قدّمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في اللد (منطقة المركز)، اليوم الخميس، لائحة اتهام خطيرة ضد محمد شحادة، البالغ من العمر 20 عامًا من مدينة الناصرة، بتهمة "القتل العمد في ظروف مشدّدة للضحية سيرغي متاتوف على شارع 443 قبل نحو شهر".
ونسبت النيابة لائحة الاتهام إلى المتهم ارتكاب الجرائم التالية: "القتل العمد في ظروف مشددة بالاشتراك، محاولة قتل بالاشتراك، حيازة ونقل سلاح وذخيرة بالاشتراك، تعريض حياة الناس للخطر عمدًا في طريق عام، عرقلة سير القضاء بالاشتراك، وغيرها من التهم"
وقدّمت النيابة أيضًا طلبًا إلى المحكمة لتمديد توقيف المتهم حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية بحقه، وقالت إن"أفعال المتهم وشريكه تشكّل عملاً إجراميًا إرهابيًا بكل معنى الكلمة. إنه حدث خطير نُفّذ بقسوة وجرأة غير مسبوقتين وانتهى بنتيجة مأساوية. الضحية سيرغي متاتوف رجل عائلة ومهندس، خرج من منزله متوجهًا إلى اجتماع عمل، ولم يُتح له أن يعود إليه. إن استخدام السلاح الناري في وضح النهار، وسط شارع مزدحم بالناس، لأغراض إجرامية، يدلّ على ازدراء تام لقيمة الحياة وسلامة الجمهور، وعلى خطورةٍ لا تعرف حدودًا. النيابة لها دور أساسي في مكافحة تسرب العنف الإجرامي القاتل إلى الفضاء العام، وهذه معركة على وجه مجتمعنا، ونحن ملتزمون بها بالكامل."
وذُكر في لائحة الاتهام أن "شريك المتهم في الجريمة نُوح الأعسم، قُتل برصاص جنود من الجيش الإسرائيلي الذين وصلوا إلى مكان الحادث".
ووفقًا للائحة الاتهام التي قدّمتها النيابة فقد "تآمر المتهم محمد شحادة مع نُوح الأعسم على قتل فوزي أبو قطيفان وابن شقيقه محمد. ولتنفيذ خطة الاغتيال، تجهّزا بسلاح من نوع M-16، ومسدس محشو بالرصاص، وكمية من الذخيرة، بالإضافة إلى دراجة نارية قاما بتبديل لوحة ترخيصها وتشويه رقم هيكلها. كما أخفيا ثلاث زجاجات كبيرة مليئة بالبنزين. ركّبا على الدراجة ضوءًا أزرق وامضًا يشبه أضواء الشرطة، وارتديا ملابس توحي بأنها زيّ رسمي لقوات إنفاذ القانون، منها بنطال بلون زيتي، وسترة داكنة عليها شرائط عاكسة، وخوذ سوداء".
وتابعت أنه "في يوم 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2025 عند ساعات الظهر، وصل المتهم وشريكه بالدراجة إلى مفترق موديعين قرب مفرق بن شيمن على شارع 443، وكَمَنَا على جانب الطريق. وعندما اقترب الجيب الذي كان يقلّ الشخصين المستهدفين بالاغتيال، أطلق نُوح من بندقيته ما لا يقل عن خمس رصاصات باتجاه الزجاج الأمامي، مما أدى إلى إصابتهما. إحدى الرصاصات أصابت سيارة أحد المارة الذي كان يسير في المسار المقابل. تابع المتهم قيادة الدراجة خلف الجيب مقتربًا منه، بينما أخرج نُوح المسدس وأطلق منه خمس رصاصات على الأقل، ثم عاد وأطلق النار مجددًا من البندقية".
وأضفت أنه "في مرحلة معينة، تعطّلت سيارة الجيب، فبدأ فوزي ومحمد بالهرب سيرًا على الأقدام وهما ينزفان. نزل نُوح من الدراجة وركض خلفهما وهو يحمل السلاح ويواصل إطلاق النار، بينما انتظر المتهم على الدراجة ليؤمّن له طريق الهرب. في تلك اللحظة، كان المرحوم سيرغي متاتوف في طريقه إلى اجتماع عمل. وعندما لاحظ إطلاق النار، توقف بسيارته خلف عدد من المركبات. مرّ فوزي ومحمد الفارّان قرب سيارة سيرغي، فصرخ فوزي: 'إنهم يطلقون النار علينا، إرهابيون، إرهابيون!'. حينها خرج سيرغي من سيارته، وانحنى واختبأ خلفها. واصل فوزي الركض حول سيارة سيرغي، لكن نُوح تابع مطاردته وأطلق عليه عدة رصاصات بنية قتله. أصابت رصاصتان من بندقية نُوح الجزء العلوي من جسد سيرغي، وأودت بحياته على الفور".
كما ذُكر في لائحة الاتهام أيضا أنه "بعد ذلك واصل نُوح إطلاق النار على فوزي، وبعد بضع ثوانٍ توقف عن إطلاق النار وعن المطاردة، وهرب راكضًا نحو المكان الذي كان ينتظره فيه المتهم على الدراجة النارية. وصلت إلى المكان قوات من وحدة عسكرية خاصة بعد سماع إطلاق النار، وبعد أن ظنّت أن الحديث يدور عن هجوم إرهابي، أطلقت النار على الدراجة، ما أدى إلى مقتل نُوح في المكان. أُصيب شحادة أيضًا برصاص الجنود، لكنه تمكّن من الفرار باتجاه منطقة موديعين، بينما لاحقته قوات الشرطة. قاد المتهم في شوارع المدينة بسرعة جنونية، عكس اتجاه السير، وعبر إشارات حمراء، ولم يستجب لنداءات الشرطة بالتوقف، إلى أن تم إيقافه واعتقاله من قبل قوات الأمن".


0 تعليقات