آخر المواضيع

بالفيديو تقرير: الضابط حكروش شاهد على جريمة قتل ولم يتدخل

 


امتنع الضابط في الشرطة الإسرائيلية، جمال حكروش، عن التدخل لمنع جريمة أو تقديم المساعدة للضحية، عندما تواجد في موقع الجريمة في بلدته كفر كنا، بل أن كاميرات الحراسة وثقت الضابط حكروش يقفز فوق الضحية، التي كانت تنزف دما وفي حالة خطيرة وغادر المكان، وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين.


كاميرات ترصد تخطي الضابط الإسرائيلي، جمال حكروش، عن مصاب بحالة خطيرة إثر حادثة جريمة، ولم يقدّم له المساعدة رغم أن المصاب كان لا زال على قيد الحياة أو دقائق قبل إعلان وفاته وفق ما أظهر الشريط المُسجّل. 

وكان حكروش قد وصل، في 12 أيلول/سبتمبر العام 2020، إلى مصنع "حديد كفر كنا"، حيث كانت الأجواء متوترة، بين مدير المصنع غازي أمارة، وعمّه فادي أمارة، على خلفية نزاع حول قطعة أرض. وتواجد في مكاتب المصنع محام من أجل أخذ توقيعهما على وثائق تتعلق بالأرض المتنازع عليها.

وأظهرت كاميرات الحراسة دخول حكروش، رئيس شعبة إحباط الجريمة في المجتمع العربي، عند الساعة 12:02، كي يسدد ثمن بضاعة طلبها من المصنع. وفي تلك الفترة كان حكروش يتولى رئاسة مديرية تحسين خدمات الشرطة للمجتمع العربي.

ونقل التقرير عن أحد الشهود في هذه القضية قوله إن "’الضابط الكبير حكروش’ بذل كل ما بوسعه كي لا يكون ضالعا. وتجاهل بالكامل القتل الذي ارتكب بقربه. وقفز فوق الجثة، وتجاهل المُهاجم الذي أغلق على نفسه الغرفة المجاورة".

وشاهد حكروش السجال بين غازي وفادي عندما كان يجلس خلف باب زجاجي شفاف في مكتب المصنع. وإثر ذلك نطح فادي غازي في وجهه، وقام غازي بعض فادي من أنفه. وأخذ أشخاص حاضرون في المكان فادي إلى المطبخ في محاولة لتهدئة الوضع، لكن فادي أخذ سكينا وطعن ابن أخيه في صدره. ونزل غازي الجريح على الدرج وهو يصرخ ويضع يده على صدره، حيث انهار وسقط وبقي يتحرك لعدة ثوان.

ودخل فادي إلى المطبخ وأغلق الباب على نفسه هناك. وفي هذه الأثناء حاول المتواجدون في المكان منح مساعدة طبية لغازي، واتصل المحامي بالشرطة وأبلغ عن الطعن وطالب إرسال سيارة إسعاف على وجه السرعة، وقال إن "الجريح فقد الوعي".

وعند الساعة 12:08، رصدت كاميرات الحراسة في المصنع حكروش يغادر المكتب وينزل على الدرج، وهناك قفز فوق غازي الجريح، لكنه كان لا يزال يحرك ساقيه. ولم يتوقف حكروش من أجل مساعدة الجريح أو المتواجدين، أو لمعالجة أمر المهاجم الذي أغلق على نفسه في المطبخ، "وواصل طريقه نحو المخرج، وكأن شيئا لم يحدث"، حسب التقرير.
ولم ينتظر افراد العائلة وصول سيارة الإسعاف، ونقلوا غازي إلى عيادة، وبعد محاولة طاقم إسعاف تابع لـ"نجمة داود الحمراء" إنعاشه، دون فائدة وتم إعلان وفاة غازي في المستشفى.

وفي موازاة ذلك، حضرت قوات كبيرة من الشرطة إلى المصنع، وكان فادي لا يزال يختبئ في المطبخ إثر تهديدات أفراد العائلة في المكان. كما جرى استدعاء تعزيزات من وحدة "ياسام"، وبعدها فتح فادي باب المطبخ واعتقل.

وعاد حكروش إلى المكان، ورصدت الكاميرات على أجساد أفراد الشرطة شرطي دورية يقول عن حكروش إنه "كان هنا، وكان شاهدا على الواقعة حسبما فهمت، فقد جاء من أجل تسديد حساب". وقال شرطي من وحدة "ياسام" إنه "لديك حكروش هنا" وأنه "هو كان ضالعا أيضا". وقال حكروش، الذي عاد مع قوات الشرطة التي استدعيت، للحاضرين "كيف الحال؟".

وقال فادي، الذي طعن ابن أخيه، في إفادته أثناء التحقيق إن حكروش دخل عندما كان يجلس مع غازي ويشربان القهوة. وأضاف أن "غازي أمسكني وأخرجني من المكتب باتجاه الممر، لأنه تواجد هناك رجال أعمال وجمال حكروش، ولم يرغب غازي أن يشاهدوه يتصرف بهذا الشكل. وخرج الجميع من المطبخ، ولا أعلم لماذا خرجوا. كان هناك أشخاص، وبينهم جمال حكروش، الذين فصلوا بيننا. وفي النهاية بقيت لوحدي في المطبخ، فأغلقت الباب وانتظرت وصول أفراد الشرطة".

وأشار التقرير إلى أنه لا يوجد توثيق لتدخل حكروش في الشجار. وقال فادي في إفادة أخرى إن "جمال حكروش كان هناك. وتعين عليه مساعدتي، وقد شاهد كل شيء. لقد رأى أنني أجلس وأنني خرجت وهوجمت أيضا. واقتربت منه وقلت ’أنظر ماذا فعل بي’. ولا أعلم ماذا كان رده وماذا قال، وعلى جمال حكروش أن يتحدث حول ما حدث".

وبعد الجريمة بوقت قصير، حضر حكروش إلى مركز الشرطة في كفر كنا من أجل تقديم إفادته. وقال فيها إنه لاحظ أن فادي يصرخ، وأنه عندما خرج من المكان أدرك أن شخصا يغلق على نفسه باب المطبخ. وأضاف أنه لاحظ وجود شخص آخر، ينزف دما من صدره، وأن شخصين ينقلانه من المكان، وأنه لم يعرف حالة الجريح. لكن يبدو أن حكروش لم يعلم بتوثيق كاميرات الحراسة.

وأضاف التقرير أن "المحققين لم يواجهوا حكروش بالصور رغم أن إفادته كانت مستغربة، ناقصة وتعالت علامات استفهام كثيرة منها: أولا، الطابق الذي تواجد فيه صغير، واحتمال أنه لم يشاهد أبدا الشجار في الممر من خلف الباب الزجاجي الشفاف للمكتب يكاد يكون مستحيلا. وليس واضحا لماذا لم يعمل حكروش من أجل وقف العنف في هذه المرحلة. ورغم عدم وجود خلاف على أن الطعن نُفذ في المطبخ، وأن حكروش لم يكن شاهدا عليه، فإنه أفاد بأنه لاحظ أن شخصا يغلق على نفسه في المطبخ ويصرخ. لماذا لم يعمل من أجل تحييده؟".

وتابع التقرير أن حكروش لم يتدخل بعد أن خرج غازي جريحا واتجه نحو الدرج. "لماذا لم يتولى قيادة الحدث إلى حين وصول القوات؟ ولماذا لم يبحث عن السكين التي أخفاها فادي لاحقا؟ والأهم، كيف كان بإمكان ضابط الشرطة القديم القفز فوق غازي الذي ينزف دما والخروج من المبنى من دون تقديم مساعدة؟".

وأفاد أحد أفراد العائلة خلال التحقيق بأنه "جرى نقاش كبير بين فادي وغازي بالأيدي والرأسين. والمتوجدون هناك هم أنا، توفيق والضابط حكروش والمحامي، ورنين السكرتيرة ومحمود شقيق المرحوم. وحاولنا جميعا الفصل بينهما وقلت لأخي أن يذهب لغسل وجهه. وعندها طعنه".

وأشار التقرير إلى أن المحكمة المركزية في الناصر تنظر في القضية، وأن حكروش لم يُستدعى للإدلاء بشهادته، وفادي أمارة ينتظر صدور الحكم عليه. وقالت الشرطة في تعقيبها على التقرير إن "حكروش هو شاهد من قبل النيابة في الملف".

إرسال تعليق

0 تعليقات

تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي

أخر المنشورات

أهم الاخبار

تابعونا على موقعنا اخبارنا سوا