أفاد تقرير إخباري، أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت زيادة في نشاط بعض الجماعات المسلحة في قطاع غزة قبل وقت قصير من هجوم حماس، يوم السبت الماضي.
وأضاف التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه بعد أن تأكدت الاستخبارات الإسرائيلية من أن شيئًا غير عادي يحدث أرسلت تنبيهات إلى القوات التي تحرس حدود غزة، وفقًا لرواية اثنين من المسؤولين الأمنيين الكبار في إسرائيل.
وأشارت إلى أنه "لم تتم الاستجابة للتنبيهات، إما لأن الجنود الإسرائيليين لم يتلقوها في الأصل، أو ربما أنهم لم يلتفتوا إليها".
ووفق التقرير، فإنه بعد ذلك بفترة قصيرة، أطلقت حماس طائرات مسيرة لتعطيل بعض محطات الاتصالات الخلوية وأبراج المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي على طول الحدود، وهو ما منع الضباط المناوبين من مراقبة المنطقة عن بعد بكاميرات الفيديو.
وبين أن "تلك المسيّرات دمرت المدافع الرشاشة التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي قامت إسرائيل بتركيبها على تحصيناتها الحدودية للتصدي للهجمات البرية، وهو ما سهّل على المهاجمين تفجير أجزاء من السياج الحدودي وهدمه بالجرافات في عدة أماكن بسهولة، ما سمح لآلاف الفلسطينيين بالمرور عبر الثغرات في السياج".
وقالت الصحيفة إن "هذه الإخفاقات العملياتية ونقاط الضعف هي من ضمن مجموعة واسعة من هفوات لوجستية واستخباراتية اقترفتها أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومهدت الطريق لتوغل مقاتلي حماس في جنوب إسرائيل، وفقًا لما ذكره مسؤولون أمنيون إسرائيليون في تخميناتهم الأولية لما حدث".
والاختراق الجريء لأكثر من 20 بلدة وقاعدة عسكرية إسرائيلية حطم شعور الإسرائيليين بالأمن، فلساعات طويلة، وقف أقوى جيش في الشرق الأوسط عاجزًا عن القتال أمام عدو أضعف منه بكثير.
وترك الهجوم عشرات القرى الإسرائيلية دون حماية في مواجهة مجموعات كبيرة من المهاجمين قتلوا أكثر من 1000 إسرائيلي، بمن فيهم جنود بملابسهم الداخلية، إضافة الى خطف ما لا يقل عن 150 شخصًا، واجتياح ما لا يقل عن 4 من معسكرات الجيش، والانتشار في مساحة تزيد على 30 ميلاً مربعًا من الأراضي الإسرائيلية.
ولخص مسؤولون إسرائيليون للصحيفة، نجاح هجوم حماس بأربعة عوامل.
وأولى هذه العوامل، فشل ضباط المخابرات الإسرائيلية في مراقبة قنوات الاتصال الرئيسة التي يستخدمها المهاجمون الفلسطينيون، ثم الاعتماد المفرط على معدات مراقبة الحدود التي يسهل على المهاجمين إغلاقها، وهو ما يسمح لهم بمداهمة القواعد العسكرية، وقتل الجنود وهم في فراشهم.
وثالث هذه العوامل، تجمع معظم القادة في قاعدة حدودية واحدة تم اجتياحها في المرحلة الأولى من التوغل، وهو ما منع التواصل مع بقية القوات العسكرية.
ورابعًا، الرغبة في تصديق مزاعم قادة حماس بأنهم لا يريدون الحرب ولا يستعدون لها.
وقال المسؤول الأسبق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوئيل غوزانسكي: "أنفقنا الكثير من المليارات لجمع معلومات استخبارية عن حماس... ثم في ثانية واحدة ينهار كل شيء مثل قطع الدومينو".
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنه عندما أطلع مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية كبار قادة الأمن، الأسبوع الماضي، على التهديدات الأكثر إلحاحًا التي تواجه إسرائيل، ركزوا على المخاطر التي يشكلها المسلحون اللبنانيون على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
وأشارت إلى أنه "بالكاد تم التطرق الى التحدي الذي تمثله حماس التي تم ردعها، كما قيل خلال الاجتماع".
وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن عناصر حماس أعطوا في اتصالاتهم الهاتفية التي تمكن عملاء الاستخبارات الإسرائيلية من التقاطها، انطباعًا بأنهم يحاولون تجنب حرب أخرى مدمرة مع إسرائيل بعد حرب أيار 2021".
والفشل العملياتي يظهر، كما يقول مسؤولون عسكريون سابقون، في الإفراط بالاعتماد على أجهزة ومعدات مراقبة الحدود، وبالتالي بدأ الجيش بتقليل عدد الجنود ونقلهم إلى بؤر التوتر الأخرى خاصة الضفة الغربية.
إلى ذلك، تبين أن السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل سهل الاختراق أكثر مما توقع المسؤولون في إسرائيل، أيضًا، استغرق الأمر ساعات قبل أن يصل سلاح الجو الإسرائيلي لتغطية المنطقة بأكملها رغم امتلاكه قواعد جوية لا تبعد سوى دقائق معدودة بالطائرة عن المناطق المستهدفة بالهجوم".
وخلصت الصحيفة إلى أن "هجوم حماس كانت له تداعيات كارثية على أمن إسرائيل، فضلاً عن احتمال إلحاقه ضررًا بسمعتها ومكانتها في المنطقة كشريك عسكري يمكن الاعتماد عليه".
المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية
تم تحديث الموضوع في
0 تعليقات