغ عدد سكان هذه المنطقة 430 ألف نسمة، فضلا عن أنها تنتمي إلى الأوبلاست، وهي منطقة تابعة لدونيتسك الانفصالية حيث يعمل ثاني أكبر ميناء في أوكرانيا، بعد أوديسا.

ودمرت التفجيرات الروسية أكثر من 70 في المائة من المدينة، وتحولت عمليا إلى أنقاض.

إن السيطرة المطلقة لبوتين تعني، أولاً وقبل كل شيء، الاستيلاء على ممر أو مدخل روسي من شبه جزيرة القرم والحفاظ على هذا المخرج من بحر آزوف.

محاولات بوتين للسيطرة على البحر الأسود

بمجرد تحقيق الهدف، سيكون لدى روسيا سيطرة مطلقة على قطاعي الحديد والفولاذ، فماريوبول هي القلب الصناعي لأوكرانيا. وهكذا ستضيق روسيا أكثر الاقتصاد الأوكراني.

ميناء التصدير

تعد ماريوبول أيضًا موطنًا لأكبر مرفأ تجاري في بحر آزوف الذي تصدر أوكرانيا منه الحبوب والحديد والصلب والآلات الثقيلة. في عام 2021، كانت الوجهات الرئيسية للصادرات الأوكرانية من ميناء ماريوبول هي دول أوروبا والشرق الأوسط. علما وأن المرفأ عانى بعد بدء حرب دونباس، حيث فقد حركة البضائع العابرة من الأسواق السابقة، بما في ذلك روسيا.

ولهذا يعتبر ميناء ماريوبول واجهة عملية التصدير في أوكرانيا. لقد كانت أوكرانيا قبل الغزو الروسي، لأوروبا ما كانت عليه الأرجنتين في القرن التاسع عشر وجزءًا من القرن العشرين: “سلة خبز العالم”.

طبقا للصحيفة، فإن آثار الحرب التجارية المشلولة محسوسة بشكل خاص في القارة القديمة وإسبانيا؛ حيث يعاني قطاع الثروة الحيوانية حاليا، من نقص في الأعلاف وقد تسبب نقص زيت عباد الشمس بالفعل في تعليق مؤقت لبعض مصانع التعليب.

مقر لواء آزوف

في المجال العسكري، تمثل ماريوبول مقر لواء آزوف، وهي ميليشيا أوكرانية مكونة من متعصبين ومتطرفين مرتبطين بالحركات النازية.

فطالما كان يوجه لوتين خطابه لهم إلى حد كبير، لا سيما عندما يتحدث عن “تشويه سمعة” أوكرانيا، على الرغم من أنه يشير أيضًا إلى الحكومة التي يرأسها فولوديمير زيلينسكي، وهو يهودي الأصل.

من جهة أخرى، عزا المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف،  رفض الاستسلام إلى حقيقة أن “كييف، وفقًا لاتصالات تم اعتراضها، قد حظرت مفاوضات الاستسلام وأمرت النازيين في “آزوف” بإطلاق النار على جنود أجانب ومرتزقة يريدون الاستسلام والذين يقاتلون الآن إلى جانبها.

يُذكر أن المدينة كانت قاعدة لكتيبة آزوف، وهي وحدة شبه عسكرية سابقة لها جذور في مجموعات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.

على الرغم من أنهم يشكلون أصغر جزء من الحرس الوطني الأوكراني، إلا أن الدعاية الروسية زعمت أن مقاتلي آزوف مسؤولون عن قتل المدنيين والتدمير في ماريوبول”.

وأوضحت الصحيفة أن سقوط ماريوبول، سيكون بمثابة ضربة اقتصادية لأوكرانيا ونصرًا رمزيًا لروسيا.

“ممر بري من دونباس إلى شبه جزيرة القرم”

قال أندري يانيتسكي، رئيس مركز التميز في الصحافة الاقتصادية في كلية كييف للاقتصاد، “لماريوبول أهمية عملية ورمزية بالنسبة لروسيا”.

وأضاف: “إنها مدينة ساحلية كبيرة وقاعدة للقوات المسلحة الأوكرانية. لذا إذا أراد الروس أن يكون لديهم ممر بري من دونباس إلى شبه جزيرة القرم، فإنهم بحاجة للسيطرة على المدينة”.

واختتمت الصحيفة بالقول، سيكون الاستيلاء على ماريوبول أيضًا بمثابة فوز كبير لدعاية الكرملين، التي تصور أوكرانيا على أنها محكومة من قبل النازيين والتي تصور الحرب على أنها تهدف إلى “نزع النازية”.

وكالات

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا